hit counter script

أخبار اقتصادية ومالية

الاقتصاد البقاعي يدفع ضريبة إقفال الطرق

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 08:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

«لا نعمل» هو حال العشرات من أصحاب المؤسسات التجارية والاقتصادية التي تمتد على طول الطريق الدولية شتورة ـ ضهر البيدر، مرورا بجديتا ومكسة والمريجات وبوارج، التي أقفلت بالكامل من جراء إقفال طريق ضهر البيدر منذ أكثر من أسبوع، من قبل أهالي العسكريين المخطوفين.
يشبّه أصحاب مؤسسات تجارية واقعهم الحالي بما عاشوه في الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982، بحسب ما يقول علي غزالي (صاحب سوبرماركت) الذي يفتقد حركة زواره الذين كانوا يتوافدون اليه من بيروت ومن الشام.

كارثة اقتصادية

يشير أصحاب المؤسسات عبر «السفير» إلى أن «الكثير منهم لا يعملون بما يؤمن لهم في الحد الأدنى كلفة فاتورة الكهرباء»، مطالبين «بإبعاد الطريق الدولية عن موضوع العسكريين لما يشكله إقفالها من كارثة اقتصادية على البقاع كلّه».
لا يتجاوز المدخول اليومي في أحد مطاعم شتورة التي تقدم وجبات سريعة، أكثر من 500 ألف ليرة، في حين أن الرقم السابق للمدخول في الأيام العادية كان يبلغ في حده الأدنى 3 ملايين ليرة.
ويوضح صاحب المطعم رباح هاشم لـ«السفير» أن «الخسارة اليومية التي يتكبدها أصحاب المطاعم والمقاهي من جراء إقفال الطريق الدولية وتعطل حركة العبور، كبيرة جداً، لا بل كارثية».
مع كل يوم إقفال، تتعاظم الكارثة البقاعية التي تطال بشكلٍ أساسيّ ما يسمّى الشريان التجاري الممتد من شتورة إلى ضهر البيدر، وهو نقطة ارتكاز وتسوق للمئات من العابرين بين البقاع وبقية المناطق اللبنانية.
أغلب المؤسسات في هذه المنطقة تعتمد على حركة العبور، وقد أنشئت لهذا السبب. واليوم تتعاظم أزمتها يوماً بعد يوم، مع تعقّد الكارثة التي تطال ايضا حركة العبور لعشرات الشاحنات الزراعية التي لا تجد طريقا لإيصال حمولتها من الانتاجات البقاعية الزراعية، الى الاسواق الاستهلاكية في بيروت وغيرها.
يضاف إلى كلّ ذلك، تعطل حركة الشحن البحري، إذ يصف رئيس «تجمع مزارعي وفلاحي البقاع» ابراهيم الترشيشي الوضع «بالحصار الداخلي الذي يفرض على القطاع الزراعي، من جراء هذه الطرق الدولية المقطوعة» آملا عبر «السفير» أن «يتم تأمين طريق آمنة وسالكة لهذا القطاع».

التبادل المالي

هذه التداعيات السلبية التي يتحمّلها الاقتصاد البقاعي، ترمي بأثقالها أيضاً على حركة التبادل المالي في مصارفه في شتورة ومؤسساته المالية، التي شكت من تراجع تبادل العملات حوالي 50 في المئة.
أمام هذا الواقع الاقتصادي، ارتفعت في البقاع اصوات تطالب بابعاد موضوع الطرق الدولية عن حركة الاحتجاجات.
وفي هذا السياق يسأل راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام درويش «هل إغلاق الطرق هو الوسيلة الأنجع لتحقيق المطالب؟ هل تدمير اقتصاد البقاعيين وعزلهم عن باقي المناطق هو المطلوب؟». ويضيف: «لم اسمع حتى الآن أن بلداً حضارياً في العالم كله شهد هذا النوع من الاحتجاج»، متمنياً على «الأهل أن يفتشوا عن طريقة أفضل لا تؤذي أخوانهم المواطنين، وتكون أكثر فعالية في الوصول الى تحرير أبنائنا العسكريين، الذين بدورهم يمثلون لبنان المخطوف، ويمثلون كل واحد منا، وهم يدفعون الفدية عنا، ونحن مع أهلهم، نشعر بوجعهم ونتألم، ولكن لا بد من وسيلة أخرى لتحركهم».

"السفير - سامر الحسيني"

  • شارك الخبر