hit counter script

مقالات مختارة - الياس الديري

القمّة الروحيّة، إيران والرئاسة!

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 08:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

 

القمّة الروحيّة الأولى في عهد المفتي عبد اللطيف دريان كانت على صورة لبنان ومثاله. وجسّدت بمشاورات الأقطاب الروحيّين في لبنان جوهر الرسالة التي يحملها وطن الثماني عشرة طائفة إلى محيطه العربي.

وعكست بكل ما شهدته من نقاشات، واقتراحات، ورحابة في المعالجات، الواقع اللبناني على حقيقته. وبكل تعدّديته، وانتماءات فئاته، مدعومة بصيغة التعايش والمواثيق الضابطة لهذا النموذج الفريد والصامد، على رغم الأعاصير التي عاشها ولا يزال يصارع تياراتها وأمواجها حتى الساعة.
إلا أن الاهتزازات الكثيرة التي جرّبت حظها مع هذا النموذج، أو هذه الصيغة، لم تتمكّن يوماً من الانتصار على الإرادة الجماعيّة حين ينادي المنادي الجموع اللبنانيّة على تناقض المشاعر والأهواء التي تتفاعل مع هبّاتها.
لقد وضعت القمة يدها على الجرح. بل على الداء، إن لم يكن على مصدر العلل التي تنتاب هذا اللبنان بين الفينة والفينة، مؤكّدين بالإجماع أن الوطن الصغير، النادر التكرار والوجود في العالم، هو اليوم في حاجة إلى رئيس للجمهورية، "يتمتّع بالرؤية والحكمة والقدرة على قيادة اللبنانيّين نحو جوامع مشتركة تمكّنهم من اجتياز الصعوبات والتحدّيات التي تواجههم".
ومن الطبيعي جداً أن يبرز هنا دور مجلس النواب الذي تُلقى على كتفيه التبِعات والأثقال في مثل هذه الظروف، وهذه الصعـــوبات، وهذه التحديات، ومطالبته بـ"القيام بواجبه الدستوري الأساسي، والمبادرة الفوريّة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون رأس الدولة ورمز وحدة الوطن".
ولكن، هل في إمكان اللبنانيّين وحدهم، هل في إمكان مجلس النواب، هل في إمكان بعض الكتل النيابيّة اتخاذ مبادرة بهذا الحجم السياسي وبهذه الأهمية... إذا كان بعض الخارج المتمتّع بنفوذ "داخلي" خاص لا يوافق على الإقدام على خطوة كهذه؟
المعلومات الصحافيّة التي وصلت إلى بيروت أمس، ومن مصادر فرنسيّة تتمتّع بالثقة والصدقيّة، تقول بالبنط العريض إن إيران لا تريد تسهيل انتخاب الرئيس اللبناني. مع أن الرئيس حسن روحاني وافق الرئيس فرنسوا هولاند خلال لقائهما، وحين قال الرئيس الفرنسي "إن من الضروري مساهمة إيران في حماية المؤسسات الدستورية في لبنان، عبر تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية".
إلا أن "المفتاح" ليس في جيب روحاني على ما تقول المصادر، إنما هو في حوزة "البسدران" و"فيلق القدس". وهما ليسا مستعدَّين لتسهيل المهمة بعد. هل أن معلومات باريس في محلّها، أم أن طهران ستتولّى التوضيح؟

  • شارك الخبر