hit counter script

مقالات مختارة - عي ضاحي

التقارب السعودي- الايراني: تبريد اجواء لبناني

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 08:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا تزال مفاعيل التقارب السعودي- الايراني بعيدة من الترجمة على الساحة اللبنانية رغم الاشارات الايجابية التي ترجمت بتلبية "حزب الله" دعوة السفير السعودي علي عواض عسيري الى حفل استقبال اقامه الاخير منذ ايام بمناسبة العيد الوطني السعودي الـ84. وربما هي المرة الاولى التي يحرص فيها "حزب الله" على خروج اللقاء عن طابعه البروتوكولي اذ لم يقتصر حضور الحزب على نائبي كتلة "الوفاء للمقاومة" نواف الموسوي وعلي المقداد بل تعداه الى حضور مسؤول العلاقات العربية في الحزب الشيخ حسن عزالدين وهي سابقة تعمّدها للحزب لتبريد الاجواء مع سفير المملكة وللتأكيد على نية الانفتاح وإعادة ما انقطع بسبب الازمة السورية. اذ سجل منتصف العام 2012 اللقاء الاخير بين "حزب الله" عبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بالسفير عسيري في مبنى السفارة ببيروت. وبواقع الحال فإن الصورة التي جمعت عسيري والموسوي والمقداد وعزالدين لم تكن مجرد ضرورة خبرية او صحافية فقط، اذ تشير مصادر متابعة الى ان إشارة الحزب الايجابية تجاه سفير المملكة لن تبقى من دون رد من عسيري نفسه والتي ستترجم بزيارة او لقاء لم يحدد موعده او مكانه او طبيعته بعد.
في المقلب الآخر تبقى العلاقة بين "حزب الله" حليف ايران في لبنان و"تيار المستقبل" حليف المملكة السعودية في لبنان ضمن إطارها السياسي الجامد ويقتصر التواصل على التنسيق الامني عبر مسؤول التنسيق والارتباط وفيق صفا الذي يلتقي دورياً وكلما اقتضت الحاجة وزراء الداخلية والدفاع والعدل بالاضافة الى قادة الاجهزة الامنية، بينما يتواصل "حزب الله" مع رئيس الحكومة تمام سلام بشكل مباشر عبر وزيريه محمد فنيش وحسين الحاج حسن في الملفات الحكومية، في وقت يتابع معاون السيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل الملفات السياسية مع الرئيس سلام. ويلاحظ ان نبرة التصعيد بين "حزب الله" و"المستقبل" قد خفت الى "حدود معقولة" منذ تشاركهما في حكومة سلام باستثناء حاجة "المستقبل" الى نبرة مرتفعة ضد الحزب يستطيع من خلالها ان يضبط عصب شارعه ويقطع الطريق على تيار متطرف بدأ ينشط في المناطق السنية التي تشهد تراجعاً في حضور "المستقبل". ورغم ان المستقبل حاول الاستثمار في احداث عرسال الاخيرة خلال آب الماضي ولاحقاً عبر ازمة المختطفين العسكريين والتصويب على تدخل حزب الله في سورية والانزعاج السعودي الشديد من هذا التدخل، الا ان حزب الله يحرص منذ تشكيل حكومة سلام الّا يتجاوز الخطوط الحمر في الخطاب السياسي مع تيار المستقبل والمملكة السعودية انطلاقاً من حرصه على تبريد الاجواء وقطع الطريق على بعض الموتورين والساعين الى فتنة ما (سنية- شيعية) في المناطق التي تشهد تماساً طائفياً ومذهبياً وبين جمهوري الحزب و"المستقبل".
اللقاء الذي جمع وزيري خارجية ايران والسعودية محمد ظريف وسعود الفيصل في نيويورك الاحد الماضي اتى بعد "الصفع المتبادل" بين الدولتين فبعد لكمة داعش وازاحة نوري المالكي في العراق وترؤس السعودية حربة السيف الاميركي ضد "داعش" و"النصرة"، اوجع الايرانيون عبر الحوثيين خاصرة المملكة بلكمة مزدوجة كرست الحوثيين شريكاً اساسياً في اللعبة السياسية لليمن واعطتهم امتداداً شعبياً في الشارع السني اليمني المعادي للفلول السلفية والجهادية التي تنسق مع السعودية. وفيما اججت الضربات الميدانية المتبادلة الصراع المحموم بين ايران والسعودية الا انها سرعت من وتيرة تلاقي الطرفين لحل المشكلات العالقة في اليمن والعراق وسورية، اذ ايقنت المملكة ان لا حل عسكرياً مع ايران ولا مجال للفوز عليها في الميدان.
وفي حين اثمر هذا التقارب اتفاقاً او اقتناعاً سعودياً بوجوب الحل السياسي في سورية من دون الاتفاق على شكل هذا الحل، تبقى رئاسة الجمهورية اللبنانية خارج اولوية الطرفين لتعدد الملفات الاقليمية التي يبحثان فيها ولا سيما الحرب على داعش والنصرة وتقريش الحل السياسي في العراق واليمن الى نتائج ملموسة وتأمين حد ادنى من الاستقرار في البلدين للانتقال الى مرحلة الحل السياسي في سورية ومستقبل الرئيس السوري بشار الاسد وكذلك مصير الرئاسة اللبنانية والاستحقاق النيابي.
وتؤكد مصادر متابعة لتطور العلاقة الايرانية - السعودية ان الملف اللبناني حاضر في صدارة التقارب السعودي- الايراني من البوابة الامنية وقطع دابر الارهاب بالكامل ومنع تمدد داعش والنصرة في قلب لبنان والحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي.

  • شارك الخبر