hit counter script
شريط الأحداث

وراء كل مدير مدرسة... حكاية واسطة

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 07:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما يحصل على صعيد تعيين المديرين في الثانويات والمدارس الرسمية في مناطق مختلفة، ليس إلا دليلاً إضافياً على فشل الدولة تحت ضربات الزعامات السياسية والاحزاب الطائفية. كل عائلة أو بلدة أو عشيرة... تريد مديراً تابعاً لها في المدرسة التي تقع في منطقتها. بات على وزارة التربية أن تجول في كل مرّة على كل قوى الامر الواقع لتطلب موافقتها على أي تعيين من أي نوع. هذا ما يحصل!


لا عودة عن قرارات تعيين المديرين في الثانويات والمدارس الرسمية، فهي نهائية وقد صدرت بعد مقابلات شفهية، وإذا كانت هناك خلافات سياسية وعائلية أو حتى شخصية داخل القرى، فليعالجها أهلها بالطرق التي يرونها مناسبة. هذا هو الموقف الحاسم لوزير التربية الياس بو صعب، رداً على اعتراضات بالجملة طالت مديرين في الشمال والجنوب والبقاع عُيّنوا، أخيراً، ومنعوا بالقوة من تسلم مهماتهم. حصل ذلك في ثانوية طاران في الضنية، متوسطة تعلبايا الرسمية، ثانوية حارة صيدا الرسمية، ومتوسطة كفرحتى الرسمية وغيرها.

ليست المرة الأولى التي تعترض فيها قوى سياسية أو مجلس بلدي أو «أبناء البلدة» على تعيين مدير للمدرسة أو الثانوية الرسمية، بعدما سادت في السنوات الأخيرة بدعة أن يكون المدير ابن الضيعة أو ابن العائلة أو ابن التنظيم، بصرف النظر عن كفاءته المهنية. لكن اللافت هذا العام هو حجم الاعتراضات التي ظهرت بعد صدور قرار التعيين وليس في أثناء إجراء المقابلة، وإن كانت هذه القضية التربوية لا تسلم في العادة من براثن المرجعيات السياسية التي تزكّي من تريد، رغم وجود آلية واضحة وشروط محددة للتعيين ينص عليها القانون 73/2009.
لا تجد بلدة طاران في الضنية مخرجاً لأزمة ثانويتها خارج استقالة المدير الجديد أحمد حسون، وهي تلوّح بإقفال نهائي للثانوية إذا لم يستقل حسون. والتقى رئيس البلدية أسامة طراد (المحسوب على تيار المستقبل) وعدد من فعاليات البلدة وزير التربية في الاسبوع الماضي وسلّموه عريضة وقّعها نحو 600 شخص من رؤساء بلديات ومخاتير وأهالي البلدة والقرى المجاورة التي يدرس أبناؤهم في الثانوية. أما حسون فيتمسك بقرار تعيينه ويرفض الاستقالة رفضاً باتاً، باعتبار أن اختياره كان بناءً على كفاءته المهنية، وأن الموقف الاعتراضي عليه هو شخصي بحت.
في البقاع الأوسط، لم تفتح متوسطة تعلبايا الرسمية أبوابها بعد أمام طلابها، وقد نصب أهالي البلدة خيمة على باب المدرسة، احتجاجاً على قرار وزارة التربية بتعيين مديرة جديدة تدعى سهير الشوباصي، بدلاً من المدير الحالي بالتكليف، ابن البلدة رامي سلوم. وحمّل الاهالي المسؤولية للنائب السابق سليم عون. وقالوا إنّهم لن يتراجعوا عن موقفهم قبل أن يعود الوزير عن خطئه، مطالبين بـ«إعادة تثبيت المدير السابق في موقعه».
أما في بلدة كفرحتى الجنوبية، فقد احتج المجلس البلدي وبعض الأهالي على تعيين المديرة الجديدة رحاب ضاهر (زوجها من البلدة) بناءً على مقابلة شفهية، ودراسة ملف يتضمن الشهادات والدورات التدريبية ومشروع إدارة المدرسة، بدلاً من ابنة البلدة منى حميّة المتبناة من حركة أمل، والتي كان لديها تكليف مؤقت بإدارة المدرسة. يذكر أن حميّة ليست حائزة إجازة تعليمية. ويشرح رئيس بلدية كفرحتى حسين حميّة لـ»الأخبار» أنّ «البلدة أصيبت بصدمة عندما علمت بتكليف ضاهر وأقفلت المدرسة لأيام قبل أن تعيد فتحها، لكون التكليف جرى بسحر ساحر وبواسطة معينة، وأتى بعد شهرين من تكليف حمية، وعتبنا هو أن يحصل تكليف ثان من دون علم أحد، بغض النظرعما إذا كانت ضاهر كفوءة أو لا، وقد تسلمت الأخيرة التكليف من رئيس المنطقة التربوية باسم عباس بدلاً من أن يصل إلى إدارة المدرسة وتبلّغ به وفق الأصول القانونية!». هنا نسأل ما دامت هي المديرة، فمن سيسلمها قرار التعيين في المدرسة؟ ثم ألم تعيّن ضاهر بعد مقابلة شفهية ودراسة ملفها؟ يجيب حمية: «لا أظن ذلك، لم تجر الوزارة أي مقابلة مع أحد في المدرسة». لكن رئيس البلدية يعود ويؤكد أن ضاهر تلقّت اتصالاً من المنطقة التربوية يبلغها تجميد تكليفها، فيما لا تزال حمية تزاول مهماتها كمديرة للمدرسة. رئيس المنطقة التربوية لم يشأ أن يدلي بأي تصريح إلى «الأخبار»، مكتفياً بالقول: «عم نعالج الموضوع».
في المقابل، لم تدعم حركة أمل ابنة حارة صيدا فريحة الزين لإدارة ثانوية البلدة «لأنو ما عندها صبغة حركية»، بحسب تعبير أحدهم، ورفضت قرار وزارة التربية بتعيينها، وتمنّت عليها عدم تسلم مهماتها، مع العلم بأن الزين مدعومة من رئيس البلدية وبعض أعضائها المحسوبين على الحركة. فريحة حصلت على تطمينات الوزارة بعدم التراجع عن تعيينها.
ينفي عضو المكتب التربوي المركزي في حركة أمل نزيه الجباوي أن يكون هناك قرار سياسي بتعيين فلان أو رفض آخر، عازياً الاعتراضات إلى ما سمّاه «العنصرية الضيعاوية، والقصة مش بالتربية ولا بالسياسة». ويتمنى الجباوي أن تكون المعايير المعتمدة من وزارة التربية في اختيار المديرين صحيحة، كأن تراعى الكفاءة العلمية وشخصية المدير وتفاعله مع المحيط. وفيما يركز على المعيار الأخير، فمن دونه «بفشلوه»، يرى الجباوي أهمية أن يكون المدير «ابن الضيعة»، وخصوصاً أنّه ينظر إليه كفعالية من فعاليات الضيعة.

فاتن الحاج-الاخبار
 

  • شارك الخبر