hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

لقاء في عيناتا عن فكر التنوير في مواجهة التعصب ودعوة الى ثقافة الإنفتاح

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 16:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام رئيس "المنتدى الفكري لإحياء التراث العاملي" السيد علي عبداللطيف فضل الله، لقاء فكريا بعنوان "فكر التنوير في مواجهة التعصب والتكفير- قراءة في فكر الإمام الصدر والمرجع السيد محمد حسين فضل الله" في النادي الحسيني لبلدة عيناتا بحضور حشد من الفعاليات الثقافية والإجتماعية والتربوية والبلدية والإختيارية والأهالي.

وألقيت كلمات استهلها فضل الله الذي دعا الى "مواجهة إشكاليات الواقع الراهن من خلال ثقافة الإنفتاح والتفاعل الحضاري وتأهيل الثقافة من خلال العقل الإجتهادي الذي ينفتح على النص وعلى الواقع من خلال العمل على صياغة خطاب ديني في بعده الإنساني، ويسقط كل القيود المذهبية والطائفية، وبهذا نستطيع مواجهة موجة التكفير والقتل التي تريد إرجاعنا الى العصور المظلمة، وهذا لا يكون الا باستلهام فكر المرجع السيد محمد حسين فضل الله والإمام السيد موسى الصدر وكل العلماء المتنورين".

وقال رئيس مجلس أمناء "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان الشيخ احمد الزين: "السيد موسى الصدر طرح الإسلام من الزاوية الحضارية والإنسانية ومارس أفكاره على أرض الواقع ومن اجل ذلك أسس "هيئة نصرة الجنوب" والتي ضمت علماء مسلمين شيعة وسنة ورجال دين مسيحيين وكان لي شرف أمانة سرها".

وتحدث عن المرجع السيد فضل الله فقال: "كان من مؤسسي "تجمع العلماء المسلمين في لبنان" وذلك من طهران عام 1982، ضم رجال دين من جميع المذاهب"، وكان من المتحررين من العصبيات الجاهلية وساعيا الى الوحدة بين المسلمين".

بدوره قال رئيس الجامعة الخالصية في العراق الشيخ جواد الخالصي فقال: "هذه المرحلة العصيبة التي تمر بأمتنا العربية والإسلامية هي من أصعب المراحل، ويجب مواجهتها بالوحدة التي تتأتى من خلال الرجوع الى دين محمد الأصيل قبل أن يتحول الى مذاهب".

وعن مشروع "داعش" قال: "ان ما يجري اليوم على يد هذه المجموعات هو تشويه للاسلام الأصيل، وهذا مشروع اميركي هدفه العودة الى العراق والمنطقة مرة أخرى".

وتابع: "كل هذه الحركات تدار من الموساد الإسرائيلي بهدف إثارة الفتنة الشيعية- السنية تحديدا، ولا يمكن مواجهة هذه الفتنة إلا بالوحدة".

وقال مفتي صور الشيخ حسن عبدالله في كلمته: "ان الديانات السماوية والرسل والرسالات كانت من أجل تعزيز التنوير في وجه الظلامية التي تتسلح بالعصبيات الطائفية والمذهبية والسياسية والقبلية، والسيد موسى الصدر أدرك ان المشكلة تكمن في هذه الذهنية فحاول تغييرها من خلال مفهومه المتنور للدين. لقد وجه البوصلة في الصراع نحو إسرائيل حين قال "إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام". ولو كان الإمام الصدر حاضرا بيننا الآن لوجه بوصلة الصراع نحوهم قائلا: افضل وجوه الحرب مع هؤلاء الظلاميين هو السلم الأهلي العربي والإسلامي".

أما نائب رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور عبدالله كتمتو فقال: "تقف سوريا اليوم في وجه الظلاميات التي تحدث عنها من سبقني، سوريا هذه، هي أقرب ما يكون الى فلسطين المحتلة، والى المقاومة في لبنان، وأقرب ما يكون الى مواجهة العدو الإسرائيلي. سوريا عرفت كيف توجه البوصلة وعرفت الى أين توجه فوهات البنادق، لأنه تعرف من هو العدو الحقيقي؟ أما إذا ضاعت البوصلة فلسوف نبحث عن أعداء يرسمهم لنا أعداء الأمة والدين لنتقاتل معهم فيما يضعف قوتنا ويدمر مقدراتنا".

اضاف: "ما يلزمنا اليوم هو الفكر التنويري لأمثال المرجع السيد محمد حسين فضل الله والإمام السيد موسى الصدر، وأن يصبح هذا الفكر لنا مثل المأكل والمشرب، يدخل في تفاصيل حياتنا، عندها لن يستطيع العدو الإسرائيلي العودة الى منطقتنا مرة أخرى". 

وتلاه ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية في لبنان الشيخ غسان الحلبي: "خلال هذه الحقبة الظلامية كانت هناك ومضات تنويرية تمثلت بالعديد من الرجال العظام ومنهم السيد موسى الصدر والمرجع السيد محمد حسين فضل الله، فالإمام الصدر اعترض على الحرب الأهلية بمنتهى الجرأة والإقدام حينما دعا الى وقف التفاتل الطائفي، والإتجاه لمحاربة إسرائيل. أما العلامة السيد محمد حسين فضل الله فقد نأى في خطابه العام عن تلبية انفعالات الشارع والناس لا بل سعى الى التأثير فيها من خلال المناداة بالإبتعاد عنت التعصب والطائفية والمذهبية وسلوك طريق الكلمة اسواء. لقد خاص في كيمياء التنوير حتى النهاية وترك إرثا لا يمكن أن يواريه الزمان، إذ انه قد استشف من ينابيع الإسلام الصافية".

وجاء في كلمة الطوائف المسيحية في سوريا الذي القاها الأب غبرائيل داوود: "كلنا أبناء آدم وحواء لذلك عندما نركز على ما يجمعنا فإننا نركز على ما يريده الله".

وتطرق الى الأوضاع في سوريا فقال: "تسطر سوريا اليوم ملاحم وبطولات دفاعا عن كل الشرفاء في سوريا وفي الوطن العربي، وكان "حزب الله" شريكا معها في هذا الشرف، لقد كانت البوصلة واضحة لنا وللحزب فاستطعنا ان نفكك المؤامرة لنحدد البوصلة مجددا باتجاه القدس".

وأشاد بفكر المرجع السيد فضل الله التنويري وبجرأته وكذلك بفكر السيد موسى الصدر الذي كان خطرا على أعداء هذه الأمة فأخفوه، وكذلك أخفوا المطرانين في سوريا ويكاد الناس ينسون سيرتهما، وكل ذك لأنهم يحملون أفكارا متنورة".

وختم ب"الدعوة الى ثقافة التنوير، ثقافة الجمع والممانعة والتصدي".

وقال عضو اتحاد علماء الشام وممثل المفتي كفتارو الدكتور محمود الصواف: "أنا أؤمن بالصراع الحضاري على انه الصراع بين النور والظلام، وعندما نريد أن نهزم الظلام فلا بلد لنا من أن نشعل النور، ولا يكون ذلك إلا بالعودة الى أفكار القامات الكبيرة أمثال المرجع السيد محمد حسين فضل الله والإمام السيد موسى الصدر اللذين خاضا تجربة اجتماعية دينية متقدمة، وخلاصة ما نتحدث به عن هذين الرجلين العظيمين هو انهما أصحاب عناوين ثابتة وبوصلة واضحة الإتجاه تماما كما كانت بوصلة الدين واضحة أيام سيدنا ونبينا محمد".

وتابع: "نحن لا نقرأ التاريخ جيدا ولو قرأناه لوجدنا كيف ان أعداء هذه الأمة يريدونها أن تكون طوائف ومذاهب متفرقة تقاتل بعضها البعض، ولكن بفكر أمثال هؤلاء العظام سنشهد بأعيننا ذلك اليوم الذي تعيش فيه الأمة حالة الوحدة، فالسيد فضل الله والإمام الصدر أخرجا الدين من المنابر الى واقع الحياة العامة والعمل الإنساني، لقد حددا اتجاه الصراع لهذه الأمة باتجاه العدو الإسرائيلي".

وعن الأوضاع في سوريا قال: "نحن اليوم نقاوم كما كنتم تقاومون وها أنتم اليوم تدعمون مقاومتنا كما كنا ندعم مقاومتكم ولا بد في النهاية للخير أن ينتصر على الشر".

وتلاه رئيس الهيئة الإستشارية لمجلس علماء فلسطين الشيخ محمد موعد: " يريد هؤلاء التكفيريون تفتيت الأمة العربية والإسلامية وتنفيذ المشروع الصهيوني، ولكن وحدتنا أقوى من كل الفتن والمؤامرات، أليس إلهنا واحد؟ ونبينا واحد، وديننا واحد، وقرأننا واحد، وان أمتنا أمة واحدة، ألا يكفي هذا للمضي في مشروع الوحدة في مواجهة مشاريع التفتي والتقسيم".

وتابع: "نحن اليوم بحاجة الى الفقه الذي يلبي احتياجات الناس ويضعهم على الطريق الصحيح فها هو التاريخ يعيد نفسه فالتكفيريون اليوم هم صنو الخوارج فيما مضى، وتساءل: كيف يقطع هؤلاء رأس من ينطق بالشهادتين والرسول قال من نطق بها حرم دمه وماله وعرضه، ان هذا ليس من ديننا في شيء. وهنا أقول للعلماء الكرام ان لهم دور مهم في هذا الأمر، إذ انه عليهم يصدحوا بكلمة الحق في وجه هؤلاء التكفيريين". وتطرق الى حادثة ذبح الجندي في الجيش اللبناني حمية وقال: "أتمنى أن يحذوا الجميع حذو والده الذي قال قبل أن يجف دم ابنه انه يرفض الإنجرار الى الفتنة".

وختم قائلا: "أنا على قناعة تامة بأن هؤلاء التكفيريون هم صنيعة اليهود والغرب وأنتم يا أهل جبل عامل مقاومون، مقاومون شاء من شاء وأبى من أبى".

أما السيد فضل الله فقد تحدث عن العلاقة التي كانت تربط والده بالسيد موسى الصدر فقال: "كانت علاقة، قال عنها والدي، انها علاقة أخوة وصداقة عميقة، لا تمنع أن نختلف في وجهات النظر في قييم الأحداث ولكننا لم نختلف أبدا على الأهداف العامة".

وتابع: "لقد عملا في الساحة الإسلامية العامة وفي الساحة الداخلية على الإسلام العقلاني المنفتح على الآخر، بعيدا عن الإلغاء والإقصار والتكفير، هذه العلاقة بدأت من النجف ولم تنقطع أبدا بل بقيت حتى لحظة التغييب، لقد كانا يتطلعان الى إخراج الحوزة الدينية من جمودها والإنفتاح على حوزات تختلف معها في الدين والمذهب".

وتابع: "انطلقا معا في الساحة الداخلية كل في موضعه واعتبر ان التعايش الإسلامي-المسيحي غنى وان لبنان يمثل رسالة أكثر منه وطنا، وكان همهما أن لا تكون قوة لبنان في ضعفه، بل في قوته".

وختم قائلا: "يبقى همنا الإساسي في كيفية نزع فتيل التوتر من كل الساحات الدينية، وقد حذر الراحلان من مخاطر الفتنة، وقالا بأن الكل فيها خاسر، لذلك، نريد أن نؤكد على التوحد في مواجهة ظاهرة التطرف والتكفير، لأننا واثقون ان هذه الظاهرة هي نتاج واقع سياسي، ومرحلة يريد العدو أن يستفيد منها الى أبعد الحدود، وهذا ما يحتم علينا أن نقف بوجه هذه المؤامرة التي تستهدف الجميع ولا تستثني أحدا، والمسؤولية الأولى تقع على عاتق العلماء".

  • شارك الخبر