hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

خير الله: ليبارك الله عائلاتنا فتبقى خميرة صالحة للتربية على مر الأجيال

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 12:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيت لجنة العيلة في أبرشية البترون المارونية اليوبيلين الذهبي والفضي للمتزوجين الذين مضى 25 أو 50 عاما على زواجهم وكرمتهم خلال قداس احتفالي ترأسه راعي الابرشية المطران منير خيرالله، في الكرسي الاسقفي في كفرحي، عاونه فيه رئيس لجنة العيلة الخوري بطرس فرح ولفيف من كهنة الرعايا.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى خيرالله عظة بعنوان "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. فمن ثبت في وثبت فيه فذاك الذي يثمر ثمرا كثيرا"، وقال:"بدعوة من لجنة العيلة في أبرشية البترون، نحتفل اليوم بتكريم الأزواج الذين مر على عهد الحب الذي تبادلوه أمام الله والكنيسة خمس وعشرون أو خمسون سنة. إنهم هنا اليوم مع أولادهم وأحفادهم ليجددوا اتحادهم بسر الحب في هذا الصرح بالذات الذي يعيدنا إلى جذورنا من حيث انطلقت كنيستنا البطريركية المارونية في رسالة نسكية إلى العالم كله، ويذكرنا أننا في مسيرة مجمع أبرشي أطلقناه من هنا في حضور أبينا مار بشاره بطرس الراعي في 2 آذار 2013 بهدف التجدد على المستوى الروحي وعلى مستوى الأشخاص والمؤسسات، واخترنا له شعارا "على خطى مار يوحنا مارون نتجدد ونتقدس بالمسيح".

وتابع:"نغتنمها فرصة لنتأمل معكم أيها الأزواج الأحباء ويا أبناء وبنات أبرشيتنا، أولا بسر الزواج المقدس كما أراده الله منذ البدء، وثانيا بمسيرة التجدد في أبرشيتنا".

اضاف:"سر الزواج المقدس أراده الله منذ البدء سر وحدة كاملة في الحب بين الرجل والمرأة بحيث يصبحان جسدا واحدا. هذا ما يعلمه السيد المسيح قائلا:"أما قرأتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكرا وأنثى وقال: يترك الرجل أباه وأمه ويلزم إمرأته ويصير الاثنان جسدا واحدا ؟ وما جمعه الله لا يفرقه الإنسان".

تابع:"يردنا المسيح إلى البدء، إلى ما قبل الخطيئة، إلى حيث "خلق الله الإنسان على صورته؛ ذكرا وأنثى خلقهما وباركهما وقال: إنميا واكثرا واملأا الأرض" " لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته ويصيران جسدا واحدا".

وقال:"ارادة الله إذا هي أن يتوحد الرجل والمرأة في سر الحب الذي منحهما إياه مجانا، وأن يعيشا في وحدة الحب هذه بحيث يصيران جسدا واحدا ويبقيا أمينين لها مدى حياتهما، وأن ينميا فيها ويكثرا ويملأا الأرض. إن هذا السر لعظيم، يقول القديس بولس، ويعاش كما عاشه المسيح مع عروسته الكنيسة التي أحبها وجاد بنفسه من أجلها ليقدسها ويطهرها بغسل الماء وبالكلمة".

وأضاف:"نفهم من تعليم المسيح والكنيسة أن ميزات الزواج المسيحي هي ثلاث: الأمانة والديمومة والخصوبة. بها تميز حب المسيح لكنيسته: فكان حبا أمينا مخلصا لها، وكان حبا دائما وثابتا لا يتعب من تجديد عهده لها، وكان حبا خصبا يجعل الكنيسة تلد البنين بالمعمودية وتكبر وتنمو بهذه الخصوبة".

وتابع:"إنها الميزات الثلاث للحب الذي يغذي فيه المسيح الكنيسة عروسته، يقول قداسة البابا فرنسيس. وتأملي الثاني هو حول مجمعنا الأبرشي الذي نسير فيه معا نحن المعمدين أبناء وبنات أبرشية البترون - إكليروسا وعلمانيين، نحو التجدد، تطبيقا للمجمع البطريركي الماروني الذي أطلق كنيستنا المارونية في ورشة تجدد مستمرة. والتجدد هذا لن يتحقق ما لم ينطلق من التجدد الروحي المرتكز على كلمة الله في الكتاب المقدس وعلى الصلاة والشهادة للمسيح في الحياة اليومية".

وقال:"نحن مقتنعون أن أي تجدد لا ينطلق إلا بالعودة إلى الإنجيل واللقاء الشخصي بيسوع المسيح، وبالعودة إلى جذورنا الروحانية النسكية في وادي قنوبين وفي وادي جربتا وكفيفان وحردين وتنورين وكفرحي. ونحن في البترون مدعوون بشكل خاص إلى أن نعيش هذا التجدد وأن نتقدس على خطى من سبقنا من آبائنا القديسين".

وتابع:"نحن مقتنعون أيضا أن مسيرة التجدد تبدأ أولا في العائلة. لأنه في العائلة ينتقل الإيمان المسيحي من جيل إلى جيل، ولأن ما يؤديه الأزواج من قدوة يومية يغذي لدى الأولاد الرغبة في الإقتداء بهم. فالأسرة هي الكنيسة الصغرى، وهي مدرسة الحب، والموقع الأول للشهادة المسيحية والرسولية. كما يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي رجاء جديد للبنان . وإعلان البشارة يبدأ في العائلة، كما يقول قداسة البابا فرنسيس."

وتوجه خير الله الى المكرمين بالقول:"تعرفون أن الكنيسة والمجتمع يحملانكم مسؤولية جسيمة. أنتم مستقبل الكنيسة، وأنتم مستقبل المجتمع، وأنتم الصخرة الأساس التي عليها سنبني إنسان الغد في القيم التي أرادها الله منذ أن خلق الإنسان للحب على صورته كمثاله. تجتمعون اليوم هنا لتجددوا، أمام الله وأمام الكنيسة، عهد الحب الذي قطعتموه يوم قلتم نعم لسر الزواج المقدس وتعاهدتم أن تعيشوا حبكم الزوجي في الأمانة والديمومة والخصوبة".

وتابع:"التحديات التي تواجهونها في عالم اليوم كبيرة وخطيرة، لكننا واثقون أنكم ستقوون عليها لأن ثقتكم بالله ثابتة ولأن رباط الحب راسخ بينكم طالما أنتم تعيشون حضور الله في وسط عائلاتكم. لا تخافوا. إطمئنوا على مستقبلكم ومستقبل أولادكم. فطالما أنتم ثابتون في المسيح كما هو ثابت في الآب وكما الأغصان ثابتة في الكرمة (يوحنا 15/1-17)، وطالما أنتم تعملون بصفتكم أعضاء كثيرة في جسد المسيح الواحد، ستعطون ثمرا كثيرا وتكونون تلاميذ وشهودا للمسيح".

واضاف:"فيما تتحضر الكنيسة الكاثوليكية للدخول بعد أيام في الجمعية العامة لسينودس الأساقفة الخاص بالعائلة لدراسة "التحديات الراعوية للعائلة في إطار التبشير الجديد بالإنجيل"، أنتم مدعوون إلى الصلاة والابتهال إلى الله بشفاعة العذراء مريم وجميع القديسين كي يبارك عائلاتنا فتبقى خميرة صالحة للتربية على القيم التي ميزت كنيستنا وشعبنا على مر الأجيال."

وختم داعيا "إلى الشهادة بحبكم أمام من يحتاجون إلى الحب الحقيقي وبخاصة في سر الزواج حيث يعاش باحترام متبادل وبعطاء كامل وبأمانة دائمة وبخصوبة كريمة. أنتم مدعوون إلى أن تجددوا حبكم دوما بقوة كلمة الله والأسرار، وأن تلبوا دعوة الله إلى القداسة في أبرشيتكم، أرض القداسة والقديسين. وأنتم مدعوون أخيرا إلى أن تكونوا أيقونة الحب الإلهي في عائلاتكم وفي كنيستكم وفي وطنكم الفريد والمميز لبنان، الوطن الرسالة في الحرية والكرامة والتعددية. آمين. "

بعد القداس قدم خيرالله والخوري فرح ايقونات للأزواج المكرمين.
 

  • شارك الخبر