hit counter script
شريط الأحداث

أخبار إقليمية ودولية

العربي الجديد: غزّة المنكوبة تزوّج أبناءها بالأغنيات والأناشيد الوطنية

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 11:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يعتَد الشاب الفلسطيني خالد عبد العال (25 عاماً) على الاستماع إلى أناشيد المقاومة الفلسطينية أو تلك الأغنيات ذات الطابع الوطني الحماسي، لكنّه، بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزّة، قرّر إحياء حفل زفافه بتلك الأناشيد الثورية.

لم يتردّد عبد العال في اختيار مجموعة كبيرة من الأناشيد ذات الكلمات الثورية، وأرسلها إلى القاعة حيث ينوي إقامة حفل زفافه. ومثله فعل عشرات الفلسطينيين بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزّة، لإظهار تضامنهم ودعمهم للمقاومة الفلسطينية.

يقول عبد العال لـ"العربي الجديد" إنّ "من حضروا حفل زفافي تفاجأوا عندما استمعوا إلى تلك الأناشيد الثورية. فبداية الحفل كانت مع أغنية بعنوان (غزة بيوم الانتصار) وبعد ذلك توالت الأغنيات ذات البعد الوطني مثل (ارفع راسك هذا سلاحك) للمغني الفلسطيني محمد عسّاف، و(اضرب اضرب تل أبيب) للمغني الشعبي قاسم نجار".

ويقول الشاب الفلسطيني إنّه استخدم الأناشيد الثورية والوطنية "للتضامن ودعم المقاومة". بالإضافة إلى رغبته في مواساة جراح العائلات التي سقط ضحايا من أفرادها خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، الذي أودى بحياة 2158 فلسطينياً وأصاب نحو 11 ألفاً آخرين.

يضيف عبد العال: "الحياة يجب أن تمضي، لكن لا يمكنني أمام حالة الحزن التي يعيشها آلاف الفلسطينيين في غزّة أن أقيم حفل زفافي وأحييه بأغنيات تعبّر عن الفرحة الشديدة. فعليّ أن أحترم مشاعر الآخرين. كما أنّ الذوق العام للناس تغيّر كثيراً بعد الحرب الأخيرة. فمعظم الغزيّين باتوا يفضّلون مثل هذه الأناشيد الوطنية التي تثير الحماسة، والتي اعتادوا على الاستماع إليها خلال فترة العدوان التي استمرت 51 يوماَ".

وشنّت إسرائيل حرباً على غزة في السابع من يوليو/تموز الماضي، انتهت بتوقيع اتفاق هدنة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في القاهرة بتاريخ 26 أغسطس/آب الماضي، نصّ على وقف إطلاق النار، وفتح معابر غزّة، والسماح بحرية حركة الأفراد والبضائع، وتوسيع مساحة الصيد البحري.

وكاد الفلسطيني محمود الصوراني أن يؤجل حفل زفافه بسبب الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها آلاف الفلسطينيين في غزّة، إلا أنّ خطيبته اقترحت عليه إحياء زفافه بأناشيد وطنية تدعم المقاومة الفلسطينية.
يقول الصوراني لـ"العربي الجديد" قرّرت بعد الحرب "تأجيل حفل زفافي بسبب ظروف الناس في غزّة، خصوصاً ذوي الشهداء والجرحى، لكنّ فكرة استخدام الأناشيد الوطنية أعجبتني، كونها تتوافق مع الأجواء التي نعيشها، وكلمات تلك الأناشيد تحمل طابعاً يواسي ضحايا الحرب".

الأديب الفلسطيني كمال غنيم رأى في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "المقاومة الفلسطينية كانت تدافع عن الشعب، وبالتالي من الطبيعي أن تلتحم المشاعر بين الناس وبينها من خلال استخدام مفردات أناشيدها". ويوضح غنيم أنّ "الأناشيد الوطنية تلقى نوعاً من الترحاب بين الجمهور الغزّيّ، وهذا يدلّ على تغلغل ثقافة المقاومة في نفوس الناس".

ويشير إلى أنّ عزوف الفلسطينيين في غزّة عن استخدام الأغنيات العادية في احتفالاتهم يأتي من باب الحرص على مشاعر ذوي الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المهدّمة بالقصف الإسرائيلي.

ويضيف غنيم أنّ "استخدام هذه الأناشيد هدفه تحويل الاحتفالات الخاصّة إلى احتفالات عامة. ولا بدّ أنّ الحرب غيّرت الأذواق الفنية للناس. فهم الآن يميلون إلى الكلمات الثورية الداعمة للمقاومة التي دافعت عن الشعب الفلسطيني وصدّت العدوان الإسرائيلي".
"حنين ياسين - العربي الجديد"

  • شارك الخبر