hit counter script

مقالات مختارة - رامح حمية

محمد حمية: صدق حدس الوالدة

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 08:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

ساعات من الترقب والغليان عاشتها بلدة طاريا، مسقط رأس الشهيد محمد حمية، بين إعلان إعدامه ونشر فيديو الإعدام
 

«قلبي ما بكذّب. محمد صاير معه شي». عبارة دأبت شملا حمية، والدة الشهيد محمد معروف حمية على تردادها قبل ساعات من نشر فيديو الإعدام. لم تنفع معها تطمينات من حولها بأن محمد بخير. وحده قلب الوالدة كان ينبئها بأن مكروهاً أصابه. دقائق ما قبل نشر الفيديو كانت تمر ثقيلة، إلى أن زفّ الوالد، بصلابة وصبر، خبر استشهاد نجله محمد بين الوفود التي أمّت منزله في بلدة طاريا، بالقول: «مبروك للجميع شهادة ابني محمد، وإن شالله بكون فدو عنكم وعن عيالكم وعن كل زملائه العسكريين المخطوفين»، ليضج المكان بالصراخ والعويل ومشاعر الحزن والغضب.

«ما قلتلكم إنه قلبي حاسسني أنو محمد استشهد، ما كنتو تصدقوني»، تصرخ أمّه فيما تندبه شقيقته الصغرى سارة بحرقة.
سرعان ما ارتفعت أمام المنزل صورة كبيرة لـ«شهيد الوطن»، ذيّلت بعبارة «لن ننسى... لن نسامح». فيما طالب والد الشهيد «أهلنا وأقاربنا وكل الغيورين عدم التعرض لأي سوري، لأن لا ذنب لهم، ومن يعتدِ عليهم يعتدِ علينا وعلى كل شهيد». وشدّد على أن «أهل السنة أهلنا والشرفاء منهم في قلبنا، أما عدونا وثأرنا فهو عند رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ومصطفى الحجيري (أبو طاقية)، وعدد من أبناء عائلة الحجيري المعروفين منّا، ودون غيرهم من العائلة، لأن ثمة شرفاء في عائلة الحجيري وقفوا إلى جانبنا طوال فترة محنتنا، وهؤلاء نضعهم في قلوبنا»، كما قال حمية لـ«الأخبار».
آل حمية: نرفض المقايضة على الجثة وثأرنا عند علي الحجيري و«أبو طاقية»


الوالد الذي استقبل وفود المعزين رفض المقايضة على جثمان ابنه في مقابل الإفراج عن 15 موقوفاً في سجن رومية، مشدداً على أن من ارتكبوا الجريمة «سيدفعون الثمن عاجلاً أو آجلاً»، ومطالباً الحكومة اللبنانية «المسؤولة عن ذبح أولادنا، إذا كان فيها شرف وبتحترمنا كأهالي شهداء، إعدام هؤلاء الـ 15 فوراً».
وفي وقت لاحق صدر بيان عن «شبان آل حمية» توعدوا فيه الشيخ الحجيري، مشددين على أن «محمد حمية ليس شهيد الجيش فقط، وأن ثأره علينا، وثأرنا ليس مع أهل السنّة، بل مع آل الحجيري». فيما ردّ رئيس بلدية عرسال، في حديث صحافي، مؤكداً أن «كل الناس تعلم أننا كنا ضد هذه المعركة ولم نشأ أن تحدث، وكنا وسيطاً بين الجيش والمسلحين ولم يرد علينا أحد». ودعا أهل طاريا وكل المنطقة الى «تحكيم ضمائرهم، وليتوجهوا إلى قائد الجيش، وإن كان أحد من أهل عرسال متورطاً، فإن الدولة هي من تحاسبه». وتابع: «إن كان لابن حمية حق عندنا، فرقبتنا سدّادة».
وفي بلدة البزالية، في البقاع الشمالي، قطعت عائلة المخطوف العريف في قوى الأمن الداخلي علي البزال طريق بعلبك ـ حمص الدولية، بعد مشاهدتهم فيديو إعدام الشهيد حمية، وإلى جانبه البزال الذي أشار إلى أنّ «من الممكن أن أدفع الثمن، فيما لو استمر حزب الله والجيش وأهل اللبوة في مضايقة أهل السنّة والسوريين في عرسال والمنطقة». وأقدم مجهولون على خطف خمسة أشخاص من بلدة عرسال، من عائلات عز الدين والفليطي والحجيري، ليطلق في وقت لاحق فتى من آل الفليطي.
عشائر من بعلبك ـ الهرمل أعلنت وقوفها إلى جانب عشيرة آل حمية، «وخلف المؤسسة العسكرية لتوقيف المتورطين وإطلاق أبنائهم المخطوفين»، مطالبين «أهل عرسال الشرفاء بمغادرة البلدة، ليتمكن الجيش من إنجاز مهمته».
أهالي العسكريين المخطوفين في البقاع، وعائلة الشهيد عباس مدلج، باركوا لعائلة حمية شهادته «والدماء الزكية التي ستزهر انتصاراً»، مشددين في بيان لهم على «تحميل الحكومة وخلية الأزمة مسؤولية ما حصل مع الشهيد محمد حمية، والشهيدين علي السيد وعباس مدلج، نتيجة تقاعسهم في متابعة ومعالجة ملف إطلاق أبنائهم»، ومطالبين الحكومة «حسم قرارها في ما خص تكليف الجيش وإطلاق يده لتحرير أبنائنا، لأن كرامة الجيش والوطن من كرامة كل عسكري موجود لدى المسلحين».
 

  • شارك الخبر