hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - جوزيف أبو فاضل

لبنان الكيان بخطر وعلى الحكومة التنسيق مع سوريا أمنيا

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 08:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ أميركا لن تضرب "داعش" في سوريا بل ستكتفي بضربها في العراق لحملها على التراجع والعودة إلى سوريا، مشيراً إلى أنّ "داعش" و"النصرة" لا تشكلان خطراً على الدولة اليهودية، معتبراً أنّ من حمى هذا الفكر هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفاً الأخير بأنه ممثل بارع يجيد الخطابة ويسعى لزعامة الإسلام في المنطقة.
وفي حديث إلى تلفزيون "NBN" ضمن برنامج "حوار الساعة" أدارته الإعلامية سوسن صفا درويش، شدّد أبو فاضل على وجوب التعاون مع السوريين من أجل حلّ الأزمة في عرسال وإنقاذ العسكريين المخطوفين، مذكّراً بأنّ هناك معاهدات موقعة بين لبنان وسوريا يجب الالتزام بها، بغضّ النظر عن هوية من يحكم سوريا.
وفيما أكد أبو فاضل أنّ الجيش يلتزم بالقرار السياسي أياً يكن، دعا وزير العدل اللواء أشرف ريفي للتصرف فعلياً كوزير للعدل، وحمّل مسؤولية تفاقم أزمة اللجوء السوري التي أوصلت البلاد إلى ما أوصلتها إليه لرئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان، معتبراً أنه يجب أن يُحال إلى محكمة محاكمة الرؤساء والوزراء، متحدّثاً عن تقاعسٍ مارسه الرئيس سليمان.
وفي سياقٍ متصل، جدّد أبو فاضل دعوة المسيحيين والدروز لاقتناء السلاح للدفاع عن أنفسهم، مشيراً إلى أنّ اقتناء السلاح يخفف الخطر، مذكّراً بمقولة الإمام المغيّب موسى الصدر الشهيرة "السلاح زينة الرجال".

أبو فاضل رأى أننا دخلنا فعلاً في نفق مظلم وفي أتون سيء جدًا وخطر جدًا من العقل التكفيري والإرهابي الذي لا يمكن أن يوجد بدون دراية أميركية وبدون دراية إسرائيلية، وأشار إلى أنّ "داعش" و"النصرة" لا تشكلان خطراً على الدولة اليهودية، معتبراً أنّ من حمى هذا الفكر هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محمّلاً الأخير مسؤولية الفكر التكفيري في المنطقة.
واعتبر أبو فاضل أنّ أردوغان ممثل بارع يجيد الخطابة وهو يتكلم كأنّ الإسلام بخطر، مشدّداً على أنّ هذا الأمر غير صحيح، مذكّراً بما أسماها تمثيلية قضية سفينة مرمرة وسفينة غزة التي جرت فيما المناورات البحرية قائمة بين إسرائيل وتركيا، ولفت إلى أنّ هذا الرجل يدغدغ كلّ المشاعر للوصول إلى زعامة الإسلام في المنطقة.

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ أميركا لن تضرب "داعش" في سوريا بل ستكتفي بضربها في العراق لحملها على التراجع والعودة إلى سوريا، مشيراً إلى أنّ كلّ ما يهمّها هو إسقاط النظام فقط لا غير، لافتاً إلى تصريح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أعلن صراحة عن عدم نيته ضرب الإرهابيين في سوريا منعاً لإعطاء أي نقاط قوة للرئيس بشار الأسد.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ تركيا دخلت بصراع مرير مع الإسلام السني في السعودية ومصر وكلّ العالم لأنّها تريد أن تكون كلّ هذه الدول على لائحة الإخوان المسلمين، في وقت وضع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية، وهي التي تُعتبَر من أهمّ مراكز المسلمين في العالم وهي التي تحتضن مكة المكرّمة وقبر الرسول.
ونفى أبو فاضل أن تكون الولايات المتحدة الأميركية تدعم الإسلام المعتدل كما يروّج البعض، واضعًا كلّ التصريحات الأميركية على هذا الصعيد في إطار التسويف، مشيراً إلى أنّ "داعش" تتمدّد تحت أعين الطائرات الأميركية في العراق، مشدّداً على أنّ الإدارة الأميركية تكذب على الناس.

وأكد أبو فاضل أنّ الإسلام الذي تكلم عنه أردوغان هو إسلام عثماني لا يريد للعرب أن يرفعوا رأسهم بعد اليوم، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية كانت قادرة على ضرب داعش خلال 48 ساعة لو أرادت ضربهم فعلاً، ملمحًا إلى أنها تريد القيام بتمثيلية أخرى في العراق لأخذ مقدرات العراق، خصوصًا في ضوء ما يُقال عن أنّ العراق عائم على بحر من النفط والغاز، ملاحظاً أنّ الأميركيين لم يتحرّكوا عندما هوجم الأزيديون والشيعة وغيرهم ولكنهم تحركوا فقط عندما تمّ الاقتراب من أربيل.
ورأى أبو فاضل أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما هو أذكى رئيس أتى إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث استطاع أن يخلط كلّ الأوراق من دون أن يحرّك جندياً واحداً، مشدّدًا على أنّ أميركا لا تزال تحكم وتملك كلّ العالم، متحدّثاً عن مشروع أحادي تنفذه الولايات المتحدة وقد بدأت دول البريكس بالظهور في وجهها.

وفي سياق متصل، جدّد أبو فاضل القول أنه لا يثق بالأميركيين ولا يصدّقهم، لافتاً إلى وجود بعض المعلومات التي تتحدّث عن أنّ الأميركيين هم الذين جمّدوا العمل بمليارات المملكة العربية السعودية الأربعة للجيش اللبناني بعد أن وضعوا فيتو على مسألة تسليح الجيش، وأشار إلى أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق زار موسكو مع وفد من الأمن العام والأمن الداخلي والجيش اللبناني للبحث بالهبة التي وعد الروس بها وزير الدفاع السابق الياس المر، والتي جمّدت يومها بسبب الضغوطات الأميركية، وقال: "يبدو الآن أنّ هذه الصفقة يمكن أن تمرّ عبر الوزير المشنوق".
وردا على سؤال، شدّد أبو فاضل على وجوب التعاون مع السوريين من أجل حلّ الأزمة في عرسال وإنقاذ العسكريين المخطوفين، مذكّراً بأنّ هناك معاهدات موقعة بين لبنان وسوريا يجب الالتزام بها، بغضّ النظر عن هوية من يحكم سوريا، باعتبار أنّ هذا الأمر ليس شأن اللبنانيين بأيّ شكلٍ من الأشكال، وقال: "هناك عقرب من مصلحة لبنان وسوريا على قتله سوياً، لكنّ ذلك يتطلب التعاون بينهما".
وأشاد أبو فاضل برئيس الحكومة تمام سلام الذي وصفه بالمحترم جداً والذي أثبت عن وطنية، معتبراً أنّ موقفه حاسم وأخلاقي ووطني.

ورداً على سؤال، وجّه أبو فاضل تحية لوالد الشهيد محمد حمية الذي أعدمته جبهة النصرة رمياً بالرصاص، مشيداً بموقفه الحكيم، لافتاً إلى أنّ الرجل حدّد أعداءه ولا يريد المشاكل، واعتبر أنّ هؤلاء فعلاً شهداء الوطن، كلّ الوطن، وشدّد على أنّ من يده بالنار ليس كمن يده بالثلج بطبيعة الحال.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ قيادة الجيش منعت الناس منذ ثلاثة أيام إرسال المازوت إلى جرود عرسال فحصل تفجير في اليوم التالي بآلية للجيش اللبناني ما أسفر عن استشهاد عسكريين رداً على ذلك، ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك خطة أمنية أعدّت والجيش يلتزم بالقرار السياسي، رافضًا ما يقوم به البعض من مزايدات بوجه الجيش.
واعتبر أبو فاضل أنّ هناك خطأ كبيرًا ارتكبته القيادة السياسية في المقابل، مشيراً إلى أنّها لو جرّت علي الحجيري ومصطفى الحجيري ووضعتهما في السجن كنّا ارتحنا كثيراً اليوم.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى ما يقوم به شادي المولوي من ممارسات خارجة عن القانون فضلاً عن تصريحاته التحريضية، معتبراً أنّ وزير العدل اللواء أشرف ريفي يجب أن يحرّك النيابة العامة التمييزية لتوقيف المولوي ورفاقه لأنّ هذا التحريض هو على خربان الدولة، وقال: "نحن أمام مصيبة كبيرة، وعلى ريفي إما أن يقوم بواجباته وإما يستقيل"، وشدّد على أنه يجب عليه عدم غضّ النظر عن أبناء طرابلس إذا أخلّوا بالأمن والنظام.
وفيما وجّه أبو فاضل تحية إلى وزير الشؤون الاجتماعي النقيب رشيد درباس ووزير الإعلام رمزي جريج، شدّد على أنّ اللواء أشرف ريفي لا يمكن أن يكمل بالتصريحات السياسية، مستغرباً قوله أنّ على الأفرقاء التخفيف من الاحتقان في حين أنه وحده من يتحدّث بالسياسة، منتقدًا استنفاره في وقتٍ سابق لملاحقة شبّان أحرقوا علم "داعش" الذي لا يمكن أن يكون علم المسلمين، وقال: "على اللواء ريفي أن يتحرّك كوزير عدل".

من جهةٍ ثانية، حمّل أبو فاضل مسؤولية تفاقم أزمة اللجوء السوري التي أوصلت البلاد إلى ما أوصلتها إليه لرئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان، معتبراً أنه يجب أن يُحال إلى محكمة محاكمة الرؤساء والوزراء، متحدّثاً عن تقاعسٍ مارسه الرئيس سليمان، متوجّهاً بالتحية للصحافي جورج سولاج على خلفية مقاله في صحيفة الجمهورية عن الرئيس سليمان غير الحكيم.
واعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس سليمان لم يفعل شيئاً في عهده من أجل البلد، مستغرباً كيف ينظّر اليوم ويوجّه في وقتٍ لم يأخذ هو أيّ موقف حين كان في سدّة المسؤولية، كاشفاً أنّ الرئيس سليمان منع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من الاتصال بالسوريين بعد عملية تلكلخ والأخير لأنه ابن دولة التزم ولم يتدخل إلا حين تراجعوا وطلبوا منه ذلك لحلّ مشكلة المخطوفين، وشدّد على أنّ العلاقات اللبنانية السورية لم ولن تتضرّر رغم كلّ شيء.
ورأى أبو فاضل أنّ قلب الرئيس سليمان كان عند قوى الرابع عشر من آذار، مشيراً إلى أنه كان يتوهّم أنّ الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط خلال أسبوعين، معتبراً أنّ انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية كان خطأ ارتكبه فريق 8 آذار.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أننا مُجبَرون على التنسيق مع سوريا لإطلاق العسكريين المخطوفين، لافتاً إلى أنّ هناك معاهدة أخوة وتنسيق بين لبنان وسوريا يجب أن تُحترَم وتُطبَّق أياً كان الرئيس في سوريا، كاشفاً أنّ هناك ما بين سبعة وعشرة آلاف مقاتلين منتشرين اليوم في المناطق الوعرة، مذكّراً بأنّ الجيش العربي السوري أوقف القصف حفاظاً على حياة العسكريين اللبنانيين حتى يروا ماذا سيفعلون مع الدولة اللبنانية، "ولكن الدولة اللبنانية يا غافل إلك الله".
ولفت أبو فاضل إلى أنه لا يطلب من أحد أن يُغرَم بالرئيس السوري بشار الأسد، وأنّ كلّ ما يطلبه هو التنسيق مع الدولة السورية في الموضوع الأمني بالذات من أجل مصلحة لبنان وسوريا على حدّ سواء، وذلك لمواجهة قتلة الجيش وأكلة القلوب وقاطعي الرؤوس، واعتبر أنّ الموضوع اليوم هو موضوع كياني.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ اتفاق الطائف نزع السلاح من يد المسيحيين، لافتاً إلى أنّ المسيحي ليس لديه سلاح في بيته إن كان على الحدود أو في الداخل، وأكد أنّ "قضية الجيش والشعب والمقاومة أصبحت معادلة ذهبية وأساسية ونحن لسنا بحاجة حتى إلى بيان وزاري لإثبات ذلك، والمقاومة أثبتت أنها مقاومة شريفة تدافع عن جميع اللبنانيين".
واعتبر أبو فاضل أنه يجب على المسيحيين والدروز أن يقتنوا السلاح ليحموا نفسهم، مذكّراً بما قاله الإمام موسى الصدر أنّ السلاح زينة الرجال، مشدّداً على أنّ اقتناء السلاح يخفّف الخطر اليوم علينا، ورأى أنه لا يستطيع أن يغامر اليوم بالقاع وبعين عطا.
وأكد أنّ المسيحيين لا يمكن أن يبقوا مكتوفي الأيدي ويتفرّجوا على ما يحصل، لافتاً إلى أنّ وحدة الموقف موجودة في الحكومة، مشيراً إلى أنّ كلّ شخص يجب أن يكون مسؤولاً عن بيته، وقال: "لم يعد هناك مسيحي في المنطقة، وأنا أطلب من الجيش بالذات تسليح الناس".

وشدّد أبو فاضل على أنّ لبنان الكيان بخطر بسبب هذه المجموعات، مشيراً إلى ضرورة الوقوف والصمود بوجه المجموعات الإرهابية، وقال: "لا يتوهمنّ أحد أنّه ليس بخطر"، وأضاف: "سمير جعجع في معراب في خطر، وكذلك ميشال عون في الرابية، وسليمان فرنجية في الشمال".
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس سعد الحريري كشخصية لم يستطع وضع عاطفته جانباً لتمرير قضايا البلد، وتمنى أن يكون قد قام بما أسماه "روداج سياسي"، مثنياً على مواقفه الإيجابية الأخيرة في إطار دعم الجيش والتضامن معه.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الجيش اللبناني كلّ سلاحه أميركي، مقللاً من شأن كلّ الدعوات التي أطلقت مؤخرًا لتسليح الجيش، متحدثاً عن فيتو مفروض على تسليح الجيش في أكثر من مكان.

ورأى أبو فاضل أنّ التحالف الشيعي ممثلاً بحزب الله وحركة أمل لا يمانع إجراء الانتخابات النيابية، معتبراً أنّ كلّ قوى 14 آذار في المقابل تعارض إجراء هذه الانتخابات، لافتاً إلى أنّ كلّ تركيز الرئيس بري اليوم هو لجرّهم على المجلس النيابي لإعادة تفعيله وإحياء العمل التشريعي.
وعارض أبو فاضل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لجهة دعوته للإسراع بمحاكمة الإسلاميين، معتبراً أنّ توقيف قادة المحاور سياسي وفي السياق عينه فإنّ هروب رفعت عيد لدمشق سياسي وكذلك شاكر البرجاوي، مشيراً إلى أن لا حل إلا من خلال استصدار قانون عفو على هذا الصعيد.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ مطلب خاطفي العسكريين اللبنانيين كان يقتصر على تأمين خروج آمن من الجرد إلى مناطق آمنة في الداخل السوري في البداية، لكنّ هذه المطالب توسّعت بعد اجتماعهم مع هيئة العلماء المسلمين، فباتوا يطالبون بإطلاق موقوفين تارة واعتذاراتٍ تارة ثانية.
 

  • شارك الخبر