hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - دنيز عطالله

رعب على الطرقات

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 07:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خمسة قتلى وستة جرحى حصيلة حادث سير على اوتوستراد خلدة بالامس. هو الموت يتجول بيننا. يخطف الناس. يرسم الماساة بابشع صورها، ويكشف عن بؤس احوالنا على كل المستويات.

ليس الحادث الاول، ومع الاسف، لن يكون الاخير. ففي شهري تموز وآب الماضيين، حصد الموت 94 شخصا في حوادث السير على الطرقات.

رقم مهول في بلد تتزايد اسباب الموت فيه. موت مجاني، عبثي، صادم.

هي الماساة التي نتشارك جميعا في تحمل مسؤوليتها. لمرة لا يمكن ان نحمّل الدولة وحدها مسؤولية فواجعنا والخسائر. جميعنا شركاء. السرعة، القيادة تحت تأثير الكحول او الارهاق والتعب. ثقتنا الزائدة بالنفس وقناعتنا غير المبررة ان "هذا لا يحدث معنا". تجاوزنا للقوانين. كلها عوامل تجعلنا شركاء في المسؤولية، وتجعل طرقاتنا مساحة رعب مقيم.

الدولة شريكة كاملة في المسؤولية. مسؤوليتها تبدأ من غياب هيبتها، مما يجعل كل قوانينها مستباحة، فكيف بقانون السير؟ مسؤوليتها عن طرقاتنا واوضاعها المزرية، عن الانارة الغائبة، وعن ندرة اشارات السير وتحذيراتها. مسؤوليتها في وجوب تضافر جهود وزاراتها من التربية الى وزارة الاشغال العامة والنقل، الى وزارة الداخلية والبلديات وصولا الى وزارة الاعلام والاقتصاد وحتى الصحة. لكل وزارة مسؤوليتها ودورها في الحد من هدر ارواح الناس على الطرقات.

لم يعد الموضوع تفصيلا بسيطا، اذا كان عدد قتلى حوادث السير في لبنان يبلغ سنويا حوالى 500 شخصا، واذا كنا عند كل خروج من المنزل نخاف الا نعود لان السيارة التي يفترض ان تقلنا داخل رحابة الحياة، قد تكون سببا في انتقالنا الى دنيا الآخرة.
 

  • شارك الخبر