hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

جنبلاط: نقبل بمبدأ المقايضة بشروط معينة للافراج عن العسكريين لدرء الفتنة

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 22:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

جال رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط على عدد من قرى راشيا والبقاع، بعد جولته أمس على قرى قضاء حاصبيا وصولا إلى العرقوب وشبعا. ورافقه في جولته نجله تيمور، وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور، المرشح الرئاسي النائب هنري حلو والنائب أنطوان سعد، نائب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي دريد ياغي، أمين السر في الحزب ظافر ناصر ومفوض الشؤون الداخلية هادي أبو الحسن ووكيلا الداخلية رباح القاضي وشفيق علوان، القاضي المذهبي الدرزي غاندي مكارم وقيادات حزبية.

عين عطا

المحطة الأولى في الجولة كانت في بلدة عين عطا حيث اقيم له استقبال شعبي في مقام الشيخ الفاضل، في حضور فاعليات البلدة ولفيف من المشايخ والاهالي.

وألقى جنبلاط كلمة قال فيها: "من هذا الموقع، من الشيخ الفاضل، شيخ الحكمة والعقل، ساقول كلاما ربما لا يعجب البعض، لكنني مضطر ان اصارحكم، كي لا نقع مجددا في الجهل والخطأ والجريمة، والذي حدث في هذه المنطقة وهذه القرية بحق اللاجئين السوريين هو جريمة، فالذي حدث بحق إهانة للاسلام من قبل طارئين على القرية ايضا هو جريمة، هناك لاجئ سوري والحرب الأهلية إستفحلت في سوريا، قدم الى بلادنا إحتضناه، ولم نستطع ان نقيم مخيمات، لكن ان نعتدي عليه وأن نقتله وندخل المستشفى لاحقا ونضربه، هذه جريمة، لاحقا أتى البعض واهان المسلمين وشتم النبي محمد، سأقولها بكل صراحة، النبي نبينا هذه أيضا جريمة، وتعرض الموحدين العقال الى الخطر في كل مكان، فعودوا الى الإصول وبناء الجوامع والى الفرائض الخمس، عودوا الى الإسلام فأصلنا مسلم، بغض النظر عن تفسيرنا اللاحق في قضية كتب الحكمة، لكن هذه الكتب مبنية على العقل، ولا يمكن ان نستمر بهذا الجهل، وهذه من مهمتكم ومهمة العقال والمشايخ والمجلس المذهبي بأن تبنى المدارس الخاصة لتعليم الإسلام، الدين الإسلامي الحقيقي".

أضاف: "في الماضي في كل قرية من قرى الجبل، في المختارة، في عبيه كان هناك جامع، سأعمل على بناء جامع المختارة الذي آنذاك ايام الخلاف بين الشيخ بشير جنبلاط والأمير بشير هدم الجامع، لكنني ساعود وأبني الجامع، وهناك جامع في دير القمر، دير القمر كانت عاصمة للتنوخيين أي الموحدين آنذاك أيام الإمارة، أقول هذا الكلام كي لا يتكرر الخطأ، بعض من السوريين وبعض من اللبنانيين أيضا دخلوا في الإرهاب، هل نسينا التفجير الذي حدث الى جانب السفارة اللبنانية؟ ألم يكن هناك لبناني؟ نعم كان هناك لبناني وقد يكون أكثر من لبناني، ميزوا بين الإرهاب وبين السوري اللاجئ، اما إذا إشتبهنا بأحدهم أنه إرهابي فلنلجأ الى الدولة، فقط الدولة والأجهزة، المعلومات والمخابرات، هي التي تقرر من هو الإرهابي ومن هو اللاجئ، فلا نستطيع ان نستمر بهذا الجهل وبإرتكاب جرائم مماثلة".

وتطرق جنبلاط الى قضية الجنود المخطوفين فقال: "هم عائلة واحدة، ونرى ماذا يجري، وعلينا ان نتحمل بصبر وشجاعة، وكما قال الأستاذ تمام سلام: لن نفاوض على أسرانا بهذه الطريقة، إنما سنفاوض عبر الدول، ومن هنا أدعو مجددا الى الإسراع بالمحاكمة، محاكمة عادلة للمسجونين في رومية، البريء بريء والمجرم مجرم، أحببت ان أقول هذا الكلام، واعلم انه صدمة لكم، لكن لا أستطيع أن أسكت عن جريمة بحق اللاجئين السوريين، وعن جريمة بحق المسلمين، فإن أخانا خادم الحرمين الشريفين، أدان الإرهاب وخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز، كان دائما يقول لي، إن بني معروف هم عشيرتي اتريدون ان نخذل خادم الحرمين الشريفين؟ وان نعرض مصالح الموحدين في الخليج وفي كل مكان الى الخطر؟ فهل هذا ما تريدونه، فلنستمر بالجريمة، لذلك اعود واقول حكموا العقل، واتركوا المخابرات والجيش والمعلومات ان تقوم بواجبها، واحضنوا اللاجئين السوريين حيث هم، وإذا كان هناك من شبهة فالدولة هي التي تتعاطى".

وقفات

بعد عين عطا كانت لجنبلاط وقفة عند مفترق بلدة عين حرشا حيث احتشد الاهالي مرحبين بالزيارة، وألقى نائب رئيس البلدية جورجس الحداد كلمة، تابع بعدها الوفد سيره باتجاه بلدة بيت لهيا التي تجمهر أهلها في الساحة العامة لاستقبال جنبلاط في حضور نائب رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ رئيس البلدية منيف السبعلي الذي ألقى كلمة بالمناسبة في كنيسة البلدة أثنى فيها على مواقف جنبلاط الوطنية، كما كانت كلمة للاب جورج مفلح، في حضور حشد من فاعليات البلدة.

وتجمع أهالي بلدة تنورة عند مدخل البلدة، قبل أن يصل موكب جنبلاط الى بلدة بكيفا التي كان له وقفة فيها امام نادي البلدة ومركز بلديتها، وزيارة للمرجع الشيخ أبو حمد جميل فرغشة.

راشيا

وفي راشيا، جرى لقاء موسع في القاعة العامة، حضره الى جانب جنبلاط، نجله تيمور، الوزير ابو فاعور، ياغي، ناصر والقاضي، النواب: روبير غانم، جمال الجراح، امين وهبي وأنطوان سعد، النواب السابقون: فيصل الداود، سامي الخطيب وأحمد فتوح، مفتي راشيا الشيخ احمد اللدن ولفيف من العلماء ورجال الدين، عضو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ أسد الله الحرشي، مدير عام تعاونية موظفي الدولة الدكتور يحي خميس منسق تيار المستقبل المحامي حمادي جانم مسؤول حزب الله في البقاع الغربي الشيخ محمد حمادي، مسؤول حزب القوات المحامي ايلي لحود والكتائب أيلي العجيل والجماعة الاسلامية علي ابو ياسين والقومي زياد جمال الحزب الديمقراطي مفيد سرحال، وحماس بسام خلف والتيار الوطني الحر طوني الحداد، محمد الخشن وحسن اسعد عن حركة أمل، وعن حزب الاتحاد عمر حرب، والناشط السياسي علي حسين الحاج، قائمقام راشيا نبيل المصري، والغربي وسام نسبين، قاضيا المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم ومنير رزق ، إمام بلدة مشغرة الشيخ عباس ذيبة ، ولفيف من مشايخ طائفة الموحدين الدروز،رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ مروان زاكي رئيس اتحاد قلعة الاستقلال بالوكالة عصام الهادي رؤساء ومخاتير وفعاليات وحشد من الحزبيين والمناصرين والأهالي.

سعد

تحدث في اللقاء معرفا رئيس فرع البقاع في تعاونية موظفي الدولة نزيه حمود. الذي أشاد بحكمة جنبلاط وشجاعته في اتخاذ المواقف التي عبرت عن قيادته الحكيمة ورؤيته العميقة العابرة للطوائف، ثم كانت كلمة للنائب أنطوان سعد اعتبر فيها ان "اطلالة النائب جنبلاط إلى راشيا تزرع الإطمئنان في النفوس، وتمدنا بكبرياء الموقف الوطني الجامع، لأن الحاجة اليوم، هي لبطولة العقل، وشجاعة الحكمة، ونبوءة استشراف الآتي، التي لا يمتلك مفاتيحها العابرة للحلول إلا الرجال، في لحظة أحوج ما نكون فيها، نحن اللبنانيين إلى رجال دولة، كبار في مواقفهم قولا وفعلا وممارسة، سيما اننا نعيش في زمن يأتينا فيه الخطر من كل الجهات، ولا خلاص إلا بتغليب المصلحة الوطنية العليا، لأننا لسنا في زمن الترف السياسي، والحسابات والمكاسب الإنتخابية وغير الانتخابية".

واضاف: "كم كانت مواقفك كبيرة وعظيمة في تثبيت مرجعية الدولة وهيبة المؤسسات، وترسيخ السلم والاستقرار والأمن. والتاريخ سيحفظ لك هذه المواقف التي أنقذت لبنان في أكثر من محطة"، معتبرا أن "الحاجة اليوم الى تفاهم وطني لانتخاب رئيس للجمهورية بعيدا عن الانقسامات الحاصلة، يراعي المصلحة الوطنية العليا وينقذ لبنان من آتون المحن الداهمة، رئيسا لكل اللبنانيين، ونحن في اللقاء الديموقراطي واذ نتبنى خيار الزميل الصديق هنري حلو، نؤكد أن خيار الوسطية في هذه اللحظة التاريخية هو فعل خلاص من الفراغ الذي يضر بمصلحة اللبنانيين مسيحيين ومسلمين على حد سواء، ويشكل تهديدا حقيقيا لموقع الرئاسة الاولى في لبنان"، مؤكدا أن "ما يحصل خارج حدود راشيا يجب أن يبقى بمنأى عن أهلها ومنازلها، لأننا أبناء حياة ومن نسيج اجتماعي واحد"، مشددا على "حماية التنوع والحفاظ على المؤسسات وعلى مرجعية الدولة وسلطتها وجيشها وقواها الامنية".

وكانت كلمة للقاضي الجعفري الشيخ اسدالله الحرشي، مما قاله فيها: "وليد جنبلاط لم يضيع البوصلة كلما هبت رياح المخاطر على الوطن، بل كان صمام امان وطني عابرا للطوائف والمذاهب".

ثم تحدث مفتي راشيا الشيخ احمد اللدن، فأشار إلى أن "هناك عامل خوف وقلق الا ان المجتمع كالسفينة، والأمن فيه ليس أمنا فرديا بل أمن الجماعة"، منوها بمواقف جنبلاط الوطنية. وشدد على ان الاسلام "هو دين اعتدال ومحبة".

وألقى جنبلاط قال فيها: "نسعى مع كل القوى السياسية دون استثناء الى التخفيف من الاحتقان لمواجهة العدو المشترك وهو الإرهاب. والإرهاب بعيد كل البعد عن الاسلام كما يحاول ان يصور بعض الاعلام الغربي. علينا التمييز بين المجموعة التي ترتكب الجرائم باسم الدين وبين اللاجئ السوري الذي سيعود الى دياره عندما تنتهي الحرب. ما حصل في بلدة عين عطا كان خارجا عن المألوف والطبيعة فعندما نسيئ الى اللاجئ نسيئ الى أنفسنا ولا ننسى كيف استقبلنا السوريون أثناء العدوان الاسرائيلي في العام 2006. كنت في عين عطا وطالبت بالعودة الى الهدوء وهذه هي رسالتي اليوم. الدولة هي التي تحفظنا كما تحفظنا في جرود عرسال. اما في ما يتعلق بالاسرى فهم أسرى كل لبنان ونتمنى ان تثمر جهود الرئيس تمام سلام. وأحذر من اي توجه تعصبي تجاه اللاجئ السوري. اتمنى تجاوز انقسام 8 و14 أذار والتوصل الى انتخاب رئيس توافقي وتسيير المؤسسات. أحيي أيضا حركة حماس والشعب الفلسطيني على مواجهته الارهاب الاوحد وهو الارهاب الصهيوني".

واستكمل جنبلاط جولته، فزار مطرانية راشيا للروم الارثوذكس حيث كان في استقباله المطران الياس كفوري والاسيرخوس ادوار شحاذي وابناء الرعية، وألقى كفوري كلمة حيا فيها مواقف جنبلاط "التي تمتن خط الاعتدال والوسطية"، مشددا على "أهمية مرجعية الدولة ومؤسساتها وخلق مساحات التلاقي والتسامح والمحبة"، وكذلك "أهمية بذل الجهود من أجل السلام في المنطقة وفي لبنان".

ثم زار كنيسة السريان التي كان يزورها البابا يوسف يونان حيث اقيم فيها قداس احتفالي بحضور أبناء الرعية.

وفي راشيا زار جنبلاط أيضا دارة النائب انطوان سعد في حضور حشد من الفاعليات والشخصيات، وألقى غسان الشقرا كلمة بالمناسبة. ثم كانت كلمة للنائب جنبلاط شدد فيها على نهج الاعتدال واهمية الحوار بين القادة اللبنانيين. ثم زار منزل مسؤول أمنه الشخصي سابقا المرحوم سلمان سيور في حضور نجله جمال واشقائه. وانتقل منه الى منزل الشهيد جمال صعب قبل أن يزور رئيس بلدية راشيا السابق زياد العريان، الذي اشاد بمرجعية جنبلاط الوطنية والتي تشكل صمام أمان وطني. ثم زار جنبلاط المرجع الشيخ أبو محمد صالح أبو ابراهيم.

كما زار منزل النائب السابق فيصل الداوود، وألقى كلمة قال فيها: "أقوم بجولة على جميع الفاعليات السياسية دون تمييز، وأعول على دورهم، في دعم الدولة والجيش اللبناني"، داعيا الى "ترسيخ الخط الاسلامي المعتدل". وحيا "جهود الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله"، داعيا الى ترك القضايا الخلافية جانبا و"التوحد من اجل محاربة الارهاب واطلاق الاسرى". وحيا شهداء الجيش.

أما الداوود فقال: "ارحب بوليد جنبلاط ابن البيت والسلالة العريقة، ومواقفه تجسد الاطار الوطني والوحدة لكل الللبنانين على الصعيد الدرزي والوطني والموقف المعتدل هو الاساس لانقاذ لبنان".


بعد ذلك عقد لقاء موسعا مع الحزبيين في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في ضهر الاحمر. والتقى أهالي العسكريين المخطوفين واستمع منهم الى هواجسهم.

كوكبا وخربة روحا

وبعد محطات استقبال عند مفترق العقبة وفي جب فرح وعز العرب، وصل جنبلاط والوفد المرافق الى بلدة كوكبا حيث اقيم حفل استقبال حاشد، ثم شهد مقام الشيخ الفاضل في البلدة لقاء حاشدا مع مشايخ طائفة الموحدين الدروز في المنطقة، حيث كانت كلمة ترحيبية من الشيخ أبو نجيب سليم مغامس، فكلمة باسم المشايخ ألقاها عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال، واقيم غداء تكريمي لجنبلاط والمشايخ والوفد المرافق.

وكانت وقفة على طريق المحيدثة التي تجمع ابناؤها لاستقبال جنبلاط، وألقى عضو نقابة مهندسي بيروت رئيس بلديتها مروان شروف، كلمة ترحيبية.

بعدها زار جنبلاط دار إفتاء راشيا في بلدة خربة روحا، حيث كان في استقباله مفتي راشيا الشيخ أحمد اللدن ولفيف من العلماء ورجال الدين وأئمة المساجد، ومنسق عام تيار "المستقبل" حمادي جانم، ورؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات.

بعد كلمة من نزيه عبد الخالق تحدث فيها عن اهمية زيارة جنبلاط الى البقاع، قال المفتي اللدن: "ان هناك كثيرا من الافتئات في قراءة قضية الارهاب. نعم نحن ضد الارهاب بكل صوره، وان اول من يتصدى للارهاب يجب ان يكون رجال الدين لأنها مسؤوليتنا، ولكن علينا ان نرى بأن المشهد العام لا ينظر نظرة موضوعية للارهاب فإذا كان هناك ارهاب كوني، كما تعلمون، فإن الاسلحة التي تستطيع ان تدمر الكرة الارضية أكثر من مرة، لماذا تدخرها تلك القوى الكونية اذا كان محرما استخدامها، لماذا يحل اقتناؤها، هناك ارهاب اسلامي نحن نتصدى له ليس فقط بالكلمة ولكن يجب ان نتصدى عمليا له. والخطاب الديني يجب ان يحاسب عليه صاحبه، فهو مسؤولية كبرى خاصة في ظل هذه الاخطار المحدقة، فربما تولد الكلمة رصاصة او قنبلة او برميلا متفجرا".

وتابع قائلا لجنبلاط: "يقول البعض انك تغير مواقفك فنحن نقدر لك تغيير الموقف لانك لست اسير الموقف"
منسق تيار المستقبل حمادي جانم ذكّر بمواقف النائب جنبلاط "لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري التي تميزت بحكمة القائد ووفائه وعنفوانه وشجاعته". وتابع "ان وطننا في عين العاصفة، فلنكف عن التدخل في شؤون الاخرين"، داعيا الى "انتهاج خط الاعتدال الذي يمثله سعد الحريري، فالدين الاسلامي هو دين اعتدال وليس دين تطرف وارهاب، اما الفتنة فلم تعد نائمة وقد بدأت نيرانها تصل الينا". ونوه بالبيان الذي صدر عن الرئيس سعد الحريري، معتبرا "ان موقدي الفتنة لا فرق عندهم ان كانت سنية شيعية او شيعية درزية او مسيحية اسلامية". كما نوه بحراك النائب جنبلاط مع القيادات السياسية في البلد". وقال "ان تيار المستقبل يدعو دائما الى بناء الدولة ونبذ التطرف". ونوه ب"وحدة ابناء المنطقة ومحبتهم". 

ثم تحدث النائب وليد جنبلاط فقال: "رفقة عمر مع رفيق الحريري ورفقة عمر مع سعد الحريري رفقة عمر مليئة بالذكريات بالعواطف بالمحطات النضالية، ومع سعد الحريري سرنا في تلك المراحل الصعبة الدقيقة الهائلة الصعوبة منعا للفتنة، وتحقيقا للعدالة ونجحنا ان ذاك والحمد لله في ارساء المحكمة الدولية، لكن اليوم ما يأتينا هو ربما اكثر واخطر من الماضي ولست لوحدي، لا تحملوني أكثر من طاقتي، سويا معك سماحة المفتي مع المفتي عبد اللطيف دريان وأهنئكم على هذا الانتخاب الحضاري والتسلم والتسليم الحضاري وشكرا لجهود الشيخ سعد الحريري وكل الذين شاركوا بهذا الانتقال الحضاري، لكن الفتن تأتي من تلك المجموعات الارهابية، وتأتي من الجهل الذي سمعناه ورأيناه في عين عطا، تأتي الفتنة من الجهل، وتأتي من هذا الارهاب والاسلام منه براء براء من الفتنة، براء من الارهاب".

اضاف: "امامنا مراحل قد تكون اصعب بكثير من المراحل السابقة، ظن النظام الحاكم في دمشق أنه يستطيع أن يخمد الثورة في اوائل اسابيع في درعا فشلت كل حساباته واستمرت الثورة التي ساندتها شخصيا سياسيا على طريقتي، وطالبت العرب، اقول العرب لانني عربي الانتماء، طالبت العرب الدروز في سوريا بأن يستجيبوا لنداءاتي، لم يستجيبوا، واستجاب البعض، والبعض الثاني هرب، والبعض اعتقل وعذب لكن الجموع استغلها النظام،
وعمل على تلك النظرية الخبيثة كباقي الاقليات، اليوم نرى جميعا وهذا واضح بان النظام تراجع، وهذا ليس بسر، هذه هي منطقة الجولان السوري بيد الجيش السوري الحر والنصرة، موضوع الشمال احتلتها تلك المجموعات التي تسمي نفسها "داعش" هناك امر غريب، وبرايي حتى هو بجبروته المدمر دمر حتى طائفته قيل لي بأن عدد القتلى من الطائفة العلوية يناهز 70الى 80 الف لا تدخل الى بيت من بيوتهم الا واعلام سوداء وليس هناك شباب، بل شيب ونساء واطفال ضحى حتى باقرب الناس اليه".


وتابع: " ما ياتينا في الوقت الحاضر هو اخطر، هناك ازمة ملحة هي ازمة الاسرى، طرحت الاسبوع الماضي واجدد امامكم واتحمل مسؤولية كلامي وقولوا لي اذا كنت مخطئا ضرورة الاسراع في المحاكمات من اجل الافراج عن الابرياء، وربما هناك كمية من الابرياء واذا اقتضى الأمر واقولها واتحمل مسؤوليتي لكن طبعا هذا يعود الى الرئيس تمام سلام وبمعية الشيخ سعد الحريري اذا اقتضى الامر من اجل المصلحة الوطنية العليا ومن اجل درء الفتنة والخطف والخطف المضاد، المقايضة بشروط معينة، ربما هناك كما قيل لي في السجون ارهابيون كبار، في اجانب ولبنانيين، اذا اقتضى الامر المقايضة من اجل درء الفتنة، يجب وضع حد لدرء الفتنة. قد يقتضي مخالفة بعض الاصول، وانا قادم لتوي من عند عائلات أسرى الجيش من المنطقة لكن الجو لم يعجبني ولا نستطيع ان ننتظر اوان نعالج الظلم بالظلم، ليس معقولا اتذكر ذاك اليوم الاسود عندمااغتال النظام السوري في 16 اذار 77 كمال جنبلاط، ذهب ضحية هذا الاغتيال مئات من الابرياء المسيحيين في الجبل الامنين جرت اشاعات وقام الجهال في بعض الاوساط الدرزية واغتالوا المئات، لا نريد ان نقع بنفس الفخ اليوم لذلك اذكر بما جرى معنا في الجبل ولاحقا بعد عشرين سنة تصالحنا بمعية البطريرك صفير لكن اليوم وكأن اليوم بالامس هذه هي رسالتي واتمنى ان نتساعد كلنا من اجل معالجة هذا المحور محور الفتنة الاتي".

واختتم جنبلاط زيارته الى ازهر البقاع في البقاع الاوسط حيث كان في استقباله مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس ومفتي بعلبك خالد صلح والنائب عاصم عراجي ومنسق تيار المستقبل في البقاع الاوسط ايوب قزعون وحشد من العلماء والمشايخ بالاضافة الى رؤساء بلديات منطقة البقاع الاوسط وممثلين عن القوى الامنية.

بعد الاجتماع الذي عقد بين المفتي الميس والنائب جنبلاط تحدث الميس مرحبا بالنائب جنبلاط، مؤكدا ان لبنان يدون على هويتنا مذهبا ولكنك انك فوق المذاهب،
وتابع: "استقبلك فعلك، وقولك، وليس كثير عليك انت ابن الرجل الكبير والشهيد ابن الرجل الذي لم يجرؤ من اغتاله ان يقول قتلت كمال جنبلاط".

بعدها شدد النائب جنبلاط على "ضرورة العمل على وأد الفتنة والتعاون الكامل مع الشيخ سعد الحريري، اما فيما يخص الوضع في عرسال فأكد أن لا احد يريد ان نجعل من عرسال قندهار لبنان انها بلدة مقاومة وتاريخها في عملية الصراع العربي الاسرائيلي ترجمته بكوكبة كبيرة من الشهداء، داعيا الى الوقوف صفا واحد وراء المؤسسة العسكرية ودعمها بكل السبل والوسائل، وان لا نلجأ الى الاعمال المذهبية والطائفية كي لا نكرر ما جرى بعد اغتيال كمال جنبلاط حيث ذهب ضحايا كثيرون من الطائفة المسيحية لا ذنب لهم ولا ناقة في الجريمة التي حصلت".

بدوره شدد النائب عاصم عراجي على تنوع المجتمع البقاعي وخاصة البقاع الاوسط الذي يضم من كل الطوائف والمذاهب، ومع ذلك كان مثالا يحتذى به بالعيش المشترك حتى في ظل الازمات الكبيرة، وكانت معظم المشاكل تحل في لقاء ما بين عائلاته وعشائره، مؤكدا على الدور الحثيث لرئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري الذي يتواصل معا يوميا طالبا العمل بجد لوأد الفتنة، محذرا من الوقوع فيها، ومشددا على دعم المؤسسة العسكرية.

وحمل مفتي بعلبك الشيخ خالد صالح النائب جنبلاط رسالة وطلب من القيادة العسكرية في الجيش اللبناني ضرورة ان يكون منتشرا على الحدود لا على اطراف عرسال، وبالتالي يجب فك الحصار عن عرسال من قبل الجيش، لانها ايضا محاصرة من قبل المسلحين في الجرود، مشيرا الى ان محاولة اغتيال التي تعرضها لها الشيخ مصطفى الحجيري بعدما سعى للقاء عائلة المخطوف من الجيش بعائلته ولم يستطيع اصطحاب العسكري معه فكان جزاؤه في محاولة اغتياله.

بعدها قدم المفتي الميس للنائب جنبلاط درعا تذكاريا باسم ازهر البقاع.
 

  • شارك الخبر