hit counter script

مقالات مختارة - عمر الصلح

زيارة روسيا في رسم الإستثمار

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

 

أجمَعت دوائر السياسة الروسية على أنّ زيارة الوفد اللبناني الى موسكو برئاسة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كانت ناجحة بكلّ المعايير، وحقَّقت نتائج إيجابية في أكثر من ملف، وعلى أكثر من صعيد.تبرز أهمية زيارة الوفد اللبناني الى موسكو من خلال لائحة الشخصيات التي التقاها المشنوق، في اعتبار أنّها تمثل الصف الأوّل من صناع السياسة في البلاد، إضافة الى قربها من مركز القرار الاساسي في الكرملين.

فقد شكّل لقاء المشنوق المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط، نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف بداية مهمة للمباحثات التي تلتها طوال يوم امس، خصوصاً أنّ ما رشح عن لقاء الرجلين يؤكّد استمرار موسكو في دعم المؤسسات الشرعية في لبنان، واستمرار التنسيق على المستوى السياسي في ما يتعلق بملفات المنطقة الساخنة.

وتشير المعلومات المتوافرة إلى أنّ الوفد اللبناني شدد على اهمية الدور الروسي الضامن للأمن والتوازن في المنطقة، فيما أكّد الجانب الروسي حرصه على الاستمرار في دوره لضمان عدم انزلاق لبنان الى منعطفات خطرة في ظل التدهور المستمر للاوضاع الامنية في المنطقة، ولتجنيب لبنان تداعيات ما يجري في دول الجوار.

تطابق مواقف بوغدانوف والمشنوق شكّلت الضوء الاخضر لوزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف لإبداء استعداد بلاده لتدريب دفعات من ضباط قوى الامن الداخلي لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة، والدفع بالمؤسسات المعنية في البلدين لتنشيط التعاون الامني الثنائي بين البلدين.

وهنا أيضاً تطابقت المواقف بين الجانبين الروسي واللبناني ما دفع بالوزير الروسي الى طلب تأييد لبنان لمرشح بلاده الى الهيئة التنفيذية للانتربول، الامر الذي اعتبره المتابعون مؤشراً مهماً لما حقّقته لقاءات موسكو من تقارب بين الجانبين.

وفي ما يتعلق بتسليح الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية، توضح مصادر روسية متابعة للزيارة أن اللقاءات لم تتطرق لهذه القضية بشكل مفصّل، إلّا أنّ الجانب الروسي أعلن عن الإيعاز إلى الدوائر المختصة في البلاد لدرس ما يمكن أن تقدّمه روسيا من معدّات وأسلحة متطوّرة للمؤسسات الامنية اللبنانية في حربها على الارهاب وضمان الاستقرار الداخلي في البلاد.

أما أحد عناوين الزيارة الاساسية المتمثلة بصفقة شراء الاسلحة التي سيغطي لبنان كلفتها من الهبة السعودية، فقد تركت لتناقش بتفاصيلها كافة خلال زيارة متوقعة بداية الشهر المقبل لوزير الدفاع اللبناني سمير مقبل على رأس وفد من الخبراء العسكريين والامنيين.

وقد انسحبت الاجواء الايجابية على لقاءات الوفد خصوصاً على اللقاء مع رئيس جهاز الامن الفيديرالي الروسي نيكولاي بورتنيكوف الذي يُعتبر رجل الامن الاول في البلاد، حيث ناقش الطرفان سبل تبادل المعلومات الامنية بين البلدين من خلال قنوات متخصصة بالكشف وتفكيك الشبكات والخلايا الارهابية، في اعتبار أنّ رئيس فرع المعلومات عماد عثمان كان في عداد الوفد اللبناني، زد على ذلك أنّ روسيا اختبرت في وقت سابق القدرة العالية للاجهزة الامنية اللبنانية في هذا المجال، منذ أن كان الشهيد اللواء وسام الحسن رئيساً لشعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.

تصف روسيا زيارة المشنوق والوفد المرافق بأنها ناجحة، نظراً لما حقّقته من تقارب في الرؤى سياسياً وأمنياً بين الطرفين على المستويات الداخلية والاقليمية والدولية، ما يعني أنّها تشكل منعطفاً مهماً في العلاقات بين بيروت وموسكو، الأمر الذي سيتجسَّد لاحقاً بحركة زيارات متبادلة، بهدف استثمار ما تمّ التوافق عليه خصوصاً في الملفين الامني والسياسي، بعد وضع قطار العلاقات بين البلدين على السكة الصحيحة.

  • شارك الخبر