يبدو أن هاجساً رئيسياً يقضّ مضاجع الدول الغربية هذه الأيام، وهو مصير الأصوليين والارهابيين و"الداعشيين" الذين يتركون سوريا، والذين باتت وجهة بعضهم التالية العودة الى ديارهم في أميركا وأوروبا. ومن استمع جيداً الى الخطاب الرئيس الاميركي الاخير يدرك أن واشنطن ومعها حلفائها الغربيين قطعوا وعداً بملاحقة هؤلاء أينما كانوا.

وفي معلومات وردت في أحد التقارير الامنية الغربية، فقد وصل الى بيروت مؤخراً لجنة من ضباط الاستخبارات الأميركية لمتابعة نشاط بعض الجماعات الأصولية المصنّفة بالـ"خطيرة جداً"، واجراء دراسة مفصّلة بطلب من وزارة الخارجية الاميركية، لمعرفة مدى مشاركة مقاتلين يحملون جنسيات أميركية وبريطانية وفرنسية في الحرب الدائرة في سوريا.

وبحسب المعلومات، فان اللجنة الاميركية قامت بجولة، بعيداً عن الاعلام، على بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية وعقدت سلسلة اجتماعات مع كبار قادتها، حيث أبدت اللجنة أمام من التقتهم خشيتها من عودة بعض المسلّحين الأجانب الى لبنان ومن ثم الى بلادهم، وامكانية القيام بعمليات ارهابية، على غرار ما حصل مع عودة الأفغان العرب سابقاً من أفغانستان.

وتفيد المعلومات الواردة في التقرير أن الاستخبارات الأميركية تقدّر عدد "الجهاديين الأميركيين"، كما تسميهم، العائدين من سوريا بالمئات لا بل بالآلاف. كما ان لديها معطيات دقيقة عن لجوء بعضهم مؤقتاً الى لبنان، حيث يتمركزون في مناطق من الشمال اللبناني وفي عرسال، بحماية جهات نافذة.

وتكشف مصادر واسعة الاطلاع، أن وفوداً أوروبية تلتقي بشكل دائم بضباط من فرع الاستخبارات الخارجية السورية ، لنفس الهدف وتبادل المعلومات حول المقاتلين الأجانب، وعلم أن هذه الوفود تضمّ ضباطا من الاستخبارات الفرنسية والالمانية والدانماركية. كذلك فان المخابرات البريطانية كلّفت فريقاً من قبلها لمتابعة المعلومات المتعلّقة بالأصوليين، خصوصاً وأن موقف لندن الأخير، والذي حاذرت فيه السير في الركب الأميركي على صعيد المشاركة في ضربات داخل سوريا والعراق لتنظيم الدولة الاسلامية، يأتي في هذا السياق. مع العلم أن بريطانيا تدعم القضاء على هذه الظاهرة الارهابية، وهي مستعدّة لوضع امكاناتها العسكرية واللوجيستية والاستخباراتية لتحقيق هذا الهدف.