hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

جمعية المصارف كرمت الازهري

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 17:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرمت جمعية المصارف برئاسة رئيسها الدكتور فرانسوا باسيل، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمجموعة لبنان والمهجر الدكتور نعمان الأزهري في حفل غداء أقامته على شرفه اليوم في فندق "فينيسيا انتركونتيننتال"، شارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة، وزير الإقتصاد والتجارة ألان حكيم، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الوزير السابق عدنان القصار، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، أركان الهيئات الإقتصادية، ومصرفيون ورجال اقتصاد ومال.

وألقى باسيل كلمة قال فيها: "نجتمع هذه الظهيرة تلبية لدعوة من مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان الى تكريم شخصية لبنانية، عربية مميزة؛ شخصية متعددة الخصال والعطاءات، وذات مساهمات خيرة ومتنوعة في أكثر من حقل وقطاع. فالأسرة المصرفية اللبنانية تلتقي اليوم بكل مكوناتها لتكريم واحد من أبرز رجالات الإقتصاد والأعمال ومن ألمع الرواد المصرفيين في لبنان والعالم العربي، الصديق العزيز الدكتور نعمان الأزهري. نعمان الأزهري واحد من نخبة الشباب العربي الذين أتيحت لهم، في الأربعينيات من القرن الماضي، فرصة متابعة تحصيلهم الدراسي العالي في أوروبا، فالتحق بمعهد العلوم السياسية في باريس حيث نال إجازة في الحقوق وأخرى في العلوم السياسية، قبل أن ينتقل الى جامعة باريس الأولى حيث نال شهادة الدكتوراه في الإقتصاد".

اضاف: "منذ خطواته الأولى في عالم العمل، أي سنة 1951، اختار نعمان الأزهري القطاع المصرفي ميدانا لبناء وتكوين مساره المهني، فباشر العمل في أحد المصارف الفرنسية في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، قبل أن ينتقل الى سورية حيث أسس وترأس "مصرف الشرق العربي"، أحد أكبر المصارف في سورية آنذاك، ثم الى لبنان، المتميز بنظامه السياسي الديموقراطي نسبيا وباقتصاده الليبرالي وانفتاحه الثقافي. ومنذ مستهل السبعينيات من القرن الماضي، تولى الدكتور نعمان، الذي كان قد تشبع بمزيد من الخبرة المهنية المكتسبة في العالم العربي والخارج، إدارة دفة بنك لبنان والمهجر، الذي كان قد أسسه دولة الرئيس الحاج حسين العويني والشيخ بطرس الخوري والسيدان جورج معلوف ونجيب يافت".

وتابع: "باختصار، إن نعمان الأزهري الذي تتشرف جمعيتنا اليوم بتكريمه، رجل يكتنز خبرة مصرفية عمرها 63 سنة! وهو يستحق بجدارة لقب عميد المصرفيين اللبنانيين. وطوال عقود، تم تجديد الثقة بشخص معالي الدكتور أزهري ليستمر في رئاسة مجلس إدارة بنك لبنان والمهجر، الذي نما وتطور في عهده، وتحت إشرافه، ثم بمشاركة أنجاله الثلاثة، وبمعاونة صفوة من الكوادر المصرفية. واليوم، بات بنك لبنان والمهجر يحتل مركزا طليعيا في القطاع المصرفي اللبناني المؤلف من 73 مصرفا، وقد صار نواة أساسية صلبة لمجموعة مصرفية وتأمينية، متواجدة في 13 بلدا وتستخدم حوالى 4500 موظف في لبنان والخارج، وتلعب دورا ناشطا جدا في تمويل الإقتصاد اللبناني بقطاعيه العام والخاص، كما في ربط لبنان المقيم بلبنان المغترب، وفي توفير فرص العمل للشباب اللبناني والعربي وتأمين تدفقات مالية وافدة الى البلد والمساهمة في تعزيز الإستثمارات الأجنبية المباشرة فيه. كذلك، شكل بنك لبنان والمهجر طوال العقود الماضية ولا يزال، أحد ثوابت وأركان مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان، وأحد أبرز الناشطين بقوة في سبيل الدفاع عن مصالح القطاع المصرفي والساعين الى تطوير أدائه وإعلاء شأنه في الداخل والخارج، وتفعيل دوره في الحقلين الوطني والإقتصادي".

واردف: "في هذا المجال تحديدا، يشكل معالي الدكتور نعمان الأزهري مرجعية مصرفية وازنة، وذات موثوقية عالية، تساهم في بلورة كل موقف أو مواكبة تحرك فيه مصلحة للاقتصاد اللبناني بعامة وللصناعة المصرفية بوجه خاص. نعمان الأزهري، رجل فذ يتمتع بحس الأعمال وحسن القيادة، بروح الجدية والمثابرة، بدماثة الخلق وطيب المعشر، بصلابة الإرادة وبعد النظر، وبحرص شديد على استقرار لبنان ومنعته ونموه. لقد وظف كل ما يملكه من رصيد شخصي، محليا وخارجيا، ومن خبرة ودراية في خدمة وطنه وعالمه العربي الواسع. وهو، رغم انشغالاته المهنية الكبيرة، لم يتوان عن تخصيص فسحة من الوقت للتأليف، فصدرت له حتى الآن ثلاثة كتب ضمنها، الى سيرته الذاتية الغنية بقصص النجاح والعبر المنورة، بعض أهم أفكاره في الشؤون المالية والمصرفية، فأثبت بذلك أنه رجل تفكير وتدبير في آن".

وختم: "نعمان الأزهري، مصرفي ساع بلا كلل الى تعزيز وحدة المصرفيين وتعميم لغة التفاهم والتوافق بينهم، والى ترسيخ وتوثيق عرى المودة والصداقة مع الأشقاء المصرفيين العرب وخدمة مصالحهم في المحافل الدولية. نعمان الأزهري عميدنا، عميد المصرفيين اللبنانيين، يستحق منا كل محبة وتقدير وتكريم. أخي نعمان، لك مني ومن جميع زملائي أعضاء مجلس إدارة الجمعية والأسرة المصرفية اللبنانية، باقة حب مقرونة بالدعاء لك بطول العمر ودوام العطاء".

ثم القى المحتفى به كلمة قال فيها: "غمرتموني بعاطفتكم الكريمة بحضوركم الكثيف لهذا الحفل المصرفي الحميم. فأشكركم جزيل الشكر على ذلك، كما شكري العميق لمجلس إدارة جمعية مصارف لبنان على هذا التكريم الذي أقدره خاصة لكونه صادرا عن زملاء في المهنة. وتأثرت كثيرا بكلمة الزميل الدكتور فرنسوا باسيل. معرفتي بفرنسوا قديمة لكنها توثقت منذ 1993 برغم دعمي تلك السنة في انتخابات جمعية مصارف لبنان لائحة الزميل معالي الأستاذ ريمون عودة ضد لائحته. وكانت المعركة حامية جدا انتهت بتعادل اللائحتين بحيث فاز كل منهما بستة مقاعد، فتعذر إنتخاب رئيس للمجلس. وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما اقترحني الأخ فرنسوا رئيسا للجمعية فاعتذرت طبعا تلافيا لخرق عرف طائفي متجذر، لا سيما في تلك الفترة السياسية الحساسة. وما زلت منذ ذلك الحين أقدر للأخ فرنسوا باسيل صداقته ومعزته".

اضاف: "أنتهز هذه الفرصة لأقدم تعازي الحارة للقطاع المصرفي لفقدانه أحد أبرز أركانه ولعائلة المرحوم فريد روفايل. فقد فقدت بوفاته زميلا عزيزا ومنافسا نبيلا على مدى حوالي نصف قرن، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه. ويعزينا تسلم ولدي المرحوم وليد وريا مسؤولية البنك اللبناني الفرنسي، وهما على مستوى مسؤولياتهما الجديدة بعد تمرسهما طويلا العمل المصرفي على أيدي والدهما المصرفي العريق".

وتابع: "ضيوفنا وزملاؤنا الأكارم، يقف قطاعنا اليوم صامدا في مواجهة عاصفة هوجاء تجتاح المنطقة، وقد نجح القطاع المصرفي اللبناني رغم ذلك في المحافظة على قوته ومتانته بفضل تعاون ومؤازرة السلطات النقدية له. ولكن لا بد لنا من أن نشير بهذه المناسبة إلى عجز الموازنة المتزايد الذي بلغ حاليا 12% من الناتج المحلي في حين أن هذه النسبة لا ينبغي أن تتجاوز 3% بحسب القواعد الدولية. ونأمل من معالي وزير المالية (الذي ورث هذه المشكلة والحريص على المال العام) ومن النواب الكرام أن يأخذوا بالإعتبار هذا الوضع الخطير، فلا يقروا سلسلة الرتب والرواتب إلا بعد تأمين موارد إضافية حقيقية تساوي فعليا أعباءها بما فيها كلفة غلاء المعيشة الناتجة عن السلسلة والتي أقرت سابقا بدون موارد مقابلة مما سبب تفاقما كارثيا في عجز الموازنة. ونحيي في هذه المناسبة موقف دولة الرئيس السنيورة الصلب بهذا الشأن. وخلاصة القول لقد اجتاز قطاعنا المصرفي خلال الحرب الأهلية اللبنانية ظروفا أخطر من التي نعرفها الآن. ولا أشك في قدرتنا، بالتعاون مع حاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، على ان نجتاز بسلام إنعكاسات الأزمات الحالية على الصعيدين اللبناني والعربي".

وختم متوجها إلى "شعب لبنان المميز بمواهبه وكفاءته الذي صبر وصمد عقودا على حروب أهلية وصراعات وإضطرابات عبثية وعلى استهتار متماد بأوضاعه الإقتصادية والمالية، على أمل أن يعود لبنان من جديد قبلة السياح والمستثمرين فينجز اللبنانيون في لبنان المعجزات التي حققوها في المهجر".

  • شارك الخبر