hit counter script

مقالات مختارة - عبد الكافي الصمد

ابحثوا عن التحريض المذهبي: مربعٌ أمني في باب التبّانة

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 07:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

يتصدر الحديث عن مجموعة أمنية يتزعمها أسامة منصور وشادي مولوي واجهة الاهتمام الإعلامي والسياسي والأمني في طرابلس. ويجري الحديث عن أن المطلوبين للقضاء يديران مجموعة مسلحة في منطقة باب التبانة يتراوح عددها بين 40 و50 مسلحاً، بينهم سوريون، مع احتمال كبير أن تكون المجموعة على ارتباط بتنظيم « داعش» أو «جبهة النصرة». وبحسب المعلومات المتداولة، فإن مسلحي المولوي ـــ منصور يسيطرون على مربع أمني في محيط مسجد عبد الله بن مسعود، ويحظون بتعاطف وتأييد أبناء المنطقة، ما قد يعرض الخطة الأمنية في المدينة لنكسة قد تؤدي إلى فرطها.

وزاد منسوب القلق لدى الطرابلسيين، معالحديث عن ارتباط المجموعة بـ «داعش »، كون مولوي الذي أوقف لدى الأمن العام ثم أفرج عنه، كان متهماً بالتواصل مع شخصيات في تنظيم «القاعدة» ، فيما يعدّ منصور أحد أبرز المقربين من الشيخ عمر بكري فتسق، الداعية المعروف الذي أوقف قبل أشهر لدى استخبارات الجيش. كما ان منصور متهم بإطلاق النار على علويين في طرابلس بعد تفجيري مسجدي التقوى والسلام قبل أكثر من عام، وقتل إبن بنت جبيل فواز بزي الذي كان يقيم وعائلته في باب التبانة منذ سنوات طويلة.
مصادر سياسية وأمنية أكّدت لـ « الأخبار» أن أفراد المجموعة « لا يتجاوز عددهم 15 مسلحاً، بعضهم يحمل الجنسية السورية، وأنهم يتمركزون في مسجد بن مسعود الذي كان سابقاً بإشراف جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) ، قبل أن تتركه الجمعية قبل أشهر تحت وطأة ضغوط سياسية وعمليات تحريض تعرضت لها، فوضع المسجد في عهدة شيخ من آل البستاني، وقد نقل عنه أن المجموعة المسلحة التابعة لمنصور ومولوي دخلت المسجد وسيطرت عليه من دون استئذانه».
وأوضحت المصادر بأنه «مع بداية تطبيق الخطة أقنع مشايخ في طرابلس منصور ومولوي بالتواري عن الأنظار، وهذا ما حصل. لكنهما ظهرا معاً مع بداية أحداث عرسال، برفقة مسلحين أحدهم شقيق لمنصور، واستقرا داخل منطقة باب التبانة مستغلين أحداث عرسال وفورة التحريض المذهبية التي رافقتها».
المصادر تؤكّد أن مجموعة منصور ومولوي «موضوعة تحت مجهر الأجهزة الأمنية بشكل دقيق، وأن مربعهما الأمني لا يتجاوز حدود المسجد وجواره»، نافية ما أشيع مؤخراً عن «فرضهما خوات على المواطنين في المنطقة». لكنها تساءلت: «من هو المصدر المالي الذي يمدّ المجموعة بكل ما تحتاجه، وما هو هدف هذا المصدر من دعمها؟».
وعن كيفية معالجة الأمر، كشفت المصادر عن خيارات عدة، من بينها تسليم أعضاء المجموعة أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية، وهو خيار مستبعد حالياً، أو إبعادهم عن المنطقة وهو خيار تجري مناقشته لكنه لم يتبلور جدّياً بعد، أو القيام بعمل أمني يقضي عليها مع ما يحمله ذلك من تداعيات ومخاطر كون المنطقة التي يتمركز فيها هؤلاء ذات كثافة سكانية، أو بقاء الوضع على ما هو عليه إلى أن تحين ظروف مناسبة لمعالجتها.
وإذ تلفت المصادر إلى أن « توقيف مجموعة منصور ومولوي سهل لأنهم عبارة عن مسلحين مرتزقة وليسوا عقائديين، مثل حسام الصباغ الذي تم توقيفه مع بعض أعضاء مجموعته، إلا أن المشكلة أنهم يتحصنون داخل مسجد، الأمر الذي يشكل حائلاً أمام أي استهداف لهم». وأكدت المصادر أنه «في الظاهر، لا بيئة حاضنة لمجموعة منصور ومولوي في باب التبانة خصوصاً أنهما ليسا من المنطقة. لكن التجارب السابقة تؤكد وجود تعاطف شعبي مع حالات كهذه، بسبب التحريض المذهبي تحديداً».
وتقف المصادر عند "أمرين لافتين"، الأول «استمرار بعض أئمة المساجد في التحريض على الجيش"، والثاني «عدم صدور أي موقف سياسي من وزراء المدينة ونوابها وقواها السياسية، ممن كانوا يتهمون الجيش بالتقصير لأنه يتقاعس عن إزالة مربعات أمنية تابعة لجبل محسن أو حركة التوحيد الإسلامي أو الحزب القومي أو مجموعات مؤيدة لحزب الله، فيما يلزمون الصمت المريب إزاء مربع أمني بات يشكل ظاهرة خطيرة تهدد أمن المدينة واستقرارها».

تهديد بانتفاضة مسلحة في الشمال

تنتهي اليوم المهلة التي أعطاها إمام مسجد هارون في بحنين ــــ المنية الشيخ خالد حبلص للدولة اللبنانية «من أجل رفع الظلم عن السجناء الإسلاميين» في سجن رومية المركزي. وبحسب حبلص، فإن انتهاء المهلة التي حددها بأسبوع واحد، من دون استجابة الأمنيين والمعنيين، سيعقبه «إعلان انتفاضة عارمة ستعمّ مناطق الشمال قاطبة، ولو أدى ذلك إلى حمل السلاح لنحمي ثورتنا ونحقق مطالبنا لطالما أن السلمية لا تنفع». مناصرو ابن عكار الذي يقيم في منطقة المنية كانوا يترقبون إعلان شيخهم اليوم «انتفاضة مسلّحة»، لكن الأخير وجّه كلمة صوتية أمس تحدث فيها عن وساطات ووعود تلقاها من المعنيين لإفساح المجال أمام حلحلة معينة، رغم إشارته إلى أن ما تلقاه «لا يعدو كونه وعوداً». وكشف أنه سيوضح هذه المسائل في خطبة الجمعة في مسجد التقوى في طرابلس اليوم. وفي هذا السياق، توقع عدد من مشايخ طرابلس لـ «الأخبار» أن «لا يحدث شيء بناء على وعود تلقوها منه للتهدئة». وكشف المشايخ أن حبلص لن يتجاوز الخطوط الحمراء، لكنه سيرفع سقف خطابه كالمعتاد. تجدر الإشارة إلى أن حبلص يهاجم المشايخ باستمرار في خطبه ويصفهم بأنهم «متخاذلون باعوا القضية».
 

  • شارك الخبر