قام محافظ عكار عماد لبكي بزيارة مكتب عصام فارس في حلبا، حيث كان في استقباله مدير اعمال نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية ومدير المكتب ناصر بيطار، في حضور حشد كبير من رؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير عكار، ورؤساء اقسام ومصالح ودوائر في المحافظة، عميد كلية عصام فارس للتكنولوجيا- البلمند الياس خليل. وكان لقاء تطرق الى مختلف الشؤون التنموية والادارية والاوضاع العامة في عكار.

بداية، ألقى عطية كلمة توجه فيها الى المحافظ بالقول: "ان زيارتكم اليوم الى مركز عصام فارس هي موضع تقدير لدى دولة الرئيس ولدينا جميعا إنطلاقا، اولا من ثقتنا بشخصكم الكريم وحسكم وخبرتكم في نطاق الإنماء البلدي، وثانيا كونكم ممثلا للدولة التي افتقدنا حضورها منذ زمن، معولين على إرادتكم لتفعيل كل ادارات في عكار لدفع عجلة الإنماء التي لولا مبادرات المؤسسات الخاصة لبقيت مشلولة".

أضاف: "ولأننا كنا دائما نؤكد على دور الإنماء، في تقدم وازدهار المنطقة، وتحصينها ضد كل الامراض الإجتماعية التي تنشط في البيئة المتخلفة والفقيرة، بادرنا عبر مؤسسات عصام فارس، الى بث الحياة في استراتجية انمائية، تولي الانسان العكاري، في حياته الإجتماعية والثقافية والعلمية، كل العناية المستطاعة".

وتابع: "ايمانا منا بدور القطاع الخاص، في دفع عجلة الحركة الإنمائية، وليس لأخذ دور الدولة، المطلوب بإلحاح، خصوصا في الظروف التي يعيشها الوطن، والتي اصابت عكار في الصميم، لأن عكار، رغم اهمالها من قبل الدولة، كانت ولا زالت تعتبر نفسها "ام الصبي" وتضحي بفلذات اكبادها لتحمي الوطن".

ودعا عطية الى "تفعيل التعاون بين القطاعين العام والخاص، من اجل خلق شبكة الحماية المطلوبة لمجتمع في حاضره ومستقبله"، معلقا الآمال على "مبادارت المحافظ لبكي لتحقيق ذلك، ومن اجل ان يكون الجميع، على مستوى تضحيات هذه المنطقة الرافدة للمؤسسات العسكرية من جيش وطني وغيره من المؤسسات الأمنية، والتي تتطلب الوقوف باحترام امام تضحياتها وإستعدادها الدائم للدفاع عن الوطن"، مترحما على "شهداء عكار من الجيش اللبناني وغيرهم من شهداء جميع المؤسسات في عكار ولبنان، والمطالبة بجهد جدي لإطلاق اسراها".

ثم تحدث رئيس اتحاد بلديات الجرد عبد الاله زكريا فرحب بمحافظ عكار، في هذه الدار العامرة "التي نأمل ان تعيد دورها التاريخي والحضاري"، وقال: "نحن بأمس الحاجة الى مثل هذه البيوتات خاصة في الظروف الراهنة".
ورأى زكريا ان "السهام مصوبة نحو عكار، واكبر دليل ما يحصل في كل يوم، من هجمة على هذه المنطقة بالذات".
وتطرق الى الوضع الامني، داعيا "من خلال هذا الجمع، لكي يكون هناك موقف واحد، تجاه المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني، وكل القوى الامنية.
وقال: "الجميع يعرف ان فنيدق بالذات معرضة الى هجمة شرسة، وذبح الجندي علي السيد بهذه الطريقة الهمجية، وعباس مدلج ايضا، من الطائفة الشيعية الكريمة، هو لخلق فتنة طائفية في البلد. ونحن كأهل فنيدق، قمنا بمبادرة، وهذه عادات عكار بالكامل، ان نبادر الى التعزية في منطقة البقاع، وندعو الى تأييد الجيش اللبناني بكل قوة. ليس لدينا بديل عن الجيش اللبناني. نحن بحاجة الى دعم الدولة اللبنانية، لمواجهة هذه الهجمة الشرسة، من اجل الاهتمام بهذه المنطقة، وكلنا يلاحظ الهجمات المتواصلة على المنطقة على صفحات التواصل الاجتماعي، ونحذر من الايقاع بين الجيش اللبناني والنازحين والمجتمع". ودعا "دار الافتاء والمطرانية ودولة الرئيس فارس والسياسيين، للوقوف صفا واحدا لدرء الاخطار المحدقة بالمنطقة والبلاد".

أما لبكي فقال: "نوجه الشكر لدولته على كل الاهتمام والتواصل والتعاون، القائم بيننا، منذ تسلمي مهامي كمحافظ لعكار وحتى اليوم، وعلى كل الافكار البناءة، التي نعمل عليها، من اجل تنمية عكار، مع كل الزملاء الموجودين هنا. وآمل في اللقاء القادم ان يكون فارس موجودا ومشاركا معنا".

وتحدث عن سير العمل في المحافظة خلال الفترة القصيرة من تسلمه مهامه، مشيرا الى وضع "خطة اولية لتنظيم الامور، وهناك اجتماعات دورية مع رؤساء الاقسام، والاطلاع على احوال كل دائرة لمعرفة سير العمل فيها وحاجاتها"، مثنيا على "الاندفاع الكبير عند رؤساء البلديات للعمل والغيرة القوية عندهم من اجل انماء عكار وتطويرها". وقال: "يجب ان يكون هناك خطة مبرمجة للتنسيق مع الاتحادات ورؤساء البلديات مع المحافظة من الناحية الادارية، وعندما نضع ايدينا مع بعضنا نستطيع بذلك طرق كل الابواب للمساعدة والمساهمة".

واوضح ان "الخطة تتحرك وهناك اجتماعات مع رؤساء البلديات والاتحادات والمخاتير وهناك سعي لتكون دائمة، لتنظيم العلاقة الادارية، بين المحافظة ككل وكفريق عمل، ومن اجل تسهيل امور المواطنين والسير بها".

على مستوى آخر، اعلن لبكي انه سيوقع الساعة الرابعة بعد ظهر الجمعة المقبل مع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، على مساعدة ودعم لتزويد المحافظة ببعض التجهيزات الناقصة، ابرزها المكننة الاساسية لكل عمل، ان كان على مستوى البلديات والأرشيف، او على مستوى المعاملات الادارية لكل الناس، كما تلحظ التجهيزات مولدا كهربائيا كبيرا، وبعض المكاتب الضرورية".

وأوضح المحافظ قائلا: "هناك اتصالات دائمة مع الوزير المشنوق، المصر على وضع حجر اساس لمبنى كبير للمحافظة، ونجري اتصالات مع شخصيات ومع رؤساء بلديات، لتوفير اراض للبناء او ابنية للايجار. مشوارنا طويل وكبير، وعلينا بالصبر. الدولة لم تقدم شيئا، لا امكانيات ولا اموال للمحافظة، ولكن بمعيتكم سوف ننجز الكثير. ونؤكد مجددا على مد اليد للتعاون مع دولة الرئيس فارس كونه اساسا في لبنان وفي المنطقة، واكيد انه سيساهم في الخطة التي سوف نطلقها لتنمية المحافظة".

بعد ذلك، طرح بعض المحاضرين موضوع اقامة مخيم للنازحين السوريين في عكار ورفضه من قبل المواطنين، فرد لبكي ان "النازحين منتشرين في كل مكان، وانه يجب معالجة هذا الموضوع بحكمنة وروية"، داعيا الى "عقد اجتماع مع رؤساء الاتحادات البلدية والبلديات، يوم الاثنين المقبل الساعة العاشرة والنصف قبل الظهر لمتابعة هذا الموضوع".
وفي هذا الاطار، دعا لبكي الى ان "تأخذ البلديات عبر جهاز الشرطة التابع لها اجراءات المراقبة الضرورية لتنبيه الاجهزة الامنية وتبليغها بأي حركة مشبوهة".
بعد ذلك، قدم مدير مكتب عصام فارس في حلبا كتابه "نريد اسقاط المسافات" الى المحافظ لبكي عربون شكر وتقدير.