hit counter script
شريط الأحداث

أخبار اقتصادية ومالية

خلاف بين الحكومة ومفوضية اللاجئين!

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 09:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خلال ثلاثة أيام، اطّلعت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هيلين كلارك، والمفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيرس، على الوضع المتأزم في لبنان. خلاصة الزيارة كانت أن الضغط الهائل الذي يواجهه البلد لم يعد بالإمكان احتواؤه ما لم تُعتمَد خطوات سريعة لحل الأزمة. خطوات تأخرت عنها الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي بأكمله ثلاث سنوات ليستفيقوا اليوم على إنذار عاجل بالانفجار، فيثبت المجتمع الدولي أنه ومنظماته، يشبهون هذه الدولة ولم يتمكنوا من تجنيب البلد ما وصل إليه.

الكلام الذي واظبت كلارك وغوتيرس على ترداده عن «خوف انفجار المجتمعات المضيفة» يطرح تساؤلات عدة؛ أين كان المجتمع الدولي خلال السنوات الثلاث التي مضت؟ لماذا تأخر تحركه إلى اليوم؟ ولماذا يتقاعس عن تقديم التمويل الكافي لدعم دولةٍ يُعرف عنها فشلها؟ كلارك، التي أتت في زيارتها الأولى إلى لبنان، لم تقدّم أجوبة مقنعة، وهي لا تمثّل نفسها ومنظمتها فقط، بل يمكن اعتبارها نموذجاً واضحاً عن كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة السورية وتبعاتها.

«منذ بدء الأحداث في سوريا في آذار 2011 وحتى نهاية الـ 2012، اعتقد المجتمع الدولي أن ما يحصل هو أزمة قصيرة الأمد، وبالتالي لم يتعامل معها على أنها أزمة لاجئين»، تقول كلارك. هذا يعني أن المجتمع الدولي تعامل مع الموضوع كما فعلت الدولة اللبنانية، أي آلاف اللاجئين لمدة أشهر معدودة. تضيف: «مع فشل محادثات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، أدرك المجتمع الدولي أنها ليست أزمة عابرة، وتأثيرها على لبنان والأردن سيصبح خطيراً جداً». آنذاك بدأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع البنك الدولي بدراسة تأثيرات الأزمة وبناء معالجة تنموية لاحتواء الأزمة. زيارة كلارك وغوتيرس كان هدفها الرئيسي الاطلاع على أوضاع المجتمعات المضيفة بسبب المخاوف التي برزت أخيراً، أي إن ما كانت المنظمات تحذّر منه وقع، وهذا يعني أن هناك خللاً وتقصيراً واضحاً بإدارة الملف، يقع أساساً على المجتمع الدولي، وهو ما أكّده الاثنان عندما أعلنا أن «تبعات الأزمة السورية لا يتحملها لبنان فقط، بل على المجتمع الدولي أن يتحرك بجدية للحفاظ على استقرار لبنان ودعمه بمواجهة هذا العبء الهائل الذي لا يمكن أن تتحمله دولة أخرى».

ما صرّح به غوتيرس خلال جولته عن أن «تقديم المساعدات بالكثافة المطلوبة يعرقله تضارب المصالح السياسية في الأسرة الدولية»، نفته كلارك التي شددت على أنه «لا شروط سياسية على التمويل»، لتعود وتنتقد عدم اهتمام دول الخليج بلبنان، إذ «سيكون من الجيد أن نرى دول الخليج تدعم لبنان أكثر، مثلما تفعل مع الأردن».
اجتماع الأمس الذي جمع كلارك وغوتيرس باللجنة الوزارية المكلّفة متابعة ملف اللاجئين السوريين لم يكن هادئاً. توافقت نظرة اللجنة مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، فيما احتدم الصراع مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، إذ «كانت كلارك ممتازة وأدركت أن لبنان لا تعالج مشكلته إلا عبر التنمية، أمّا الكلام مع مفوّض اللاجئين فأخذ منحى حاداً»، يؤكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس. طرحت الحكومة أوراقها بجرأة: لن نقبل لاجئين جدداً إلا لأسباب إنسانية، وكل من يذهب إلى سوريا تنزع عنه صفة «النزوح»، كذلك يجب إعادة تقويم من تنطبق عليهم صفة النازحين عبر تبادل المعلومات مع المفوضية وهو ما أصرّ عليه وزير الخارجية جبران باسيل، وفق درباس، بتأكيد حق الدولة في الحصول على هذه المعلومات. إضافة إلى ذلك، حضر نقاش المخيمات بقوة، وكان للحكومة موقف صارم بهذا الصدد: «بمعزل عن رأي المفوضية، سواء وافقت أو لم توافق، سنذهب في خيار إقامة مخيمات تجريبية في المنطقة العازلة. لك الحق في التحفظ ولكننا دولة لها سيادتها»، هذا ما قاله درباس حرفياً لغوتيرس.
كشف درباس أيضاً أن هذه المخيمات لن تكون إجبارية، أي إنه لن يُجبَر أي لاجئ على الإقامة فيها، بل تُقدَّم طلبات! مضيفاً: «لن نطلب تمويلاً من المفوضية ولا مساعدة، سنحاول أن نحصل على التمويل من الدول العربية، وفي ما بعد إذا أرادت المفوضية أن تساعد، يكون ذلك جيداً».
لم يُرضِ المفوّض ما طرحته اللجنة، إذ رأى أن المعيار الجغرافي الذي اعتمدته الحكومة، عبر استقبال اللاجئين من المناطق القريبة فقط، غير سليم، وإقامة مخيمات بين الحدود هو أمر خطير جداً. لكنه عاد ليؤكد أن «الحكومة لها الحق في استخدام أراضيها كما تشاء ضمن سيادتها، ونحن على استعداد لمناقشة الأمر معها»، موافقاً على نزع صفة اللجوء عمّن يذهب إلى سوريا وإعطاء المعلومات للحكومة. ونقل درباس عن رئيس الحكومة تمام سلام، قوله للمفوض أنه «مهما كانت المعايير المطروحة، فهناك معيار لبناني نحتذي به. لسنا عنصريين، واستقبلنا اللاجئين بشكل ممتاز، لكننا لم نعد نحتمل».

"الاخبار - ايفا الشوفي"

  • شارك الخبر