hit counter script

أخبار محليّة

قزي من القاهرة: نريد حقوقا للشعوب العربية وإنقاذ عالمنا لا يكون بتحرير الأرض فقط

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 18:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ألقى وزير العمل سجعان قزي اليوم، كلمة لبنان أمام "مؤتمر العمل العربي" المنعقد في القاهرة في دورته ال41، وقال فيها: "أتيت إلى هنا من لبنان من بلد لا رئيس للجمهورية فيه، ينتظر الإفراج عن ديموقراطيته واستقلاله وسيادته من أجل أن يكون هناك رئيس يقوم بدور المدافع عن قضايا وطنه والعرب، وعن قضية فلسطين، وعن قضية العدالة، وعن مكافحة الإرهاب. نحن في لبنان نتعرض مثل غزة لإعتداء واجتياح، مع فارق أن الاجتياح على غزة هو اجتياح عدو، بينما الاجتياح على لبنان يتم من قبل أفرقاء عرب ضلوا طريق الدين والقومية فارتدوا على اخوانهم، عوض أن يواجهوا العدو الإسرائيلي".

أضاف: "لقد سررنا جميعا أن ينعقد هذا المؤتمر في مصر، وهو ما يعني أن مصر عادت الى استعادة دورها الريادي في خدمة القضايا العربية، وصدقوني أن عالما عربيا من دون دور مصري يفتقد الى التوازن السياسي والقومي والاقتصادي والعسكري. كيف لا؟ وعلى رأس مصر اليوم، رئيس يعرف حقوق شعبه وحاجات أمته. لقد التقينا به أمس، وكم كان سرورنا بأن نجد أن هناك رئيسا في العالم العربي لا يتحدث في السياسة فقط، إنما في قضايا الشعوب الاجتماعية والعمل والبطالة، ويدرك بالأرقام كل مشاكل العالم العربي".

وتابع: "نحتاج إلى العناية بالقضايا الاجتماعية والعمالية، فصحيح أن هناك أسبابا عقائدية ودينية وسياسية وراء انتفاضات الشعوب، لكن لو كان هناك رخاء وازدهار وبحبوحة في عالمنا العربي لما وقعنا في ما وقعنا فيه من ثورات ضلت الطريق في غالب الأحيان فحولت الربيع إلى خريف".

وأردف: "نحن نريد حقوقا للشعوب العربية لا هبات، فالشعوب تريد حق الحرية والعمل والعلم، وهذه أمور إن توافرت أنقذنا دولنا ومجتمعاتنا. وعلينا أن نختار بين حق الولادات وحق العمل، بين الغنى والفقر، بين النمو السكاني الفائض ونمو فرص العمل الناقص. كما يجب أن نختار بين استراتيجية الوصول إلى التقدم وبين استراتيجية العودة إلى الوراء".

ولفت إلى أن "العالم العربي يشكو بحسب الأرقام التي قدمها سعادة الوزير أحمد محمد لقمان الي الرئيس المصري أمس من نسبة بطالة تقدر ب22% من الشباب و54% من النساء"، وقال: "هذه هي الجريمة الحقيقية والقضية التي تستحق أن نجند أنفسنا للدفاع عن العمل والتخفيف من البطالة. نحن في لبنان لدينا 20 % بطالة، من بينها 35% من خريجي الجامعات والأجيال الجديدة، وذلك في وطن لا يتعدى سكانه الأربعة ملايين نسمة، ويعيش عل أرضه مليون ونصف مليون نازح شقيق سوري، ونصف مليون شقيق فلسطيني، نحن نرحب بكل عربي يأتي الى لبنان، لكن لبنان لا يستطيع أن يتحمل، وليست لديه الثروات الكبيرة لتحمل هذا العدد من دون مساعدة عربية ودولية".

أضاف: "لبنان مفتوح أمام كل شقيق يأتي إليه، وهذا واجبنا. كان واجبنا عام 1942 أن نستقبل اخواننا الفلسطينيين، وأن ندعم قضيتهم، ولا نزال وسنبقى حتى آخر لحظة. واليوم، نحن مستعدون لأن نستقبل الإخوان السوريين، لكن لا نريد أن ينتقل النازحون السوريون من شقاء تحت القصف في سوريا الى شقاء تحت الخيام في لبنان. نريد أن تتوافر لهم الحياة الكريمة من خلال المساعدات والعودة السريعة الى سوريا".

وتابع: "في سوريا اليوم أماكن آمنة، ومن مع النظام يستطيع أن يعيش فيها. كما هناك مناطق مع المعارضة، وهي كثيرة فيستطيع أن يعيش فيها من هو مع هذه المعارضات، لكن أن يستمر الشعب السوري مشتتا بين لبنان والأردن وتركيا والعراق وبلاد الانتشار في أوروبا وغيرها فهذا يعني ليس سقوط النظام في سوريا، وإنما سقوط القومية السورية والوجود السوري المستقل".

ودعا إلى "دعم هذا التوجه ومساعدة بعضنا البعض"، وقال: "لبنان في قضية العمل رائد في خدمة الحركة العمالية والاقتصادية، فلا ننسى أننا في لبنان أسسنا مقرنا للجمعية العربية للضمان الاجتماعي، وعين على رأسها المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي اللبناني الدكتور محمد كركي. ومنذ شهر عقدت هذه الجمعية مؤتمرها الأول في لبنان تحت عنوان "الإدارة الحديثة لمؤسسات الضمان". ونحن سنستمر في هذا الدرب من أجل تخطيط العمل العربي على أسس حديثة خاصة".

ولفت إلى أن "وزارة العمل في لبنان تمكنت في السنوات الأخيرة، لا سيما هذه السنة من أن تقيم حوارا مع كل وزارات العمل في العالم العربي، وخلقنا في لبنان حوارا مستداما بين مختلف الأطراف من أجل خلق وضع اقتصادي وعمالي مستقر يعوض عن اللااستقرار السياسي والأمني الذي يحول دون الاستقرار الوطني العام".

وشكر مصر على "استضدافة المؤتمر"، مجددا دعوة لبنان الصادقة إلى "استضافة أي دورة لمنظمة العمل العربية في بيروت بالذات، وأن نكون بجانبكم، فإنقاذ العالم العربي لا يكون بتحرير الأرض فقط، إنما بتحرير الإنسان وبإيجاد فرص العمل له".

وتلقى قزي ترحيبا من أعضاء الوفود الذين هنأوه على صراحته في طرح القضايا العربية، ووجهت إليه دعوات من عدد من وزراء العرب لزيارة بلدانهم.

يشار إلى أن قزي يترأس الوفد اللبناني المؤلف من أطراف الإنتاج الثلاثة إلى مؤتمر العمل العربي المنعقد في القاهرة، إضافة الى المدير العام للضمان الاجتماعي محمد كركي ورئيس المجلس الاقتصادي - الاجتماعي روجيه نسناس. 

من جهة ثانية، التقى مستشار الوزير قزي موسى فغالي لجنة دراسة قوانين العمل في وزارة القوى العاملة المصرية، وجرى البحث في قضايا ثنائية.
 

  • شارك الخبر