عقد "المركز الطبي" في الجامعة الأميركية في بيروت و"صندوق تشامبس" (برنامج هشام الحاج للقلوب الشابة وصحة الرياضيين)، برعاية وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي ندوة بعنوان "الموت القلبي الفجائي لدى الرياضيين الشباب"، في قاعة هشام جارودي - مدرسة الحريري للتمريض في الجامعة الأميركية في بيروت، في حضور ممثلين عن وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الأولمبية والإتحادات والأندية الرياضية في لبنان، إضافة الى عدد من الأطباء وأعضاء من الجامعة الأميركية والمركز الطبي.

افتتح الندوة رئيس دائرة طب العائلة الدكتور غسان حمادة والعميد المساعد لبرامج المعلوماتية والتعليم الطبي المستمر في المركز الطبي في الجامعة الأميركية، بمقدمة أكدت "الدور الرائد للمركز الطبي في مناقشة الموضوعات الجديدة التي لها تأثيرها على صحة مجتمعنا".

بعد ذلك، عرض الأستاذ المساعد في القلب والأوعية الدموية وكهرباء القلب في المركز الطبي الدكتور مروان رفعت نسب حصول الموت القلبي الفجائي لدى الرياضيين الشباب والأعباء التي تترتب عليها، فأشار إلى الأسباب "غالبا ما تحدث بسبب عيوب خفية في القلب أو تشوهات يغفل عنها، مثل تضخم عضلة القلب ومتلازمة كيو تي الطويلة".

ثم كانت مداخلة للمعالج الرياضي في قسم الرياضة في الجامعة الأميركية طارق غربال تحدث فيها عن خبرة الجامعة في مركز شارلز هولستر للطلاب خلال السنوات الست الماضية والإجراءات التي اتخذت للحد من ولحماية الرياضيين من أي حوادث صحية مفاجئة. وقال: "نفتخر بأن تكون الجامعة الأميركية في بيروت من أولى الجامعات في لبنان والمنطقة بفرض الفحص الطبي الإلزامي والمسبق لأي طالب يريد الإنتساب إلى أي من الفرق الرياضية في الجامعة، بما في ذلك فحص القلب وتخطيط القلب الكهربائي".

وأكد "أهمية أن تكون الأندية الرياضية مجهزة بالمعدات والإسعافات الأولية اللازمة وبطاقم مدرب على استخدامها".

من جهتها، تحدثت أستاذة طب العائلة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية الدكتورة منى عثمان الحاج ومؤسسة صندوق تشامبس (CHAMPS Fund) عن الخطوات الرئيسية التي يجب تحقيقها لتوفير بيئة آمنة للرياضيين الشباب.

ودعت الى "جعل الفحص الطبي الدوري إلزاميا لجميع الرياضيين في لبنان".

أما البروفسور في امراض القلب ونائب رئيس المركز الطبي في الجامعة الاميركية زياد غزال فلفت الى أن "المركز الطبي علم على تطوير برامج ومبادرات تعمل على تحسين صحة مجتمعاتنا، وندوة اليوم وصندوق تشامبس خير دليل على هذا الإلتزام".

بدوره، نوه الحناوي ب"جهود المركز الطبي وصندوق تشامبس لتسليط الضوء على هذه الحالة". وقال: "علينا جميعا العمل يدا بيد لوضع الضوابط والإجراءات اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة، إيجاد الموراد المادية المطلوبة لتأمين المعدات الطبية اللازمة للجميع وأخيرا العمل على تدريب الطواقم البشرية لتكتمل العملية".

وأكد استعداده واستعداد الوزارة "للمساهمة ضمن الامكانيات المتاحة للمساعدة في تحقيق الاهداف المرجوة".

بعد ذلك، ناقش الحضور الطروحات المقدمة وكيفية تطبيقها آخذين بالإعتبار الكلفة المطلوبة والميزانيات المحدودة. وقدم صندوق تشامبس عددا من الحلول أبرزها إحدى المبادرات التي يعمل الصندوق بالتعاون مع وزارة الصحة العامة لتوفيرها وهي إمكانية القيام بالكشف الطبي للرياضيين الشباب بكلفة معقولة ضمن مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة للوزارة.

واتفق المجتمعون على "تشكيل فرق عمل بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وزارة الصحة العامة، وزارة التربية والتعليم العالي واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية الرياضية لمتابعة الاقتراحات المختلفة المقدمة التي تم التوصل إليها".

وشملت المقترحات "جعل الكشف الطبي قبل المشاركة في الأندية الرياضية، بما في ذلك فحص القلب، إلزاميا، إيجاد الحلول لجعل آلة مزيل الرجفان الخارجي متوفرة في جميع الملاعب الرياضية وضمان تخفيض تكلفة الآلة، وحصول المدربين الرياضيين على شهادة الإنعاش القلبي الرئوي، ورفع الوعي لدى العامة، بناء ثقافة الكشف الطبي الوقائي قبل اللإلتحاق بفريق، والوقاية من الموت القلبي الفجائي في المجتمع الرياضي".

وأعلن صندوق تشامبس أنه سينظم حملة "العودة إلى المدارس، فحص القلب المجاني" ما بين 17 الحالي و30 تشرين الثاني المقبل، والتي سيتمكن من خلالها طلاب المدارس والجامعات الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و24 والذين يخططون للدخول في فرق رياضية الحصول على استشارة طبية مجانية تتضمن كشفا طبيا من قبل طبيب، فحص ضغط الدم وتخطيط القلب".

وأشار الى أن "الفحوصات ستكون متاحة كل يوم أربعاء وسبت بناء على مواعيد مسبقة"، داعيا الراغبين في مزيد من المعلومات أو الحجز "الاتصال بالمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على الرقم 01-350000 مقسم 3000".