عند تعقّد أي مشكلة أمنية في البلد، تتّجه الأنظار الى رجل المهمّات الصعبة، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. فالى دخوله وسيطاً في بعض الاشكالات التي كانت تقع بين الأحزاب الفاعلة عسكرياً، وتبقى بعيدة عن الأضواء نسبياً، برز دوره في حلّ مسألتي مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا، الى الحدّ الذي دفع باحداهنّ بوصفه بـ"العامل في حقل الرب".
يشهد كثيرون للواء ابراهيم في قدرته على التفاوض والاقناع والتعاطي بحكمة مع التحديات. كيف لا، وهو الذي يتمتّع بشكبة علاقات واسعة مع قوى وازنة داخلياً وخارجياً، الأمر الذي يسهّل عليه القيام بدور الوسيط، بقرع أي باب يتطلّب ذلك، ولقاء أي مسؤول في أي دولة بحثاً عن حلّ لمعضلة ما.
وما ان وضعت معركة عرسال في بداية آب الماضي أوزارها، ونتج عنها خطف عدد من العسكريين على يد "داعش" و"النصرة"، بدأ الحديث عن امكان اسناد مهمة الافراج عنهم للواء ابراهيم. قبل ذلك، دخل كثر على الخط. حكي عن أحد فعاليات بلدة عرسال مصطفى الحجيري الملقّب بـ"أبو طاقية"، ثم قيل عن وسيط قطري من جنسية سورية، وبعده دخل رئيس الحكومة تمام سلام على خط محاولة الافراج عن المخطوفين، متوجهاً الى قطر لهذه الغاية. لكن في المحصلة تبيّن أن الجميع اصطدموا بشروط الخاطفين التعجيزية. الى أن أعلن أنه جرى توكيل ابراهيم بهذا الملف.
وفي معلومات خاصة بموقع "ليبانون فايلز"، فان ابراهيم الذي بقي في الدوحة للقاء الرئيس التركي الذي يزور قطر لنفس الغاية، في ظل وجود 46 رهينة تركية في أيدي الخاطفين أنفسهم، يحضّر رزمة أفكار سيناقشها مع مسؤولي جهاز أمن الدولة القطري، الذي كلّف من أمير قطر لمتابعة الملف، وهناك حديث عن نتائج ايجابية قريباً، قد لا تفرج عن العسكريين سريعاً، لكنها ستقود الى انفراجات متتالية، وصولاً الى اطلاق حرية هؤلاء.
لا شك ان نجاحات ابراهيم تؤشر الى ان أدواراً كبرى تنتظر الرجل، كما تنتظره ، على الارجح، مراكز ومواقع يضيف اليها بقدر ما تضيف اليه، ان لم يكن اكثر.