hit counter script

"الموركس دور" و"بياف": فوضى الجوائز وهزلية الضحك الوطني!

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 07:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تكررت أسماءٌ في الحفلين، ولو حصل ثالثٌ ورابع لظلّت تتكرر. لبنان بأسره بدا مُكرَّماً، أضف وجوهاً من العرب والتمدّد العالمي لرفع شأن الجائزة. منافسة مضطربة بين "الموركس دور" بنسختها الـ14 و"بياف" بدورته الخامسة، بالغت في ادعاء أنّ الحياة أقوى من الموت.

ذلك خلقُ مبررات للحفل في المِحن، والتمادي عوض الحداد الوطني، في الزعم أنّ المصيبة واحدة، ولكلٍّ خطابه في التضامن. راحت الخطب تتشابه، وأمسى السهر تطييب خاطر الجيش بالجاهز من الجُمل. البعض ربما حقيقي، لسنا في النيات نفضحها، لكنّ شعوراً بالتملّق طغى كأنه لقاء مزايدة. يضخّمون الفخامة، ويُكثِرون إضفاء شرعية على مبادرات في جوهرها فارغة، همّها تبجيل المُكرَّم ونفخ هامته سواء استحقّ التكريم أم فاض عليه لكونه عادياً. تدمع عيونٌ تتأثّر بالنِعم، ويتواصل شُكر الجهة المُكرَّمة على كرمها. أسماءٌ تسرّبت صدَقَ نيلها الجائزة، وأخرى عديمة الموهبة، قدَّمت مُكرَّماً أو كانت مُكرَّمة، كشفت شبكة علاقات تكفل حضور البعض بغرض إضفاء "الهيبة".
تحذّر بولا يعقوبيان، مقدّمة سهرة "الموركس" ("المستقبل")، بأنّ إكثار القُبل قد يُفسِد المكياج المُكثَّف، وتحرص مع ميشال قزّي، المُوكل مهمّته من مصباح الأحدب، على افتعال المزاح ليحلو السهر. الثالثة بعد منتصف الليل، والحفل مستمرٌ (بدأ الثامنة والنصف مساء!) لكون الفوضى مسيطرة. كان ظنٌ بأنّ توزيع الجوائز قد يدوم الى الأبد. لولا خلافات الأخوين فادي وزاهي الحلو، مع بعض الجهات والأسماء، وقرار جهات وأسماء الانسحاب من الجائزة، لكُرِّم في آخر السهرة من كان كُرِّم في بدايتها! دروع تكريمية للوزارات راعية الحفل، لأنها قامت بدورها في رعايته. ثم ينال الوزير درعاً تكريمية ثانية من السهرة المُنافِسة! لمَ الاستهجان، ما دام تامر حسني هو الآخر نال درعاً؟ وإن سألت عن السبب أتاك مُضحِكاً: "لانتشاره العالمي(!)". نال "الموركس" أيضاً، وفاته إهداء الجائزتين الى كلّ مصري لم يشاهده بسبب انقطاع الكهرباء في أرجاء أمّ الدنيا.
استبقت "المستقبل" الاحتفال "الضخم" (إخراج باسم كريستو) باستعدادات بيّنت سعادة المشاهير على "السجادة الحمراء". "أم تي في" مهّدت لـ"البياف" بالسيناريو عينه، مضبوطاً بعض الشيء من الفوضى وفتح المنابر لتصدير المواقف. "بياف" من تقديم ناديا بساط ومحمد قيس، جميلٌ فيه ليلُ بيروت بكاميرا كميل طانيوس، وأضواؤها ووحدتها. إقامة الحفل على واجهة بيروت البحرية قرّبه من مُشاهد ملّ صالة السفراء في كازينو لبنان حيث كلّ المناسبات. سوى ذلك مُتوقَّع: إكثار الشكر، ومديح مؤسسة الجيش، والتذكير بأن لبنان "بلد الفرح والأمل". ليت ذلك ليس مُخدِّراً يضرب العقل، فلا يتساءل عن تسلية تُقام على رغم الرؤوس المقطوعة. لو مسَّ "النجم" ضيماً، لاعتذر عن المشاركة، أما والوطن في فجيعته، فيحضر زاعماً أنّ "أحداً لن ينال من لبنان"، ومتمادياً في التنظير بـ"أرض الثقافة والعيش المشترك".
لا جوائز مقنعة، وغير المقنع ليس قيِّماً. إن نال اسمٌ وعملٌ استحساناً، فهي الجائزة، والتكريم على هذا النحو ليس إضافة. لا تقوِّم "الموركس" أسماء شأنها بذاتها، وعلى رغم ذلك، نلمح استماتة لاقتنائها. "بياف" ردٌ على "الموركس"، حسنته أنّ المُكرَّم هذه الدورة لا يُكرَّم في الدورة المقبلة. تذكُّر وديع الصافي في افتتاح "الموركس" رفعٌ للحفل، واختيار "بياف" وليم حنا وجوزف برباري لتسمية الدورة، حركشةٌ طيّبة في ذاكرة أجيال تربّت على ثنائية القطّ والفأر بشتّى أبعادها.

عن النهار - فاطمة العبدالله

  • شارك الخبر