hit counter script

أخبار محليّة

أحمد الحريري: لا علاقة مع حزب الله خارج الحكومة

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 07:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى أمين عام تيّار «المستقبل» أحمد الحريري، أنّ الحكومة تقوم بما هو مطلوب منها اليوم، في ظلّ هذه الأوضاع السياسية المضطربة، إن في لبنان أو من حولنا. ونحن في تيار «المستقبل» نشدّ على يدها وعلى يد الرئيس تمام سلام، ولنا ملء الثقة بما تقوم به من مسؤوليات جسام في هذه المرحلة، وخصوصاً أنها اتخذت قرارات مهمة في غير ملف شائك، لعلّ أبرزها التعيينات الإدارية التي أعادت ضخ الدم في مؤسسات الدولة.وأشار في حديث شامل لجريدة «الجمهورية»، إلى أن هدفنا من المشاركة في الحكومة كان وضع الأمور في نصابها الذي يؤمّن استمرارية عمل المؤسسات، بدل وضعها في النصاب الذي يعطلها.

والأهم أن يكون هناك حكومة، وظيفتها الأساسية تسيير أمور البلاد والعباد، كي لا نشرّع البلد للفراغ، لأن الوضع كان ليكون مأساوياً، بلا رئيس للجمهورية، وبلا سلطة تنفيذية. وقال، لا شك في أن وجود الحكومة اليوم أكثر من ضرورة، ولا سيما أنها أثبتت أنها خير حكومة في هذه الأيام الصعبة، طالما أنها تضمّ الجميع، وتستوفي كل المواصفات الميثاقية، لإدارة الأزمة، تحت ضوء الدستور، بعيداً عن ظلام الشغور.

وزراء «المستقبل» يؤمّنون الاستقرار

وحول أداء وزراء التيار داخل الحكومة، أشار الحريري الى أن وزراء تيار «المستقبل» يقومون ما بوسعهم، من ضمن الملفات الحساسة التي يتولونها، وقد نجحوا في فرض إيقاعهم على طاولة مجلس الوزراء، وفي الدفاع باتجاه القرارات التي تؤمن المصلحة الوطنية والأمن والاستقرار، إن على صعيد الخطط الأمنية شمالاً وبقاعاً، وفي العاصمة بيروت، أو على صعيد إلغاء وثائق الاتصال ولوائح الإخضاع، ناهيك بالجهد المبذول من أجل التخفيف من تداعيات النزوح السوري على لبنان، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً.

زمن غياب الرئيس الحريري ولّى

وحول زيارة الرئيس سعد الحريري الأخيرة إلى لبنان، أكّد أن الرئيس الحريري لم يزر لبنان، بل عاد إليه، بعد غياب قسري، وفي ظروف استثنائية، على رغم كل الأخطار الأمنية، وهو اليوم خارج لبنان، يتابع الإشراف على تنفيذ هبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز دعماً للقوى العسكرية والأمنية في مواجهة الإرهاب.

وأضاف: «أهم ما في العودة، أن الرئيس الحريري عاد لقيادة تيار الاعتدال في وجه التطرّف الذي لاح في أفق احتلال عرسال من قبل «داعش» وأخواتها، وأنه أعاد التوازن إلى المشهدين الأمني والسياسي، في خضمّ لحظة مفصلية كادت تأخذ البلاد إلى تطورات لا تُحمد عقباها، في ضوء معركة عرسال، وخصوصاً أن العودة كانت مقرونة بالإشراف على هبة المليار الدولار المقدّمة من خادم الحرمين الشريفين».

وأعلن أنّ زمن الغياب القسري للرئيس الحريري قد ولّى، والعودة أعطت التيار إندفاعة جديدة، ليستمر في دوره الوطني، كخط الدفاع الأول عن الدولة، في وجه كل المحاولات للنيل منها، وخصوصاً أنها عودة مقرونة بالعمل على الوقوف إلى جانب أهلنا في عرسال وطرابلس وعكّار وكل الشمال، ودعم كل المناطق التي تتعرّض للتحريض والافتراء.

«14 آذار» مستعدة للتسوية الرئاسية

وعن أفق نجاح مبادرة «14 آذار» حول الاستحقاق الرئاسي، قال الحريري: عامل نجاحها من عدمه مرتبط بقرار فريق «8 آذار» الذي لا يبدو أن لديه أي نية لإنهاء الشغور الرئاسي، وتعزيز موقع رئاسة الجمهورية، على قاعدة التراجع خطوة إلى الوراء من أجل التقدّم خطوتين إلى الأمام، على نحو ما تفعل قوى «14 آذار» التي أعلنت عن استعدادها للذهاب إلى «تسوية وطنية» لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

ويأسف الحريري أنه كلما فتح تيار «المستقبل» و»14 آذار» باباً للتسوية من أجل إنقاذ لبنان، سارع فريق «8 آذار» إلى إقفاله، تارةً بطروحات رئاسية لا حياة لها، ما دامت مفصّلة على مقاسات شخصية، وطوراً بمنطق لا منطق له.

لذا، يقول الحريري، بات لزاماً على أفرقاء «8 آذار» أن يقتنعوا أن لا منطق في ما يطرحون، وأن قمة المنطق أن يلاقوا أي مبادرة، أكانت من «14 آذار» أو من غيرها، في منتصف الطريق، بدل أن يتحولوا إلى قطّاع طرق على كل المبادرات لإنقاذ لبنان. وعلى رغم ذلك، يؤكد أن الحوار والتشاور قائم مع «التيار الوطني الحر» تحت سقف الحكومة وخارجها، بما يحقق المصلحة الوطنية، من دون أي التزامات سياسية.

واذ أمل أن ينجز الإستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، أشار إلى أن تطورات المنطقة تدفع إلى القول إن الملف اللبناني ليس أولوية اليوم، وإن ما نعيشه من فراغ مرشّح للاستمرار، ناهيك بأن فريق «8 آذار» سيواصل التعطيل.

تيارنا مع «أبغض الحلال»

الا أنه أعلن في الوقت نفسه التزام تيار «المستقبل» خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس الحريري، معتبراً أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي يزيل كل العوائق من أمام إنجاز الإستحقاق النيابي، أما خلاف ذلك، فمعناه أننا ندور في حلقة مفرغة عنوانها إنسداد الأفق السياسي، الأمر الذي لا يشجع على أي خطوة في المجهول. لذا، وبعيداً عن المزايدات، نحن مع التمديد، باعتباره «أبغض الحلال» مرة جديدة، لئلا نصل إلى سيناريو العراق، وبالتالي إدخال البلاد والعباد في فراغ قاتل، يهدد لبنان، كصيغة وكيان.

وفي ردّه على سؤال، وصف الحريري علاقة تيار «المستقبل» بـ«حزب الله» بـ«ربط نزاع» تحت سقف الحكومة حصراً، ولا تتعدى هذا الإطار أبداً. ولمّح إلى أن أي تسوية في المنطقة، وبالتحديد أي تسوية سعودية – إيرانية، من شأنها أن تغيّر نظرة «حزب الله»، وليس نظرة تيار «المستقبل»، لأننا نقف على ضفة الصواب التي تؤمن بالشراكة الوطنية، فيما «حزب الله» هو من أصاب هذه الشراكة في الصميم، باستقوائه بالسلاح، وبإصراره على العزل، ومحاولة إلغائنا سياسياً.

لا وجود لأي بيئة حاضنة لـ«داعش»

وفي ما خصّ قضية المخطوفين العسكريين، أشار الحريري إلى أن موقف تيار «المستقبل» متعاطف مع معاناة أهالي الأسرى العسكريين، وحازم بالثقة بالحكومة، وبدعم الجيش والقوى الأمنية في معركتها ضد الإرهاب.

وقال، نحن نعتبر أن قضية العسكريين الأسرى هي قضية وطنية بامتياز، تستوجب من الجميع القيام بكل الجهود الممكنة لتحريرهم. وجلّ ما نريده أن تنجح الحكومة في تحريرهم، بعيداً عن ترف النقاش في جنس التفاوض أو المقايضة، والذي من شأنه أن يعيد المخطوفين في النعوش، كما عاد الشهيدان علي السيّد وعباس مدلج، لا سمح الله.

ورفض الحريري المزايدة في هذه القضية، لأنّ من المعيب أن نقحم أرواح العسكريين الأسرى في زواريب المزايدات السياسية. كما ندين كل من يسعى إلى الاستثمار في القضية، تخويفاً للناس من «داعش»، لأن لا وجود في لبنان لأي بيئة حاضنة لـ»داعش» وغيرها.

إنماء عكار ليس منّة

وعن الظلم الإنمائي اللاحق بمنطقة عكّار، رأى الحريري أن لعكّار على الدولة حقاً، ونحن في تيار «المستقبل» سنعمل كي يصل هذا الحق إلى العكّاريين. حق عكّار بالإنماء ليس منّة من أحد، إنما هو واجب الدولة تجاه هذه المنطقة التي تستحق كل الاهتمام، لكونها عكّار التي لا يعلو فيها صوت فوق صوت الدولة، ولأنها عكّار التي اعتادت أن تدافع، في كل المحطات، عن لبنان أولاً.

لن تذهب دماء شهداء طرابلس هدراً

وإذ أكد أن طرابلس دائماً في مقدمة الأولويات لدى تيار «المستقبل»، لأنها عاصمة الشمال التي دفعت ثمناً غالياً لجولات العنف التي شهدتها، جراء التآمر الكبير عليها من قبل من انقلب على إرادة أهلها، أعلن المضيّ بتوجيهات الرئيس سعد الحريري، في مسار إعادة طرابلس إلى موقعها الطبيعي، مدينةً للإعتدال وللعيش المشترك، إن عبر الخطة الأمنية، أو إنهاء خطوط التماس ما بين باب التبانة وجبل محسن، أو الجهد المبذول على خط إحقاق العدالة في جريمة مسجدي التقوى والسلام، لأننا لن نسمح أن تذهب دماء شهداء التفجيرين هدراً.

كلّنا تحت سقف قيادة سعد الحريري

وحول علاقة تيار «المستقبل» بباقي الأطراف السياسية في المدينة، أكد الحريري أن لا علاقة مع الرئيس ميقاتي اليوم. أما باقي الأطراف فمنفتحون على الجميع، ولا نقفل بابنا بوجه أحد، ما دام الهدف الأساس هو مصلحة طرابلس.

ونفى الحريري ما يتردد حول خلافات بين بعض قيادات تيار «المستقبل» في طرابلس. وقال، عادةً ما يكون هناك تباين في وجهات النظر، لكنه لا يفسد في «التيار قضية»، لأن الجميع يمارس مهامه تحت سقف قيادة الرئيس سعد الحريري.

  • شارك الخبر