hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - دنيز عطالله

المسيحيون وفحص الدم

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حين وقف النائب في الكونغرس الاميركي تيد كروز في مؤتمر "الدفاع عن مسيحيي الشرق" ليدعو المسيحيين للوقوف"إلى جانب اليهود وإسرائيل في الصراع ضد الإرهاب"، علت صيحات الاستهجان وانسحب عدد من المشاركين قبل ان ينسحب كروز نفسه، حين وجد انه يتوجه الى الجمهور الخطأ.
هي حادثة تفصيلية، قد تحصل في اي مؤتمر، بأن ينسحب معترضون على كلام يُلقى على المنبر ويجافي قناعات معظم الحضور، او يستفزهم. كما يحصل ان يغادر احد المتكلمين بعد ان تصله اعتراضات الحضور ورفضهم لطروحاته.
لكن قسما كبيرا من وسائل الاعلام، المحلية والعربية والغربية، تناسى المؤتمر، غضّ الطرف عن موضوعه، غفل عن معاناة الشرق، بمسيحييه ومسلميه، ولم يتوقف الا عند هذه الحادثة.
انطلق منها ليمر على المؤتمر وقضيته وفراغ الشرق من مسيحييه. واكثر ما تم التركيز عليه انسحاب البطريرك غريغوريوس لحام واستهجانه لكلام كروز وانسحاب مطارنة ورجال دين آخرين.
لم يكن كل من ركّز على هذه الحادثة اصحاب نوايا سيئة. لكن تبقى الخلاصة نفسها. فالمسيحيون يخضعون دائما الى فحص دم وطني، خصوصا في نظرتهم وعلاقتهم باسرائيل. بالتالي ياتي التصفيق والتهليل والتركيز على الانسحابات من منطلق ثبوت الوطنية. نجحوا اذا هذه المرة. نجحوا واثبتوا انهم لا يرضون باي تعاون او تحالف مع اسرائيل. لكن الاكيد انها لم تكن المرة الاولى، ولن يكون فحص الدم الاخير.
صحيح ان قسما من المسيحيين تحالف "مع الشيطان" يوما تحت عذر "حماية الوجود". كان تحالف اقليات، سرعان ما ثبُت فشله وانعكاسه القاتل عليهم. تعلموا. اعادوا حساباتهم وقراءتهم. وامضوا سنوات في تكرار فعل الندامة وجلد الذات.
لم يشفع كل ذلك لهم. كما لم يسبق ان شفع لهم حملهم راية العروبة، لا بل اختراعها، اذا جاز التعبير. هنا ايضا يحتاجون الى فحص دم دوري، عند كل ازمة في لبنان او المنطقة، عند كل استحقاق او مطالبة بحماية لبنان وتحييده عن الصراعات، وليس عن قضايا المنطقة.
وكأن مسيحيي لبنان تحت الاختبار الدائم، مفروض عليهم اثبات الوطنية والالتزام ببديهياتها.
وبعدها يسألون عن كيفية حماية مسيحيي الشرق.
 

  • شارك الخبر