لاعب وسط متزن، هادئ واقعي، بعيد عن النجومية الاستعراضية، هذه ابرز صفات طوني كروس القلب النابض في منتخب المانيا.

كروس في خدمة الفريق، دفاعيا وهجوميا، ومرة جديدة اعتمد عليه المدرب يواكيم لوف بشكل مطلق في كأس العالم حيث لم يخيب الظن به وساهم في قيادة «المانشافت» إلى لقب عالمي رابع، فاثبت ومن دون ضجيج وبصرامة المانية انه قطعة لا غنى عنها.

احصائيات كروس تتحدث عن نفسها، فهو من افضل الممررين مع زميله فيليب لام، ونسبة عرضياته مميزة على رغم انه ليس جناحا، كما كانت ارقامه متقدمة من حيث الجري مع الكرة.

الجمهور لا يقدر عادة لاعب الظل خلافا للمدربين الذين يعشقون اللاعب القادر على شغل عدة مراكز ويلتزم التعليمات بحذافيرها. ويقول لوف عنه: «طوني كروس بالنسبة لي هو عنصر بناء بالغ الاهمية. هو لاعب انيق يمتلك التقنية والذكاء«.

وجهه ليس اعلانيا مثل باستيان شفاينشتايغر او سامي خضيرة زميليه في خط الوسط لكن ما يهمه «تفكير المدرب والمحيطين بي، يجب ان يعتبرني المدرب اني لاعب ضروري«.

فورة كروس اكدت المسار التصاعدي لابن الرابعة والعشرين، فكان ريال مدريد الاسباني متابعا لها، وخطف النجم الالماني مباشرة بعد مونديال البرازيل.

نشأ كروس في مدينة غرايفسفالد الواقعة على ضفاف بحر البلطيق، لعب لمدة أربع سنوات في مدرسة التكوين التابعة لنادي هانزا روشتوك قبل أن يلبي في السادسة عشرة دعوة العملاق البافاري. وبعد عام واحد قاد اللاعب الموهوب المنتخب الألماني لاحتلال المركز الثالث خلال نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة في كوريا الجنوبية 2007 حيث نال الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة.

وبعد وقت قصير من ظهوره الأول في البوندسليغا أعير نهاية عام 2009 لمدة سنة ونصف لنادي باير ليفركوزن ليجمع هناك المزيد من الخبرة الكروية. وبعد عودته إلى ميونيخ فاز برفقة العملاق البافاري بكل الألقاب الممكنة بما فيها دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.

وكان كروس (51 مباراة دولية و5 اهداف) حاضرا مع المنتخب الألماني سواء في مونديال جنوب أفريقيا أو في البطولة الأوروبية 2012، لكنه تحول إلى عنصر أساسي ومهم في نهائيات 2014.

صانع اللعب في خطة 4-2-3-1 للوف يبدو لاعبا ضروريا لا يمكن التخلي عنه في التشكيلة الحالية لمنتخب المانيا.