hit counter script

مقالات مختارة - الياس الديري

قرار الحرب وملحقاته...

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

ليس في الإمكان التخمين سلفاً كيف سيكون وضع المنطقة العربيَّة خلال الأيّام المقبلة، وحين تبدأ طائرات الرئيس باراك أوباما بتنفيذ قرار الطحشة الجماعيَّة على "داعش" الإرهاب.
لذا يتحسَّس البعض هنا الحالة اللبنانية البائسة، وخصوصاً لجهة الفراغ الرئاسي المتخذ على المستويين الشخصاني محليَّاً، والمرتبطة حلحلته بقرار إقليمي... على ما تقول الوقائع اللبنانية اليومية، والمدعومة بفناجين عرّافات دلفي.
كميَّة القلق في هذه المرحلة لدى بعض المرجعيات طافحٌ كيلها. ومَنْ لديه أي سؤال في هذا الخصوص عليه مراجعة آراء النائب وليد جنبلاط، حيث يلمس حجم الأخطار والمخاوف نتيجة وجود لبنان المعطَّل في قلب العاصفة، وما حصل في عرسال ومحيطها، وما نتج منه من رواسب خطف الجنود، والتهديدات التي لا تزال وطأتها سارية المفعول.
الفراغ الرئاسي تكاد ذيوله وتداعياته أن تفرط الاقتصاد الوطني، وتودي بالدولة ومؤسّساتها المجمّدة في داهية الانهيار الشامل، والذي لم يعرف مثله اللبنانيّون حتى خلال الحروب القذرة التي ولَّدتها بوسطة عين الرمانة.
لكنّ المعنيّين مباشرة بأمر الاستحقاق، والذين يحولون دون إطلاق سراحه وسراح البلد المكربج، لا يجدون مضاضة في القول "خلّي يصير اللي بدّو يصير".
لهذه الأسباب والوقائع تجد وليد بك، كأم الصبي تماماً، حاملاً مع الهم الكبير سراج ديوجين في جولات متواصلة على قلّة من المرجعيات التي يعتقد انها لا تزال حريصة على هذا اللبنان وما يمثّل... وكيف يمثِّل به أصحاب الشهوات الرئاسيَّة.
ثقة اللبنانيين ومعظم الشعوب والمرجعيات العربيَّة بالسياسة الأميركية بصورة عامّة شبه مفقودة، فكيف اذا كانت هذه السياسة الدائمة الاهتزاز في رعاية الرئيس باراك أوباما، المشهور عنه أنه يتخذ قراراً في الصباح ليتراجع عنه قبل المساء، وأحياناً قبل ان يجفّ حبره؟
وهذه المرّة القرار يستهدف تنظيم "داعش" الذي لا يتورَّع عن قطع رؤوس الأبرياء أمام كاميرا تلفزيونيَّة، فماذا وكيف ستكون ردود الفعل والانعكاسات اذا لم تتمكَّن الطائرات المتفوِّقة جداً من دحر ظاهرة "داعش" التي لا تعدم من يدعهمها ويؤيدها ويأخذ بيدها؟ والدول والجهات المعنيَّة هنا معروفة على المستويين الاقليمي والدولي.
إلا أن من يشرب النهر لا يغصُّ بالساقية، على ما يبدو...
المحلِّلون المتابعون بدقَّة ودراية لا يخفون خوفهم من حصول مفاجآت غير سارة ميدانياً، وحين تنزل الجيوش الى ساحات الوغى. إذ ان الطائرات لا تستطيع وحدها أن تلاحق ارهابيين بالألوف لا بالعشرات، وعلى امتداد جغرافيا تبلغ مئة ألف كيلومتر مربع كما يُنشر ويُذاع.
هنا، تبرز الحاجة الملحَّة الى رئيس للجمهورية اللبنانية.

  • شارك الخبر