hit counter script

خاص - ملاك عقيل

حين نطق "الشيخ"...

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 05:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

منذ مغادرته لبنان ليتابع تفاصيل توزيع هبة المليار دولار على الأجهزة العسكرية والأمنية، خلا "تويتر" من أي تعليق هام يعوّض غياب "الشيخ" عن السمع. مرّة أبرق الى الرئيس العراقي فؤاد معصوم والى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مهنئا، ومرّة أبرق الى رئيس الوزراء التركي داوود اوغلو مهنئا. ويوم الثلاثاء، وبعد إصداره بيانا عن الخطف والخطف المضاد، كتب على "تويتر" قائلا "لا مخرج إلا بالتضامن مع الجيش وقرار الدولة".
ما عدا ذلك، لم يرصد الحريري يقوم بعمل ما من أجل إنقاذ الجمهورية من نكبتها. نشرت له بعض صور "سلفي" مع أمراء سعوديين، وغير ذلك، لم يفهم أحد، حتى فريقه السياسي لماذا اختفى رئيس الحكومة الأسبق، وأين أراضيه، وما هو مصير المليار ومصير عودته واستقراره نهائيا في لبنان. طوال الفترة الماضية لم تستفزّه بشاعة قطع رأس جنديين في الجيش اللبناني الى درجة دفعه الى العودة مجددا الى بيروت، أو إصدار بيان يخفّف أقلّه من هول الكارثة والصدمة على أهالي العسكريين المفجوعين.
لم ينطق سعد الحريري إلا حين أصبح أهل سعدنايل على الطرقات. ومن هذا الباب دان العودة الى التحريض المذهبي، والحملة المركّزة على عرسال وأهلها وتقارير التحريض على طرابلس وعكار والنفخ في رماد البحث عن الفتنة.
ما علينا. كثر شكروا "الشيخ" على مبادرته في دقّ جرس الإنذار، وإن متأخّرا. لكن طبعا، لا أحد يتوقّع من اي مسوؤل اليوم ان "يشيل الزير من البير".
عمليا، وفعليا، يبدو الشيخ مصطفى الحجيري هو "منقذ الجمهورية". يأخذ مكان الحكومة، والقوى الامنية، وسعد الحريري في طمأنة الأهالي على أبنائهم، داعسا فوق ما يسمّى هيبة دولة. يحشر الشيخ الحجيري، صاحب الملف الدسم لدى الأجهزة الأمنية، الجميع في الزاوية.
ففي مقابل تبريده لقلب الأهالي، يروّج دعائيا للطف وسعة صدر "جبهة النصرة" في استقبال ضيوف في الجرود والقيام بالواجب تجاههم، وينصبّ نفسه حاكما بأمره على خط عرسال- الجرد، من دون أن يعرف إذا ما كانت خطوته منسّقة مع الحكومة اللبنانية، وهنا الطامة الكبرى. الفضيحة قائمة، إن حصل هذا التنسيق، أو لم يحصل.
كشفت تطوّرات الأشهر الماضية أنه مع انعقاد المجلس الاعلى للدفاع، أو من دون انعقاده بسبب عدم وجود رئيس جمهورية، مع اجتماعات وزارية تعقد "على كعب" وقوع المصيبة أو بعدها بإيام، مع نداء استثنائي لرئيس الحكومة أو من دونه، مع ظهور الشيخ سعد أو باختفائه، مع خلية أزمة أو من دونها... ثمّة وقائع عاصية على التغيير، على رأسها عدم تلمّس الحسم في لهجة قائدي سفينة الثقوب الكبيرة.
على خط مواز، لا يبدو أي من نوع النداءات إن من رئيس الحكومة تمام سلام، أو المبادرات كتلك التي اطلقها الرئيس ميشال سليمان تفي بالغرض. كثر انتقدوا تمسّك سليمان المستمر بإعلان بعبدا كوصفة تلائم متطلّبات الواقع. هؤلاء يتساءلون كيف يمكن تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية بعد إن أصبح الارهابيون على أرضه؟ كيف ينفع النأي بالنفس عن إرهابيين يحتلّون أرضا لبنانية بحكم الجغرافيا والبيئة الحاضنة، ويضعون السيوف حول أعناق عسكريين لبنانيين؟ هؤلاء أيضا يؤكّدون "بعد غزوة عرسال... سقط إعلان بعبدا".

  • شارك الخبر