hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - نادر حجاز

ما أحوجنا الى "ابو ملحم"

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 05:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استحق بجدارة محبة اللبنانيين والسياسيين جميعاً على اختلاف انتماءاتهم، حتى ان البعض لم يتردد بترشيحه لرئاسة الجمهورية. بساطته العفوية الجميلة دخلت الى يوميات اللبنانيين، واحتلت صفحات الفايسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي، احياناً ممازحة واحيانا اخرى انتقاداً لاذعاً، وبكلتا الحالتين نجح وزير الداخلية السابق مروان شربل بالنزول من عرش المسؤولية الى مستوى الناس. حتى انه نافس أديب حداد منتزعاً منه لقباً محبباً لدى جميع اللبنانيين، وتحوّل الى "أبو ملحم" عهده الحكومي، محوِّلا من كل مشكلة على ضخامتها الى مشروع حلٍّ، على الطريقة اللبنانية القروية ... "بكرا بيبوسو شوارب بعض".
لمع نجمه اثر اختطاف الحجاج اللبنانيين في أعزاز وتداعيات هذه العملية لا سيما عمليات الخطف التي قام بها آل المقداد. يومها اشتغلت محركات شربل، نزل الى الشارع مرارا، خاطب الناس، حتى انه توجه الى الخاطفين مرارا بدعوات ومناشدات. عقد عددا كبيرا جدا من المؤتمرات الصحافية مواكبة لقضية "أعزاز"، وذهب الى تركيا وقطر مرات عدة، في محاولات جادة للوصول الى اي بارقة امل.
تحوّل شربل الى ظاهرة غريبة في تاريخ السياسة اللبنانية، رغم كل ما تحمّله تحت وطأة الانهيار الامني الذي شهده البلد آنذاك من طرابلس الى صيدا والبقاع. حتى انه لم يتردد ان ينزل شخصيا الى ساحة الشهداء والوقوف بين تظاهرتين مؤيدة ومناهضة للثورة السورية، موجهاً دعوة للمصالحة والوقوف صفاً واحداً.
حينها لم يفهم اللبنانيون وزير داخليتهم كفاية، فأكثروا من الضحك ولم ينصفوا الرجل الذي خدم مسؤوليته بكل اخلاص وبعيداً عن "العنتريات"، ودموعه اثناء مغادرته وزارة الداخلية كانت خير شاهدة على طيبته وطينته الصادقة.
واما اليوم وفي ظل التطورات الامنية الخطيرة التي يشهدها البلد، وعودة مسلسل الخطف والخطف المتبادل، والغياب الرسمي عن وجع الناس، وابتعاد المسؤولين عن الشارع ومطالبه، فلا يواسون اهل شهيد بزيارة ولا ينزلون الى تظاهرات تقودها امهات الشهداء، ولا يركبون اول طائرة لمتابعة قضية ابنائهم المخطوفين، ولا يقومون بأي خطوة معنوية ولو رمزية تخفف من احتقان الناس ... فما احوجنا الى "ابو ملحم" يرد على هاتفه متى طلبته، يطلّ يومياً لطمأنة الموجوعين، حتى ولو بالكلمة الطيبة فقط...
ففي ظل غياب القول والفعل، مغفورة لمروان شربل كل اخطائه اللغوية والانشائية، فالسكوت الرسمي المعيب علّمنا ان "ابو ملحم" كان على حق بان "الكلمة الطيبة ما بتشبّع، بس بتطيّب المنافس".

  • شارك الخبر