hit counter script

خاص - ملاك عقيل

عن الذبح الذي لن يتوقف...

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 06:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

باتت ملامح الدولة المسؤولة والناضجة تُلملَم فتاتا من مواقف رجالات المرحلة أمثال والديّ الشهيدين العريف علي السيّد والجندي عباس مدلج. هنا، وليس في أي مكان آخر، تجد من يليق به تحمّل المسؤولية الوطنية. من يتصرّف، ويقول، ويوجّه بما يحفظ ورقة التوت الحاضنة لما يقال عن هيبة وسيادة وقرار كبير بمنع الفتنة المدمّرة.

 في المقلب الرسمي، لا تتصيّد سوى إخفاقات بالجملة. من رأس الدولة المقطوع، بإرادة الداخل قبل الخارج، الى اجتماعات تمرير الوقت والندب في السرايا، وصولا الى شعور كثيرين بأن "داعش" قد تكون معذورة: وهل من دولة أصلا لتفاوضها؟!

ساءت الأمور كثيرا الى حدّ رفع راية الاستسلام من قبل البعض. وتصبح الأمور بالغة التعقيد حين نتساءل "هل من مقوّمات دولة أصلا لتقف بوجه هذا الوحش البشري؟". هذا جانب من الأزمة، الجانب الاخر ايحاء البعض بأن لا مشكلة تستحق ايقاف دورة الحياة الطبيعية. لذلك، سيكون طبيعيا أن نشهد على جولات وجولات لا تنتهي ممّن لا يتوقّفون عن ممارسة حبّ الحياة، رغما عن أنف الارهابيين.

لا نعلم اذا في الأمر نقمة، أم نعمة. نقمة عدم استشعار خطورة المرحلة أمام معركة وجودية من هذا النوع، ونعمة عدم الاستسلام للقدر البشع بأن نصبح ضحية سهلة للارهاب.

لكن، فعلا يصبح هذا الأمر تفصيلا أمام هول الآتي. أن ترصد وزيرا "يترقّوص" في إحدى المناسبات، أو نائبا "يخلع" في إحدى السهرات، أو تلفزيونا يغطّي حفلا ضخما يشعرنا بأننا في كان الفرنسية وليس في "خبر كان"... هذه الأمور باتت فعلا هامشية أمام المصيبة الكبرى.

الذبح، على الأرجح، لن يتوقف. الفتنة تقترب وتشتعل. جثامين الشهداء عنوان المرحلة. الخاطفون تسلّقوا أكتافنا، وحاصروا أعناقنا، ودعسوا على ما يقال هيبة... الدولة ضائعة، نفاوض أو لا نفاوض؟ وعلى ماذا؟.

بعد هذا السقوط المريع في فخّ القتلة والمجرمين، لا أحد يستقيل من موقعه. لا أحد يفكّر بالأمر حتّى. لا أحد يعطي جوابا مقنعا لأهالي العسكريين عن سبب تحوّل أعناق فلذات أكبادهم الى بضاعة في مزاد علني بادارة الإرهابيين.

لا نعلم فعلا إذا كان هناك مسؤول واحد في الدولة وضع نفسه مكان بيار وجورج وعلي وعباس وحسين. في المكان الذي تحاط فيه الرقاب بالسيوف في الرحلة المحتّمة نحو الجزّ.

الحكومة بأكثر من رأي. ما يقال داخلها يقال عكسه خارجها. الصمت المطلوب، منّا ومنهم حماية لمسار التفاوض، لم يستدرج حتى الساعة سوى براكين من الدمّ المتفجّر من الأعناق. من فيديوهات لعسكري يجبر على شتمّ قائده. من أشرطة الإذلال الاتية من ما وراء الحدود، وربما من الداخل، من الجرود... حتى الساعة سنكتفي بترقّب ردّ فعل ممّن يفترض أنهم أصحاب المبادرة والفعل. لا خيار آخر للشعب المنكوب بطبقته السياسية العاجزة المملة الكلاسيكية في حرب غير تقليدية... 

  • شارك الخبر