hit counter script

كاهن يرفض مناولة المُستمعين الى المنجّمين

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 07:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

تصدّرت في الآونة الأخيرة تنبؤات المنجّمين الوسائل الاعلامية، ولا سيما المصنّفة ذهبية منها... ليتساءل اللبنانيون هل التسويات السياسية الكبرى يعاون فيها هؤلاء؟ وهل التوقعات التي جاءت على لسانهم في المضمون أو في التوقيت مرّرت رسائل للمواطنين والسياسيين؟ فيما الحقيقة انّ هؤلاء المنجّمين اقتنَصوها من مخابئهم السرية التي بات يعرفها اللبنانيون الحكماء والعقلاء، إنما وللأسف انطلَت على البقية منهم بعد ان بَيّنَت استطلاعات الـ2013 والـ2014 انّ 80 في المئة من الشعب اللبناني يستمع الى تلك التوقعات وينتظرها ويصدّقها على رغم انّ الديانات السماوية مجتمعة حرّمت سماعها وأدانَتها وصَنّفت مُطلقيها.

وقد تفاجأ اللبنانيون بالظهور الذهبي لهؤلاء في هذه الفترة من السنة، في حين انهم كانوا يُتحفون اللبنانيين مرة على رأس السنة، فتسمّر المواطنون على شاشات التلفزة يستمعون مذهولين. والمضحك المبكي انّ قلوبهم تهاوَت من شدة الخوف والريبة بعد توقعات الأول، فيما أفرجَت أساريرهم تنبؤات المنجم الثاني لتصبح مصائرهم وقراراتهم المستقبلية رهينة بيد هؤلاء المنتفعين.

درويش

المطران عصام درويش، راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، قال لـ»الجمهورية» تعليقاً على تلك التوقعات: «لا يمكن لأحد أن يرى المستقبل غير الله»، موضحاً أنّ الكنيسة لا تؤمن بهذه الأمور وتعتبرها تكهّنات من مخيّلات سواسية وغير سليمة.

هي قضايا مخابراتية عالمية مئة في المئة يوحون بها لأشخاص تابعين لهذه الأجهزة». وذكر درويش المؤمنين بسؤال التلاميذ للمسيح «متى ينتهي العالم؟ فأجاب: ليس لكم أن تعرفوا الأوقات والأزمنة التي حدّدها الآب بذات سُلطانه...

أمّا عن وسائل الإعلام المروّجة لتلك الشعوذات، فيعتبرها درويش فريسة سهلة جداً للخبر المثير، متأسّفاً لأنها تبتعد عن رسالة الإعلام التي نؤمن بها. وبالنسبة إلى توقّعات عن «معلولا 2» في لبنان، فيعتبر درويش أنّ هناك مخططاً لتفريغ المنطقة من المسيحيين لاستهدافهم، مُنبّهاً المسلمين بأنّ الشرق بلا مسيحيين ليس شرقاً، وهدف إسرائيل الأكبر تفريغ المسيحيين من الشرق.

كذلك، تحدث المطران درويش عن «الشيطان الذي يحاول دائماً محاربة الكنيسة وأبنائها الذين يقعون ضحية المؤامرة من دون أن يَدروا»، مطالباً العرّافين أن «يَتّقوا الله ولا يبَلبلوا الشعب، فالرسل كانوا منذ القدم يحذّرون المسيحيّين منهم، «وأنا اليوم بدوري أحذّر اللبنانيّين من هؤلاء».

صفحات التواصل الاجتماعي

المواطنون بدورهم كانت لهم تساؤلاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي، فتساءل الراشدون منهم عن مضمون الرسالة التي أراد إيصالها أحد المنجّمين الى النوّاب المتوجّهين الى ساحة النجمة، بأنهم سيكونون عرضة للخطر، فهل يحثّ النوّاب برسالته على الاستمرار في مقاطعة ساحة النجمة وقاعاتها؟ وعدم انتخاب رئيس مثلاً؟ ومَن طلب اليه وسمح له بتخويفهم؟ وهل الرسائل السياسية باتت تُمرّر عبر هؤلاء؟

ومِن التعليقات المنتقدة، تلك التي شكرت أحد المنجّمين لأنه عَلّق الأوسمة للجنود العائدين، حسب تعبيرهم، فجعل النهاية سعيدة بعد الرعب الذي ألحَقه بهم في البداية، لينام اللبنانيون على تعليق الأوسمة وينسوا أنه لم يتنبّأ بخبر واحد يُفرِج قلوبهم.

رحّال

الأب الياس رحّال، خادم رعية سيدة البشارة - طرابلس، أكد أنه لن يناوِل المعترفين في رعيته إذا استمعوا إلى أيّ من المنجّمين، واعتبر أنه من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية لا يوجد شيء إسمه توقّعات، فالروح القدس هو الذي يكشف كل ما هو خير، أمّا الشيطان فهو الذي يكشف كل ما هو شر... يستطيع الله فقط أن يكشف المستقبل إنما... لأنبيائه وللقديسين وليس للمشعوذين.

أمّا الموقف المسيحي الصحيح فيقوم على تسليم الذات بثقة بين يدي العناية الإلهية، في ما يتعلق بالمستقبل، داعياً الشعب اللبناني والمسيحي بالذات، الى الكَفّ عن متابعة المنجّمين خصوصاً بعدما بيّنت الإحصاءات أنّ 80 % من الشعب اللبناني يلاحق التنبؤات، ما يشير الى أنّ الإيمان في لبنان ليس بخير.

وأضاف رحّال: «يجب نَبذ كل أشكال العرافة، مثل اللجوء الى الشيطان أو استحضار الأرواح أو الممارسات الأخرى المفترَض قطعاً أنها تكشف عن المستقبل».ونَبّه من هؤلاء المشعوذين الذين يقرأون المستقبل ويدّعون أنها توقعات، فهي كذب، وتَمرّ على قليلي الإيمان والبُسطاء فقط.

«أمّا هؤلاء المنجّمون والعرّافون، فقد صنّفتهم الكنيسة منذ بداياتها بأنهم أبناء الشيطان وكهنته وعرّافوه، كما كان يحدث في قصور الفراعنة في مصر، أو في بلاد ما بين النهرين في الماضي.

فالمنجّم والعرّاف هما بضاعة الشيطان التي يعرضها على البشر لمعرفة المجهول والمستقبل والمخفيّ، أما الأشخاص الذين ادّعوا أنهم يتنبؤون، فهم عقدوا عهداً مع الشيطان، ويروّجون لِما يأمرهم به، والشيطان لا يفعل سوى الشر والدمار.

وعندما يروّج المنجّم لأخبار، كتلك التي تحدّث عنها منجّم يُعتبَره البعض لامعاً، فهي كانت قائمة سوداء سَطّر فيها الشيطان المخطط الذي يريده على الأرض بمساعدة أتباعه، وهو بذلك يزرع الدمار والحقد والحروب، وهو عدو الله والجنس البشري، فصدّقَه العالم. ولأنهم صدّقوا الكذب، يسمح الله أن تحدث تلك الأمور، بَدل أن يصدّوها بالامتناع عن الاستماع إليها».

وقال: «طلبتُ من أبنائي في الرعية عدم الاستماع الى هؤلاء المنجّمين، وإلّا لن أسمح لهم بالمناولة. وعندما لم يسمعوا، لم تتحقق تأويلاتهم. فديانتنا ليست ديانة العرّافين كما كان في الزمن الماضي».

ولخّص الأب رحال عمل المنجمين بالتالي:

«الشيطان في الدرجة الأولى، ثم الأجهزة الأمنية بواسطة تهديد دول كبيرة تدفع للمنجّمين مقابل الترويج لعمل أمنيّ كبير، ربما ستقوم به في المستقبل».

أمّا بالنسبة الى توقّع معلولا 2 في لبنان، فاعتبر رحّال أنه «مخطط له من قبل الشيطان، وهو يروّج له عبر أتباعه ليجعل المسيحيين يخافون ويهاجرون الى بلد آخر.

وقد رسمَ رسول الشيطان في الفترة الأخيرة على حدّ قوله مشهداً أسود مرعباً عندما روّج لمعلولا 2 في لبنان». وما الأحداث التي تحصل اليوم على الساحة اللبنانية إلّا صوراً سوداء متلازمة لتاريخ تصدّر هؤلاء المنجّمين وسائل الإعلام اللبنانية، وكأنّ الشيطان أراد بذلك إرسال رُسله والرسائل!

كيف نواجه؟

المواجهة تكون بعدم الاستماع، ونَبذ العرّافين والسحَرة، واللجوء الى الصلاة والصوم وقراءة الكتاب المقدس. والويل لأمّة تَبِعَت العرّافين والمنجّمين، لأنّ الله عندئذ سيسمح للشيطان بالتسلّط عليها، لأنها فَضّلت سَماع الكذب ورفضت صوت الله.

مرلين وهبه- الجمهورية

  • شارك الخبر