ذكرت مصادر مواكبة للتفاوض لصحيفة “الحياة” أن “المسؤولين اللبنانيين يدرسون مجموعة خطوات من شأنها تهدئة الأوضاع وتنفيس التشنج في قضية احتجاز العسكريين، ورفد المساعي التي يقوم بها الشيخ مصطفى الحجيري، الذي يتواصل عبر قنوات لم يُفصَح عنها مع “داعش” و”جبهة النصرة”، والذي نشط في الساعات الماضية في محاولة لإطلاق اثنين أو ثلاثة من العسكريين المحتجزين لديهما”.

وإذ انصبت الجهود أول من أمس على إبلاغ الوسطاء، كي يبلغوا الخاطفين، نية الجانب اللبناني اتخاذ إجراءات حسن نية، ما أدى الى تمديد المهلة التي كانت أعلنتها “داعش” السبت الماضي بمعاودة قتل عسكريين إذا لم تُستجب مطالبها، افادت “الحياة” أن “الخطوات التي يعمل على بلورتها الجانب اللبناني تقضي بفرز ملفات الموقوفين والسجناء في سجن رومية الذين بينهم من هو غير متهم بحالات إجرامية، أو أنه من النازحين السوريين وأوقف على حواجز لعدم حمله أوراقاً ثبوتية (كثر غادروا بلادهم من دون هذه الأوراق)، مع اتهامه بصلات مع منظمات، أو من أدلى باعترافات بانتمائه الى منظمات إرهابية بسبب الخوف… وهؤلاء يمكن تسريع محاكمتهم أو إخلاء سبيلهم، وبينهم من أوقفوا على خلفية معارك نهر البارد مع “فتح الإسلام”، وقد يؤدي الحكم عليهم بالسجن بأقل من المدة التي أمضوها في السجن منتظرين المحاكمة فيخلى سبيلهم”.

واعتبرت أوساط رسمية أن “جزءاً كبيراً من هؤلاء بات عبئاً في قلب السجن، ويجري اتصالات مع الخارج من داخله، مع مجموعات مسلحة”. ولفتت الى أن “البحث في فرز ملفات هؤلاء شمل ايضاً ملف الشيخ مصطفى الحجيري الذي ادعى عليه المحقق العسكري قبل أيام في حادثة مقتل الضابط في الجيش بيار بشعلاني السنة الماضية في عرسال نتيجة ورود اسمه في التحقيقات، في ظل معلومات عن أنه كان خارج البلدة عند وقوع الحادث”. اضافت مصادر إن “البحث يجري في معالجة هذا الملف، خصوصاً أن الحجيري يلعب دوراً فائق الإيجابية أدى الى إطلاق 13 عسكرياً حتى الآن ويتابع وساطته مع الخاطفين باندفاع”.

وذكرت “الحياة” أن “الفريق المفاوض حرص على إيصال توجهاته نحو اتخاذ خطوات حسن النية هذه (لا سيما أنه جرى البحث في آليتها مع السلطات القضائية) الى الخاطفين. كما أن دراسة هذه الإجراءات وآلية تطبيقها ستتيح تقديم الاقتراحات العملية للحكومة عند اجتماعها كي تتخذ القرار اللازم في شأن تحقيق المبادلة”.