hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

درويش دشن المركز الصيفي لمطرانية زحلة في عيتنيت

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 15:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 إحتفلت أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك بتدشين المركز الصيفي للمطرانية في بلدة عيتنيت - البقاع الغربي، في حفل اقيم في باحة المطرانية في حضور راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش، نائب رئيس مجلس النواب سابقا ايلي الفرزلي، الوزير السابق سليمان طرابلسي، النائب السابق فيصل الداوود، رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العميد فادي حداد، إمام بلدة مشغرة الشيخ عباس ذيبة، القاضي نقولا منصور، قنصل البرازيل الفخري في لبنان سهام الحاراتي، رئيس بلدية عيتنيت أسعد نجم، الصحافي نصري الصايغ، رؤوساء بلديات القرى المجاورة والمخاتير، الأندية والجمعيات، الكهنة والراهبات وجمهور من ابناء قرى البقاع الغربي ومدعوين.

البداية مع النشيد الوطني ومن ثم كلمة رئيس بلدية عيتنيت أسعد نجم رحب فيها بالحضور وقال: "31 آب 2014 هذا التاريخ هو علامة من علامات الزمن، هو تاريخ سيؤرخ له في عيتنيت وفي منطقتنا العزيزة.
منذ أكثر من ستين سنة أنشأ على هذا العقار المغترب نجيب مراد، الذي انقرضت عائلته في عيتنيت اليوم، مدرسة وأوقفها لمصلحة وقف طائفة الروم الكاثوليك في عيتنيت، مشيدا قربها مدفنا أثريا إكراما لوالديه.
مع بداية السبعينات من القرن الماضي، حولت هذه المدرسة إلى مقر للمخيمات الصيفية بمبادرة من إبن منطقتنا الدكتور نبيه غانم، قبل أن تعصف الأحداث الأليمة بالبلاد ويتوقف أي نشاط تربوي أو ترفيهي في هذا المكان".

وولفت الى أن قرار درويش بجعل مقر الطائفة الصيفي في عيتنين يعود الى أن "عيتنيت هي نموذج مؤلم لجرح الهجرة النازف من الحرمان والإهمال، حتى غدا مغتربو هذه البلدة يشكلون أكثر من تسعة أضعاف سكانها المقيمين في لبنان. وإنشاء هذه الدار هو علامة رجاء وأمل لأبناء هذه البلدة ودعوة للتجذر في هذه الأرض".

وأشار الى أن "هذا الموقع بالذات هو مشرف على حضور الطائفة الشيعية الكريمة جنوبا"، وهو أيضا "محاذ تماما لحضور الطائفة السنية الكريمة شرقا حيث تتقاسم بلدة عيتنيت مع بلدة القرعون مياه البحيرة والسد المنشأ ضمن النطاق العقاري لكل من البلدتين"، كذلك فإن "بلدة عيتنيت تسند ظهرها إلى جبل نيحا - جبل التعايش الدرزي المسيحي".

وألقى درويش كلمة شرح فيها اهمية وجود مركز للمطرانية في البقاع الغربي فقال: "أشكركم جزيل الشكر على تلبيتكم دعوتنا لتدشين مقر المطرانية الصيفي الجديد، وأعرب عن امتناني لكل واحد منكم، رجال دين ودنيا، أصحاب السيادة والفضيلة، وزراء ونواب حاليين وسابقين، رؤساء بلديات ومخاتير وقضاة وأمنيين ورجال أعمال وسيدات وسادة وأصدقاء من كل القرى البقاعية. واحيي بنوع خاص رئيس بلدية عيتنيت السيد أسعد نجم.
أقيم هذا البناء على أرض وقف الروم الكاثوليك في عيتنيت وفي هذه المناسبة أتوجه إلى أبنائنا وبناتنا في هذه البلدة الحبيبة بمحبتي وشكري فهذه المطرانية هي لهم وأنا أعتبر ذاتي ضيفا عندهم".

أضاف: "منذ توليتي مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع كانت فكرة بناء مقر للمطرانية في البقاع الغربي تراودني فوجدت هذه القطعة من الأرض وفيها كتلة من الإسمنت لا حياة ولا روح فيها. وقد راقني هذا الموقع الطبيعي المشرف على بحيرة القرعون وعلى سهل البقاع الجميل، وهو ملتقى لجميع الطوائف والأديان. راقت الفكرة لبعض الأصدقاء ومنهم السيد غسان خوري وشجعوني على البناء. لهؤلاء شكري وامتناني".

وتابع: "لقد أردنا بهذا المشروع أن نؤكد إيماننا بالعيش الواحد، رغم موجة الإرهاب التي تجتاح بعض بلدان العالم العربي. واردنا أن يكون التدشين اليوم لنؤكد بأن وطننا الجميل هو أنتم، هو كل مكونات مجتمعنا، مسيحيين ومسلمين ودروز.
إن منطقة البقاع الغربي تمتعت دوما بالعيش الواحد وبالتآخي بين الجميع، لذلك أحببت هذه المنطقة ولذلك أحببتكم فأنتم دعاة سلام وحوار وتواصل.
وهنا لا بد أن أتذكر معكم من نحيي ذكرى غيابه اليوم، الإمام موسى الصدر، هذا الصوت الصارخ الذي وقف سدا منيعا أمام أصحاب الفتن ليحافظ على وحدة لبنان وعلى العيش المشترك ونذكر كلنا ما قاله في كنيسة الكبوشية في بيروت: "اجتمعنا من أجل الإنسان الذي كانت من أجله الأديان.. والأديان واحدة حيث كانت في خدمة الهدف الواحد: دعوة إلى الله وخدمة للإنسان، وهما وجهان لحقيقة واحدة".

وقال درويش: "ما يحصل اليوم على حدودنا وفي سوريا والعراق من قتل وإرهاب ودمار من قبل جماعات تكفيرية هو اعتداء ليس على المسيحية فحسب ولا على الأقليات بل ايضا على الإسلام وسماحته وهو تسخير للدين وللعزة الإلهية من أجل مصالح دنيوية وشخصية.
لذلك نرى أن أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الشرقية على حق عندما قالوا في بيانهم وبعد زيارتهم التاريخية للعراق: "لكي تتمكن دول الشرق الأوسط من أن تنعم بسلام عادل وشامل ودائم. ينبغي عليها، أن تعمل على فصل الدين عن الدولة وقيام الدولة المدنية".

وختم درويش كلمته موجها الشكر "لكل من ساهم وتعب في بناء المطرانية"، وقال: "في نهاية كلمتي لا بد لي أن أشكر الذين هيأوا هذا الاحتفال، أسرة المطرانية وكهنتها ووكلاء كنيسة عيتنيت وجوقتها ورئيس بلديتها والسيد غسان خوري ورهبان دير عين الجوزة. ولا أنسى أن أشكر المهندس وديع ضاهر الذي أشرف على تنفيذ هذه المطرانية بمجانية كاملة والمهندس حسن يونس الذي تابع يوميا وبتفان أعمال البناء.
أشكر حضوركم المشجع وأتمنى أن يعتبر كل واحد منكم أن يكون هذا الصرح بيتا له وأن يعتبرني أخا وخادما له.
تعالوا نوطد العزم لنكون دعاة حوار وسلام في مجتمعنا، علنا نحقق ما قاله يسوع المخلص لنا في الإنجيل المقدس: "طوبى لفاعلي السلام فإنهم ابناء الله يدعون".

ثم بارك المطران درويش المياه وازاح برفقة رئيس بلدية عيتنيت الستارة عن اللوحة التذكارية، وقطع شريط الإفتتاح وجال الحضور في ارجاء المطرانية.
سبق حفل التدشين قداس احتفالي في كنيسة القديس جاورجيوس في عيتنيت ترأسه المطران درويش بمشاركة لفيف الكهنة وحضور حشد من المؤمنين. 

  • شارك الخبر