استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان في دارته، السيد علي الأمين مترئسا وفدا من العلماء.

وقال الامين بعد اللقاء: "في الظروف العصيبة التي تمر على بلدنا لبنان وعلى المنطقة عموما لا بد وان نهرع فيها ونفزع الى رجالات الاعتدال وفي طليعتهم صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان حفظه الله، قمنا بزيارته واستعرضنا هذه الاحداث الجسام التي تمر على بلدنا لبنان وعلى المنطقة، واخذنا من سماحته جملة من المبادىء في مواجهة هذه الحالة لتنشيط خطاب الاعتدال وتظهيره، وبيان ان ما يمكن ان يشكل رادعا لهذه الظاهرة الخطيرة في منطقتنا هو ان نقوم بكل الوسائل التي تظهر خطاب الاعتدال وتجعل منه ثقافة منتشرة لتبين ضعف حجج التطرف وتبطلها".

واستقبل المفتي المنتخب وفدا من منطقة مشمش في جبيل برئاسة الأب جوزيف دريان الذي قال على الاثر: "باسمي وباسم عائلاتنا في مشمش تقدمنا بصادق التقدير والتهنئة للمفتي دريان بانتخابه سائلين الله ان يوفقه في مسؤولياته الروحية والوطنية الجديدة، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان. وقد سمعنا خطابه الأول بعد انتخابه مفتيا للجمهورية اللبنانية ونحن نرى فيه خارطة طريق في الحفاظ على صورة الإسلام الحقيقية وفي الحفاظ على الثوابت الوطنية التي تتجلى في ثلاثة مبادىء: المبدأ الأول، العيش المشترك الذي هو الانتماء الى مشروع حضاري يلتقي فيه الإسلام والمسيحية برهانا على ان الاخوة بين البشر وأبناء الحضارات والديانات المختلفة ممكنة تاريخيا وان الانسان يحق له الوجود والمشاركة السياسية بعيدا عن أي تصنيف وذلك بحكم انتمائه الى وطن يليق به. المبدأ الثاني: الميثاق الوطني باعتباره خلاصة تاريخ مشترك من تجربة التعايش المسيحي الإسلامي وتكريسا للحرية والمساواة في المشاركة وحفظ التعددية. المبدأ الثالث: الصبغة التي تعتبر تجسيدا لحكمة الميثاق في تنظيم وتحقيق المشاركة الفعلية بين المكونات اللبنانية في النظام السياسي، وقد أتت الصيغة لتعكس التجربة التاريخية التي أثبتت بأن لبنان لا يقوم الا بجناحيه المسلم والمسيحي".

أضاف: "ان لبنان تجربة إنسانية فريدة في هذا العالم، ونحن ككنيسة مارونية لن نحيد ابدا عن هذا الرهان العظيم الذي نعتبره من صميم رسالتنا الوطنية، وأؤمن انكم سوف تظلون يا صاحب السماحة تحثون من دون كلل المسؤولين على ان يجعلوا من هذه التجربة رهانا ناجحا عبر بناء فعلي للدولة القائمة على الميثاق والإنتاجية والتي تضع خير كل مواطن، وتعطي وطننا القاعدة الصلبة لينطلق منها في تحقيق رسالته عملا بقول البابا يوحنا بولس الثاني: "ان لبنان هو اكثر من بلد، انه رسالة، رسالة حرية، رسالة نموذج في التعددية للشرق كما للغرب". وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد".

وقدم الأب جوزيف للمفتي دريان هدية تذكارية عبارة عن أرزة.

والتقى دريان وفدا من المفتين ضم مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس ومفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دله ومفتي بعلبك والهرمل الشيخ خالد الصلح، وتم البحث في الشؤون الاسلامية والوطنية.

كما التقى وفدا من الهيئة الادارية والاستشارية لجمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت برئاسة المهندس محمد مازن شربجي الذي اكد بعد اللقاء "الارتياح العام لدى الطائفة السنية عامة وكافة الطوائف اللبنانية للاجماع حول انتخاب سماحته مفتيا للجمهورية لما يتمتع به من خلق وصفات حميدة وعلوم شرعية وفقهية صافية وخالية من الكدر والاهواء الشخصية، فهو العالم بمقاصد الدين الاسلامي الحنيف وهو العامل على تطبيق الاحكام الشرعية بكثير من الشفافية والورع وهو صاحب باع طويل في العمل المؤسساتي والانساني والاجتماعي والمتبصر بأحوال المسلمين خاصة واللبناننين عامة والساعي دوما الى التلاقي والحوار بين جميع مكونات الوطن. ونحن المقاصديين نتطلع الى تطور ايجابي ونقلة نوعية في مأسسة دار الفتوى وتحديث هيكليتها الادارية وانظمتها المالية وادخال تكنولوجيا المعلومات الى صلب عملها في عهد سماحته واضعين كل امكاناتنا بتصرف صاحب السماحة لما فيه خير الطائفة والوطن".

أضاف: "نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعينه على تحمل الامانة واداء الرسالة بالشكل الذي يرضيه عنه. كما ندعو كافة القيادات الروحية والسياسية الى لمشاركة في حفل تنصيب صاحب السماحة ليشكل عيدا وطنيا جامعا يعيد اللحمة بين كافة ابناء الوطن".

كما دعا شربجي القيادات الوطنية الى "عدم زج الجيش في بازار اللعبة السياسية ودعمه وعدم التشكيك بقدراته والوقوف وراءه لتحصين الامن والاستقرار في الوطن"، مطالبا "مجلس الوزراء مجتمعا بإيلاء القضايا المعيشية والاقتصادية والخدماتية الاهتمام اللازم".

واستقبل دريان وفدا من علماء وادارة جمعية "الفتوة" الاسلامية برئاسة الشيخ زياد الصاحب، مهنئين بانتخابه مفتيا للجمهورية، ومبدين "كل التجاوب لمعاونة سماحته والتعاون معه في شتى المجالات الدينية والمؤسساتية".

وأجرى المفتي المنتخب اتصالا برئيس مجلس النواب نبيه بري اعرب خلاله عن تضامنه في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه.

كما تلقى رسائل تهنئة بانتخابه، من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر الدكتور غيث بن مبارك الكواري، سفير لبنان في بلغاريا فارس عيد، مفتي اوكرانيا الشيخ أحمد تميم ورئيس بلدية السمقانية الشوف خالد حسن هرموش.