hit counter script

أخبار محليّة

سلام: الحكومة تتعامل مع قضية العسكريين المخطوفين باعتبارها اولوية قصوى

الإثنين ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 11:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ألقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام كلمة في السرايا لحكومي لمناسبة الذكرى الرابعة والتسعين لإعلان دولة لبنان الكبير، وقال:

"أرحب بكم في هذا الصرح الوطني، لنحيي معا الذكرى الرابعة والتسعين لإعلان دولة لبنان الكبير، تلبية لمبادرة من السيدة بهية الحريري، المهمومة أبدا بالمصلحة الوطنية العليا، وبكل ما يقرب بين اللبنانيين ويعود بالخير على لبنان".

اضاف: "أربعة وتسعون عاما، والكيان اللبناني صامد، رغم كل المحطات الصعبة التي عبرها منذ أول أيلول من العام ألف وتسعمئة وعشرين حتى اليوم، وكل التحولات الهائلة التي جرت في العقود الماضية في منطقتنا والعالم".

وتابع: "اهتز الكيان الوطني مرارا، ولم يسقط.. مر بكثير من الأزمات والفتن والانقسامات الداخلية.. وقع عليه الكثير من تداعيات الحروب الاقليمية.. إستورد من أزمات الغير ما هو فوق طاقته.. احتلت أرضه جيوش معادية.. تعرض استقراره للخطر مرارا وهجر ابناؤه مرات.. وبقي صلبا ثابتا بحدوده الجغرافية التي رسمت مع إعلان لبنان الكبير..".

وأشار الى انه "منذ اللحظة الأولى لولادته، تحول الكيان اللبناني، بحكم طبيعته وتنوع تركيبته الاجتماعية والثقافية والدينية، إلى واحة مضيئة في محيطه، وفضاء رحب للتعايش بين الديانات، ومساحة فريدة لحرية المعتقد والتعبير، ونقطة تلاق معرفي بين الشرق والغرب". وقال: "هذا الكيان.. الذي صار اسمه الجمهورية اللبنانية، وأرسى الآباء المؤسسون استقلاله لاحقا على صيغة خلاقة سميت الميثاق الوطني.. فتح فسحة إنسانية رحبة وفريدة لأبنائه ولأشقائه، وشق طريقا سريعا نحو الحداثة، ليصير المركز العلمي والثقافي والاقتصادي والسياحي الأول والأنجح في العالم العربي".

اضاف: "قدم الوطن الصغير كذلك، مساهمة جوهرية في الشؤون الاقليمية والعالمية. شارك في تأسيس جامعة الدول العربية، وكان من الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة، ووضع أحد أبنائه المميزين- عنيت به الدكتور شارل مالك- بصمة لبنان على الشرعة الدولية لحقوق الإنسان".

وأعلن سلام ان "هذه الصورة الناصعة، لها مع الأسف، وجه آخر. فتألق اللبنانيين في الداخل والخارج، وفي كل الميادين، شوهه عجزهم على مر السنين عن بناء دولة قوية، تكون حاضنة لمصالح الجماعات، وضمانة وحيدة ضد الاضطراب والفوضى... وقد ظهر هذا العجز باشكال مختلفة، أبرزها الخلاف المتمادي على طبيعة وآليات عمل النظام السياسي، الذي يشكل الدعامة الأساسية للدولة".

وقال: "لقد حقق اللبنانيون في اتفاق الطائف تسوية تاريخية نحو ترسيخ نظام للحكم متوافق عليه... لكن المواقف الملتبسة منه، وعدم تطبيق جميع بنوده، فضلا عن الصراعات الحادة التي تشهدها البلاد منذ عشر سنوات، زادت من هشاشة الوضع السياسي وجعلت استقرار النظام على نصاب معين، أمرا غير محقق".

وأكد "ان الإخفاق في تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وأولها انتخاب رئيس للجمهورية، هو التعبير الأوضح عن هذا الوضع غير السليم، الذي تكتسب معالجته أهمية مضاعفة في ضوء موجة العنف والتطرف الهائلة التي تجتاح المنطقة، وتضرب كياناتها السياسية وتركيبة مجتمعاتها".

وشدد على "ان انتشار العنف والإرهاب، اللذين تصيبنا شظاياهما في عرسال وجوارها، يضعنا لبنانيين وعربا، أمام امتحان كبير يتوقف عليه مصيرنا، أفرادا وجماعات ودولا. لذلك، فإن مكافحة الإرهاب الظلامي، الذي ينشر في المنطقة القتل المجاني والتطهير العرقي، باسم تفسيرات مشوهة للإسلام العظيم، يجب أن تحتل الأولوية في اهتمامات أصحاب القرار، والحريصين على أمن واستقرار هذه المنطقة ورخاء شعوبها.

وقال: "ان مواجهة هذه الموجة الظلامية عملية طويلة ومعقدة، تتطلب استنفار كل الجهود للتصدي الأمني المباشر للهجمة الإرهابية، من دون أن تتجاهل العوامل السياسية التي ساهمت في نمو بذور الإرهاب والتطرف".

ولفت الى ان لبنان دفع وما زال يدفع، أثمانا كبيرة لهذه الموجة الإرهابية، التي كان آخر فصولها الاعتداء على بلدة عرسال، وما أسفر عنه من خسائر في صفوف المدنيين والعسكريين، فضلا عن وقوع أعداد من أبنائنا في الجيش وقوى الأمن الداخلي، في قبضة المسلحين الإرهابيين".

وقال: "إنني أؤكد أن الحكومة تتعامل مع قضية الأسرى باعتبارها أولوية قصوى لا يتقدم عليها أي هم آخر. وهي تبذل أقصى الجهود، وتسعى بكل السبل، من أجل الإفراج عنهم وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم. وباسم اللبنانيين جميعا، أقول لعائلات العسكريين المخطوفين... لستم وحدكم.... لستم وحدكم..
لبنان كله معكم ... ابناؤكم في الجيش وقوى الأمن، هم شرفنا وعزنا.. ومثلما وقفوا، حين ناداهم الواجب، للدفاع عن الوطن وأمن ابنائه وسلامتهم.. فإننا سنقف جميعا، يدا بيد، وسنقدم كل ما نملك، من أجل أن نحررهم ونوفيهم بعض حقهم علينا".

اضاف: "إن الوصول الى النتيجة التي نريدها جميعا، لهذا الملف الإنساني الشائك، يتطلب أقصى درجات التضامن، ومساندة الدولة ومؤسساتها ودعم الجهود التي تقوم بها. كما يتطلب صبرا وحكمة، وابتعادا عن الاثارة والاستعراضات الإعلامية التي تجلب الضرر ولا تحقق منفعة".

واكد "ان المعركة مع الإرهاب ما زالت في بداياتها. والشرط الأول للفوز في معركة صعبة من هذا النوع، هو رص الصف الداخلي، الذي يشكل خط الدفاع الأول عن لبنان واللبنانيين".

وقال: "إننا في هذا الظرف العصيب الذي يمر به بلدنا ومنطقتنا، مطالبون بتعزيز مؤسساتنا السياسية، والإلتفاف حول جيشنا وقواتنا الأمنية، باعتبارها الأداة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن حفظ كياننا وأمننا واستقرارنا. إننا مطالبون بالعودة إلى روح الميثاق الوطني الذي قامت على أساسه الجمهورية، وإلى التمسك بدستور الطائف الذي يبقى المرجع الوحيد الذي نحتكم اليه لتنظيم حياتنا السياسية. إن الآليات التي حددها الدستور، هي السبيل الأوحد والأسلم، لترجمة جميع التطلعات السياسية المشروعة. واعتماد أي سبيل آخر، تجربة مآلها الفشل".

وتابع: "إنني، في هذا الزمن الذي يتعرض فيه التعايش في منطقتنا إلى موجة إرهاب متستر برداء الدين الإسلامي، أكرر الدعوة إلى جميع القوى السياسية للمسارعة إلى انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني، رأس الدولة اللبنانية ورمز وحدتها. بهذه الطريقة نحصن بيتنا، ونعيد النصاب المفقود إلى حياتنا السياسية، ونضخ الحيوية في مؤسساتنا لكي تكون على مستوى التحديات الهائلة التي تواجهنا في الداخل والخارج".

وختم سلام: "الرجال زائلون.. والأنظمة السياسية عرضة للتبدل والتحول.. لكن الكيان أبقى. لبناننا باق واحدا موحدا ضمن حدوده التي أعلنت ذات يوم قبل أربعة وتسعين عاما. هو ثابت في الزمان.. ونحن راسخون في المكان. فلنحفظ هذه الرسالة- الثروة التي أسمها لبنان.. صونا لمستقبل أبنائنا.. وخدمة لكل بلاد العرب".  

  • شارك الخبر