تفاقمت الاوضاع الامنية بشكل لافت في ليبيا لا سيما في العاصمة طرابلس حيث اعلنت الحكومة ان أغلب مقرات الوزارات والمؤسسات والهيئات الرسمية باتت خارج سيطرتها، لافتة إلى أنها تمارس مهامها من خارج العاصمة حتى تأمينها.
وقالت الحكومة التي تدير أعمالها من أقصى شرقي ليبيا إن "هذه المقرات محتلة من قبل مسلحين بعد أن تمت محاصرتها واقتحامها من قبلهم حيث قاموا بمنع موظفيها من دخولها وهددوا وزراءها ووكلاءهم".
وأضافت الحكومة في بيان لها أنه "بات من الخطورة بمكان وصول موظفي الدولة إلى مقار عملهم من دون تعرضهم للخطر سواء بالاعتقال أو بالاغتيال"، مشيرة الى ان "عديد التشكيلات المسلحة أعلنت عن تهديدات مباشرة لموظفي الدولة بل وهاجمت وأحرقت بيوتهم وروعت أسرهم".
واكدت الحكومة أن "المباني والمقار العامة للدولة غير آمنة ويتعذر الوصول إلى بعضها بعد أن صارت تحت أيدي المسلحين"، موضحة أنه "وحتى يتم تأمين الدولة ومقارها العامة فإن الحكومة ستعمل من أي مدينة ليبية مع استمرار تواصلها بكافة موظفي الدولة والمؤسسات العامة بالعاصمة طرابلس، وستقوم بتسيير الأعمال وما تكلف به إلى حين تكليف حكومة جديدة".
وكانت الحكومة قدمت استقالتها الخميس الماضي الى البرلمان المنتخب، فيما اعلن رئيس الحكومة عبدالله الثني في الخامس والعشرين من آب الماضي خلال مؤتمر صحافي عقده في طبرق شرقي طرابلس، ان ميليشيات اسلامية قامت بنهب واحراق منزله في طرابلس.
واتهم الثني الميليشيات الاسلامية المعروفة باسم "فجر ليبيا" والمتحدر معظمها من مدينة مصراتة بالهجوم على منزله الواقع في أحد الاحياء جنوبي طرابلس، مؤكدا أن أمن العاصمة غير متوفر عموما وأن مقر الحكومة مهدد أيضا.
ويأتي اعلان الحكومة الليبية سيطرتها على مقراتها في العاصمة بعد اقل من 24 ساعة على ظهور تسجيل على موقع "يوتيوب" يشير الى اقتحام مسلحين لمقر السفارة الأميركية في طرابلس.
 وأكدت ديبوراه جونز، سفيرة الولايات المتحدة في ليبيا، في تغريدة على "تويتر" إن الفيديو الذي وضع على "تويتر" يظهر "ملحقا سكنياً لبعثة الولايات المتحدة ولكن لا يمكن الحكم على ذلك بشكل قاطع".
واوضحت جونز، التي تعمل من مالطا أن مجمع السفارة "يجري تأمينه حالياً ولم يعبث أحد بمحتوياته".
من جهته قال مسؤول أميركي في واشنطن لوكالة "رويترز" إن الحكومة الأميركية تعتقد أن المجمع الرئيسي التابع للسفارة ما زال سليماً ولم يجر الاستيلاء عليه.
وكانت ميليشيات "فجر ليبيا" قد قامت، قبل أيام باقتحام مطار طرابلس الدولي.