hit counter script

مقالات مختارة - جورج بكاسيني

إسقاط الأسد و"داعش" ممكن في أسابيع

الأحد ١٥ آب ٢٠١٤ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ربّما تعرّض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لكثير من المخاطر والمصاعب والأضرار خلال مسيرته السياسية في مواكبة الثورة السورية، لكن الخطر الأكبر الذي حاصره وما زال يحاصره، تماماً كما حاصر الفصائل السورية المعتدلة، هو تنظيم «داعش» وأخواته الذي تمكّن حتى الآن من الاستيلاء على 40 في المئة من الأراضي السورية وكذلك على ثمانين في المئة من النفط السوري، بحسب تأكيد الأمين العام لـ «الائتلاف» الدكتور نصر الحريري، الذي أوضح لـ«المستقبل» أنّ ثمّة «أباً ثانياً لهذا التنظيم، يُضاف إلى النظام السوري، هو تأخّر الدعم الدولي للمعارضة السورية».

إذاً إثنان أنجبا تنظيم «داعش» الإرهابي: النظام وتلكؤ المجتمع الدولي. إذا ما تمّت العودة إلى محطّات ووقائع سبقت هذه الولادة، أوّلها كما يضيف الحريري: «إطلاق النظام مئات من الجماعات الإسلامية التكفيرية من سجن صيدنايا في شهر آذار من العام 2012، بعد أن كان شغّلهم في عمليات ضدّ القوّات الأميركية في العراق منذ العام 2003، بحيث كانت تقلّهم باصات من محطة البرامكة باتجاه بغداد مباشرة، ممّا اضطرّ رئيس الحكومة العراقية آنذاك نوري المالكي الى تقديم شكوى علنية ضدّ الأسد أمام مجلس الأمن واتهامه بدعم هذه المجموعات، قبل أن يعود النظام ويعتقل هذه المجموعات في سجن صيدنايا تمهيداً لتحضيرها لمهمّة جديدة».

في غضون ذلك، يضيف الأمين العام لـ«الائتلاف»: «كنّا نحذّر المجتمع الدولي من مغبّة هذه الأعمال ومن مخاطر تفشّي هذه الظاهرة التكفيرية التي كانت لا تزال في بداياتها، والتي من شأنها أن تتمدّد وتشكّل خطراً على الجميع إذا لم يسرع العالم في القضاء على نظام الأسد، أو على الأقل دعم المعارضة السورية المعتدلة للقضاء عليه. لكن للأسف لم نلقَ آذاناً صاغية ممّا أوصل الأمور إلى ما نحن عليه الآن. والسبب ربّما يكون أنّ التلكؤ الدولي كان عبارة عن استراتيجية الغاية منها تجميع كل القوى المتطرّفة واستقطابها ضمن بقعة جغرافية واحدة من «داعش» إلى «حزب الله» إلى «عصائب أهل الحق» إلى الحرس الثوري الإيراني لتصطدم بعضها ببعض قبل القضاء عليها».

لكن ما يطمئن رغم كل هذه التطورات الدراماتيكية، كما يضيف الحريري، هو أن «لا بيئة حاضنة في سوريا لتنظيم «داعش» أو للتطرّف عموماً، لأنّ الشعب السوري معتدل بطبيعته والمجتمع السوري لم يشهد عبر التاريخ حالات اصطدام طائفية أو مذهبية أو عرقية، بدليل أنّ دير الزور قاومت «داعش» منذ اللحظة الأولى وهذا ما حصل أيضاً في حلب التي حرّرها «الجيش الحر» من «داعش» بالتعاون مع الأهالي. أمّا قبول بعض الشباب السوريين بهذه الظاهرة فيعود إلى حال من اليأس تسبّب بها التلكؤ الدولي، بحيث أصبح البعض أمام خيار من اثنين لأن لا عودة عنده إلى الوراء: إمّا الهجرة أو الاستعانة بـ«داعش» التي تمتلك وحدها السلاح لمواجهة النظام».

لكن كيف كان النظام أباً لهذا التنظيم واليوم يعلن استعداده لمواجهته؟ يجيب الأمين العام للائتلاف: «النظام صنع هذا الإرهاب من أجل وضع المجتمع الدولي أمام مفاضلة بينه وبين هذا الإرهاب عساه يختار الأوّل، واليوم انتهى شهر العسل وانتقل إلى مرحلة بيع ما صنعه للمجتمع الدولي عساه يكسب شراكة مع هذا المجتمع في مواجهة الإرهاب، لكنه لم ينجح بدليل المواقف الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما».

ويضيف: «ثمّة مولود جديد في الأفق هو عبارة عن تحرّك دولي ضدّ «داعش»، وأعتقد أنّ ثمّة قناعة ولدت لدى المجتمع الدولي أنّه آن أوان القضاء على الإرهاب بكل أشكاله، أي «داعش» والنظام، وإذا لم يحصل ذلك فالمشكلة ستبقى مستمرّة. نصف عناصر «داعش» في سوريا هم من الأجانب ما يعني أنّهم سيولّدون مخاطر لدولهم في المستقبل، نيران بشار بدأت تحرق الجميع وهذا كفيل بظهور قراءات جديدة للواقع السوري، مع العلم أنّ النظام فَقَدَ شرعيته تماماً وما صدر عن المركز العربي للدراسات الاستراتيجية قبل شهور أظهر أنّ 78 في المئة من الشعب السوري لا يعترف بشرعية الاسد ولا بانتخاباته. وفي المقابل ثمّة أدلّة كافية ضدّه أمام المحاكم الدولية، ومخاطر «داعش» والتطرّف لم تعد محصورة بسوريا والعراق فقط وإنّما أصبحت تهدّد الاقليم كله والعالم كله أيضاً. إذاً نحن أمام مرحلة جديدة».

ويتابع: «رغم الخسائر التي تكبّدها لا يزال الجيش السوري الحر ثابتاً وملتزماً وقادراً على المواجهة بدليل عدم قدرة النظام على القضاء عليه رغم استعانته بـ«حزب الله» وبالحرس الثوري الإيراني وبالميليشيات العراقية». ويؤكد انه «لو توافر الدعم اللازم الآن للجيش الحر فهو قادر على إسقاط النظام و«داعش» خلال أسابيع».

ويأسف الأمين العام لـ«الائتلاف» للدور الذي يقوم به «حزب الله» في سوريا و«لظهور صورته المذهبية على حقيقتها»، ويتذكّر كيف اتصل به صديق سوري من «الحراك» في تموز 2006 ليطلب منه معونة مالية وطبية (بوصفه طبيباً) لمجموعة من النازحين اللبنانيين من الجنوب اثر عدوان تموز «فسارعت إلى تحميل سيارتي بالمواد الغذائية وحملت حقيبتي الطبية وتوجّهت على الفور إلى مكان إقامة النازحين حيث جرى استقبالهم في مدرسة للصمّ والبكم، ثم أمنّا لهم منازل لأن المكان لا يليق بهم وكذلك الغذاء وكل ما يلزم، وساد شعور من الاعتزاز لدى السوريين كونهم وقفوا إلى جانب اخوانهم اللبنانيين في زمن الضيق. هؤلاء السوريون أنفسهم يشعرون اليوم بالمرارة لأنّ «حزب الله» كافأهم بقتلهم في زمن ضيقهم».

"المستقبل"

  • شارك الخبر