hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة لامل في ذكرى الامام الصدر وكلمات نوهت بفكره المحب للسلام

السبت ١٥ آب ٢٠١٤ - 15:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اقامت قيادة اقليم بيروت في حركة "امل"، ندوة في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر بعنوان "الفكر التنويري" في ثانوية الشهيد حسن قصير على طريق المطار، شارك فيها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، امام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الارثوذكس جورج صليبا، الامين العام لمؤسسة العرفان التوحيدية ورئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابو المنى.

حضر الندوة نائب رئيس حركة امل المدير العام لوزارة الخارجية والمغتربين هيثم جمعة، النائب الاول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين، المسؤول التنظيمي لاقليم بيروت في الحركة علي بردى، عضوا المكتب السياسي للحركة مفيد الخليل وعائدة مزرعاني، مسؤولة شؤون المرأة المركزية رباب عون واعضاء من قيادة اقليم بيروت والمناطق وشخصيات دينية وتربوية وثقافية وبلدية ومخاتير وحشد من المواطنين.

قدم للندوة المسؤول الثقافي لاقليم بيروت في حركة "امل" الشيخ حسن شريف، فتطرق الى شخصية الامام الصدر من جوانب عدة "خصوصا تلك التي كان تبرز من خلالها مواقفه الداعية الى الوحدة الوطنية والاسلامية بما تعني من رادع في مواجهة المخططات الهادفة الى ضرب لبنان"، مشيرا الى ان "الامام الصدر كان لكل اللبنانيين ولم يميز بين لبناني وآخر وبين محروم من هذه الطائفة وتلك"، معتبرا اننا اليوم "احوج ما نكون لمواقف الامام كي نستطيع المحافظة على هذا الوطن".

بعد ذلك اعطيت الكلمة للمطران صليبا الذي استعاد محطات للامام الصدر ولقاءات اجراها معه في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في الحازمية، مشيرا الى ان "الامام الصدر رجل محبة وسلام ورجل كلما جلست معه تشعر بذلك الاطمئنان الذي كان يريح قلوبنا"، مشيرا الى "دور الامام الصدر في نقاء العلاقة ليس بين الشيعة والسنة فحسب، بل ايضا بين المسلمين والمسيحيين حيث كان يسعى دائما الى بوتقة وطنية واحدة بين هذه الطوائف وهو كان لا يفرق في التعاطي بين لبناني واخر، فكما كان يرى ضرورة الوحدة مع المسلمين السنة كان يرى ضرورة الوحدة الوطنية التي تجمع المسلمين مع المسيحيين".

وتطرق الى قضية اختطافه، متحدثا عن دور للصهيونية في اختطافه عبر معمر القذافي "لان الامام كان عائقا رئيسا امام مخططاتها لاسيما انه كان يسعى لاجل السلام في لبنان"،آملا "ان يعود الامام الصدر الى وطنه ويخبرنا كيف دبرت المؤامرة لخطفه ورفيقيه وكيف تم تغييبه"، مضيفا "نحن سنبقى ننتظر عودته لانه رجل مخلص لوطنه".

من جهته اعتبر الشيخ ابو المنى ان "الإمام موسى الصدر لم يكتف بالخطب الرنانة، بل قاد حركة ثورية فعلية لقد كان بحجم نهضة شعب، ورؤيا مستقبلية، وطموحات أجيال واعدة"، كما وصفه شيخ العقل نعيم حسن يوما، عندما قال: "إن فكره لم تكبله المذهبية، ولم يحده ضيق الأفق، ولم تقيده سلاسل الإرتهان والمساومات الخفية، بل كان فكرا تنويريا مرويا بألم الناس ومعاناتهم وتطلعاتهم إلى قيادة معبرة عن وجدان الأمة وخلجات قلبها".

واضاف: "لقد قاده فكره الثوري المتحرر من قيود التعصب والإنغلاق إلى أن يكون من أوائل الذين ساهموا في إطلاق الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان منذ العام 1965"، معتبرا ورفاقه الحواريين أن "الديانتين المسيحية والإسلامية، جعلتا لخدمة الإنسان وصون كرامته وحقه في الحياة الفضلى والسلام والمحبة والوئام، وجعلتا أيضا سبيلا لإعمار الأرض والنهوض بها".

ورأى ابو المنى ان "الإمام الصدر دفع غاليا ثمن فكره الثوري هذا وثمن حركته وعنفوانه، فالنظام العالمي المتسلط والمتآمر على الحقوق وعلى الأوطان، لم يكن ليريد للقائد أن يكون مصلحا وقويا، ولا للأمة أن تنهض وللشعب أن يكون واعيا لمصيره. وللنظام العالمي هذا أدواته وعملاؤه، لدى العرب كما لدى إسرائيل، فتآمروا جميعهم عليه وغيبوه، لكنهم لم يستطيعوا أن يغيروا فكره التنويري، فبقيت ثورته حية في قلوب أبنائه، وتوسعت دائرة تلك الثورة، واقتدى به أهل المقاومة وأهل الحوار وأهل الإنفتاح والتغيير على السواء. وها هي المسيرة مستمرة، وها هم أبناؤه المخلصون الوطنيون يقسمون معه ومن ورائه بأن يحافظوا على نهجه، ليكون الوطن واحدا موحدا، قويا بأهله وناسه الأقوياء، وكريما بحفاظه على كرامة أبنائه الشرفاء، وهذا هو خط النضال المستمر الذي لا يتوقف طالما أن كرامة الإنسان وحقوقه تتعرض في كل يوم للانتهاكات، وطالما أن الوطن يواجه التحديات من كل جانب، وطالما أن إرادة العيش المشترك حية فينا وإرادة الصمود قوية، وطالما أن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، على ما قال يوما كمال جنبلاط رفيق موسى الصدر وشريكه في ترسيخ الثوابت الوطنية والإنسانية. وهذا ما يجسده اليوم أبناء الإمام موسى الصدر الذين يتصدرون حركة الجهاد في سبيل التحرر وقيام الدولة، ويقودون مسيرة الحوار والانفتاح والاعتدال، بإيمان وثقة ومحبة ووطنية".

بعد ذلك تحدث الشيخ حمود الذي قال: "إن سألنا انفسنا اين الامام الصدر، موجود فينا اليوم بعد ستة وثلاثين سنة من التغييب" متوجها الى الامام بالقول: "انت موجود في غزة وجنوب لبنان ومارون الراس وعرسال. انت موجود في دمشق وبغداد وبيروت وكنيسة الكابوشية. في مواجهة من يريد ضرب هذه الامة".

وذكر بالكلمة التى توجه بها الى ابي عمار عندما قال خذ علما يا ابا عمار ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين الشرفاء، وقال: "ان الامام كان يدرك ما يقول لاسيما انه في تلك الايام اين كان المؤمنون من حملة السلاح . كان الفكر الالحادي طاغيا والفكر المادي كان غالبا والمؤمنون كانوا قلة. اما اليوم فساحتنا مليئة بالمؤمنين الذين يضعون اعينهم على القدس وتحريرها بعزم وتصميم يزيل الجبال".

واردف: "نعم ايها الامام شرف القدس بدأ يأخذ طريقه الى التحرير بالذين آمنوا بوعد الله بان هذه القدس لنا وليست لبني اسرائيل. فالمؤمنون موجودون في ربى جنوب لبنان يغشى منهم الصهاينة ويخشى من ارادتهم اكثر مما يخشون من جيوش العرب مجتمعة" مضيفا "ايها الامام انت موجود في مقاومة صلبة وقفت في جنوب لبنان امام كل العالم وانتصرت حيث رسمت المقاومة طريق عزة وكرامة. انت موجود في كل مقاوم ومقاتل في لبنان وفلسطين".

واكد ان "الامام الصدر اسس لدور العلماء الفاعلين وهو موجود في كل دعوة ووقفة نيرة ودعوة لتوحيد وللوقوف في وجه الشر المطلق اسرائيل".

وذكر بمواقف الامام الصدر التي تكرم الانسان كما كرمه الباري عز وجل وبقوله بان الطوائف نعم والطائفية نقمة، وقال: "اننا سنحمل راية الامام الصدر لنسير على الطريق الصحيح نحو وحدة الامة وزوال اسرائيل".

وتطرق الشيخ قبلان الى "تنويرية الامام الصدر وما اعتمده للمواطنة التي يراها لا تنفصل عن كون المواطن انسانا بخلفية ان اساس نظرية الدولة يقوم على مبدأ ان السلطة وتكوينها وشكل مؤسساتها وبرامجها يدور مدار مصالح الانسان"، مضيفا "لذلك حين دافع الامام عن المسيحيين وهاجم سياسة العزل زمن الحرب الاهلية لم يكن يفعل ذلك لتقية بل لانه يؤمن بان الرعية صنفان إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق".

واكد ان "الامام عندما طالب العرب ان يعيشوا قضية فلسطين كمحور للسياسة الخارجية فعل ذلك لانه يرى القدس كعنوان لقضية تتصل بانسان السماء" مشيرا الى ان "الامام وبدقة بالغة وصف اسرائيل بالشر المطلق، لان الميزان الكوني لا يمكن ان يقبل باجتثاث شعب لان حاجة المصالح الغربية المستبدة تكمن ببناء ثكنة قوية في بلاد الشرق".

واشار الى خطابه في كنيسة الكبوشية وقوله للمسيحي: ان فتش عن الله تجد نفسك وقوله للسني في صيدا ليس لك من سنيتك الا ان تحب الشيعي وللشيعي قال لست شيعيا إن انت تنكرت للسني او كفرت بحق الاخر.

وقال: "ما يمثله الرئيس نبيه بري على مستوى المشروع الوطني هو عنوان تأكيدي لهذا العقل الذي شيد حجارة هذا الوطن من مقولة التضحيات. ونزولا على عقل الامام الصدر كررنا ان لبنان السياسي يجب ان يكون نتاج شد الاواصر وثقافة العيش المشترك ووحدة المصير وهذا يعني ان الدولة ضامن سياسي ومركز ثقل في عملية حفظ التكوين الاجتماعي والبرامج الوطنية لهذا البلد، خاصة اننا نعيش لحظة اختيار وجودي لان سوريا تكاد تتحول مركز ازمة الاوسط بسبب صراع العالم فيها، فيما نارها تتشظى يمينا وشمالا وتضغط بشدة على الوضع اللبناني وبطريقة يشتبك فيها المحلي بالاقليمي والدولي.
وهذا يفترض ان نحسم خريطة طرق لاي لبنان نريد لبنان الشراكة والاعتدال ام لبنان الوظيفة الاقليمية والخلايا التكفيرية بخلفية ان طمر الرأس في الرمال لن يخرج لبنان من المأزق ولن يمنعه من زلزال الاوسط".

ولفت قبلان الى انه "لا بد من الشراكة والسلم الاهلي عبر حلف سياسي وطني يكرس لبنان كثكنة وطنية ضد الارهاب واساس شعبي لمساندة الجيش باجندة ام استباقي لا يعيش على التوازنات الهشة او مقولة الامن بالتراضي" مؤكدا "ان رغيف الخبز والكلمة والامن ضرورة للعدالة الاجتماعية كما كان الامام الصدر يقول واساسا للخريطة السياسية ومستقبل البلد".

واردف: "ان لبنان ليس معزولا عن العالم وليس بعيدا عن سوريا وليس غريبا عن ظروف العراف وهو على تماس مع الثكنة العسكرية التي تربض في تل ابيب وما يجري في المنطقة لن تخمد ناره في القريب. لذا يجب تعريف لبنان ووضعيته الامنية بخلفية محله من هذه الاحداث ومخاطرها، وبهذا المعنى تصبح الوحدة الوطنية والقرار السياسي وشراكة الجيش والمقاومة والعيش المشترك والسلم الاهلي والاعتدال الديني والسياسي وعدم الرهان على الخارج والسلم الاهلي اساس ضمان هذا البلد وذخيرة خروجه منتصرا من هذه الازمة التي تكاد تشطر الشرق الاوسط وتبتلعه من الداخل".
 

  • شارك الخبر