hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

حسن فضل الله في ذكرى الصدر: لوضع خطة طوارئ عاجلة لمواجهة الخطر الداهم

السبت ١٥ آب ٢٠١٤ - 13:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت بلدية خربة سلم، بمناسبة الذكرى السنوية لتغييب الإمام السيد موسى الصدر، ندوة فكرية تحت عنوان "دور الإمام المغيب في تفعيل حركة المقاومة"، حاضر فيها عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، في حضور علماء دين، فاعليات، شخصيات وحشد من الأهالي والمهتمين.

واعتبر فضل الله في مداخلته أن الإمام السيد موسى الصدر "يشكل ظاهرة استثنائية في مسار الحركة العلمائية التاريخية، لما امتاز به من خصائص وميزات، ويكفيه أنه سبق زمانه في طروحاته وأفكاره، وأنه من القادة المؤسسين لنهج في الحياة، في أبعادها السياسية والفكرية والثقافية، ونحن نعيش على هدي بركاته بعد كل هذا الزمن المديد".

ورأى أن "الإمام هو بالدرجة الأولى عالم إسلامي، ورمز من رموز الحركة الإسلامية في القرن العشرين، وكان نشاطه يصب في سبيل تعزيز دور الإسلام الأصيل، ولكن كما يفهمه الإمام الصدر وفق ما حدد بنفسه، وهو الفهم الذي يقدم الإسلام على صورته الناصعة بلا إفراط أو تفريط، والإسلام الحقيقي الملتزم قضايا الأمة والمنفتح على روح العصر، والمتعايش مع الأديان والطوائف، والقادر على النمو في بيئة متنوعة، والرافض لكل أشكال التعصب والتطرف والطائفية والمذهبية".

وقال "لقد تمحورت حركة الإمام الصدر حول مجموعة عناوين أبرزها: تكريس العداء لإسرائيل ومقاومة عدوانها على لبنان، بخاصة على مناطق الحدود، والعمل على توفير مستلزمات الصمود في مواجهتها، وتبني القضية الفلسطينية كقضية محورية للأمة، العمل على المشاركة في القرار من داخل السلطة اللبنانية، وإعطاء دور للطائفة الإسلامية الشيعية في الدولة، والحد من الإمتيازات الفئوية والخاصة داخل تركيبة النظام، دفع الطائفة الإسلامية الشيعية إلى التمسك بهويتها الوطنية اللبنانية، واعتبار لبنان الوطن النهائي لها، والتشبث بهذا الوطن ورفض أي صيغة من صيغ تفتيته، وعدم ترك هذا الأمر محل التباس، والعمل على رفع الحرمان عن المناطق المحرومة، وكانت هذه العناوين دافعا للإمام للقيام بخطوات عملية منها:
أ- تأسيس مقاومة مسلحة للدفاع عن الجنوب.
ب- توفير مستلزمات الصمود للجنوبيين، ورفع الحرمان المزمن عن مناطقهم، وقد جاء تأسيس مجلس الجنوب في سياق تحميل الدولة لواجباتها حيال مواطنيها.
ت- العمل على ايصال الفئات المحرومة إلى موقعها الذي تستحقه داخل منظومة الدولة، فلا تبقى على هامش الحياة السياسية، ولا مسلوبة الإرادة والتمثيل".

أضاف: "إننا لا نحتاج هنا لإيراد الوقائع التاريخية عن حال الجنوب في تمادي العدوانية الإسرائيلية لأن أهل الجنوب عايشوا المعاناة اليومية، حيث الإستباحة الإسرائيلية للقرى والبلدات والإعتداء على الناس وحرق المنازل ومصادرة الممتلكات، ولطالما كانت صرخة الإمام المدوية تحاول استنهاض الدولة للقيام بمسؤولياتها، ولكن لم يجد إلا المزيد من اللامبالاة، فولدت لهذه الغاية المقاومة للقيام بمهمة وطنية هي بالأساس من مسؤولية الدولة، فهو لم يكتف بتحديد المشكلة، بل عمل على إيجاد الحلول، ومنها تشكيل مقاومة فعلية بدأت العمل من تلال بنت جبيل وعيناثا والطيبة ورب ثلاثين وسواها من القرى الجنوبية، وكان للشهيد مصطفى شمران الدور البارز في هذا المجال".

وتابع: "كان رفع الصوت عاليا جزءا من حراك الإمام الصدر الذي تمكن من إعادة الوزن للفئة الشعبية التي يمثلها على مساحة حركته السياسية والإجتماعية، وحاول أن يصيغ لتلك الحركة عناوين وطنية، ويبعدها عن الدائرة الطائفية، فقد أخرج الإمام تلك الفئة من دائرة الأرقام إلى فاعلية القرار وثبت لديها فكرتين مركزيتين:
- تكريس مفهوم المقاومة لإسرائيل واعتبارها العدو الأوحد لما تمثله من شر مطلق والإستمرار في احتضان القضية الفلسطينية، ورفض التصادم مع القوى الفلسطيينة المسلحة في لبنان.
- استحضار الدولة للقيام بدورها وتحمل مسؤولياتها تجاه شعبها.
وقد ترافق مسعى رفع الغبن السياسي والإجتماعي عن شريحة شعبية واسعة، مع العمل على تعزيز التواصل مع بقية مكونات المجتمع اللبناني تحت شعار تكريس العيش المشترك، فزاوج الإمام الصدر بين حركته المطلبية لإنصاف المحرومين أيا يكن انتماؤهم الطائفي والمناطقي، وتعزيز أواصر التلاقي الوطني، فتحرك على خطين واحد شعبي لاستنهاض الناس وآخر سياسي فكري من خلال محاضراته ولقاءاته بالمرجعيات الإسلامية والمسيحية لتأكيد الوحدة الوطنية".

وأكد أن "صوت الإمام الصدر بقي عاليا في الدعوة إلى إعادة الإعتبار للدولة الجامعة لأبنائها، والتمسك بالعيش المشترك والسلم الأهلي والتواصل والحوار، ولم تبدل الوقائع العسكرية والسياسية من موقفه، وهو بموازاة توجهاته ضد الحرب الأهلية بقي على تمسكه بشعار الدفاع عن الجنوب وحمايته والتدرب على السلاح من أجل مقاومة إسرائيل، وأطلق شعاره الشهير (السلاح زينة الرجال)، وكان الهم الطاغي على الإمام أخذ الناس باتجاه الخطر الإسرائيلي، وتثقيف جمهوره على مقاومته وتأصيل فكرة العداء لإسرائيل باعتبارها الشر المطلق، وتجريم أي تعامل معها وتوصيفه بأنه حرام".

ورأى أن "الأهمية الاستثنائية لحراك الإمام الصدر تكمن في أنه تحسس المخاطر مبكرا، وعمل على تعزيز فكرة الدولة والمواطنة والدفع باتجاه استحضار الدولة إلى بيئته الشعبية، لأن تحقق هذا المطلب يوفر للبنان الاستقرار والطمأنينة والعيش الكريم، وان هذه الدولة تتعرض اليوم لتهديدين وجوديين واحد تشكله إسرائيل التي بدأت تذوق طعم الهزائم منذ أن هزمتها المقاومة في لبنان عام 2000 وعام 2006، وهي اليوم تجرعت كأس الخيبة في غزة ولم تفلح مجازرها في ثني الفلسطينيين عن التمسك بحقهم في الحياة العزيزة الحرة".

واعتبر أن "التهديد الآخر للبنان يأتي من الحدود الشمالية حيث الموجة التكفيرية تستهدف تقويض البنيان اللبناني، وهي تحاول استنزاف الجيش اللبناني من خلال الاعتداءات المسلحة عليه، وهذا يتطلب تغييرا جذريا في سياسات الدولة، وهذه مسؤولية مجلس الوزراء"، مطالبا الحكومة ب"وضع خطة طوارئ عاجلة لمواجهة الخطر الداهم، وللقيام بكل الخطوات الضرورية لتوفير الإمكانات للجيش اللبناني من خلال دعمه وتسليحه وتقويته ومده بالإمكانات ليتمكن من القيام بواجباته في حماية البلد، وعلى الأقل في الدفاع عن وجوده كمؤسسة تتعرض لمثل هذا العدوان، فالجيش هو حامي السلم الأهلي والاستقرار في البلد".

بدوره، قال قبلان: "إن أعداء الإمام الصدر استشعروا الخطر من وجوده، فكان مشروع اختطافه وإبعاده عن الساحة، الذي قررته دوائر إقليمية ودولية، إزالة كل موانع نجاح المشروع الإسرائيلي الذي تجندت له كل دوائر القرار في العالم لإنجاحه وجعله أمرا واقعا لا يمكن تخطيه".

أضاف: "كان من المفترض أن يخبو مشروع المقاومة وينطفئ بغياب الإمام الصدر حسب تصور المتآمرين على الإمام والوطن، ولكن الواقع كان غير ذلك، فالروح كانت قد سرت في مشروع المقاومة الذي بغياب الإمام الصدر سارع أبناء الجنوب والمقاومة ومعهم شرفاء هذا الوطن إلى الإنخراط به لتوجيه صفعة لمن أراد أن يقضي على هذا المشروع بإقدامه على إبعاد الإمام الصدر، فالإمام قد غاب عن الساحة جسديا ولكنه كان قد زرع في كل بيت وفوق كل تلة وصخرة: قاتلوهم بأسنانكم وأضافركم وسلاحكم مهما كان وضيعا، وقاتلوهم بالحجارة والزيت المغلي، وبالصمود وبالمواجهة، فلا تخشوهم فهم ليسوا أقوى من أميركا ولستم أضعف من فيتنام".

ورأى أن "غزة اليوم تحتفل بالانتصار على العدو الإسرائيلي الذي هو نموذج لبناني دخل حلبة كل صراع وأصبح الدواء لكل الشعوب المضطهدة ولكل شعب أراد الانتصار على عدو مهما كانت قوته، وهذا الإنتصار فيه للامام اليد الطولى، أليس الإمام هو من قال إن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين، أليس المؤمنون اليوم هم من يأخذون زمام المبادرة في غزة وغيرها لأنهم آمنوا أن طريق التحرير ليست بالشعارات ولا بالصالونات والدعايات وغيرها بل بالارادة والالتزام والصدق وبالقول والثبات بالميدان وبذل المهج والأرواح؟ ان انتصار فلسطين مرتبط بانتصار لبنان، وكلاهما مرتبط بفكر الإمام ودوره في زراعة هذا المشروع ورعايته حاضرا وغائبا بالقواعد التي أرساها والتي سار عليها أبناء الإمام المغيب، بالصدق والإخلاص، مسطرين أروع الملاحم ومسجلين صفحات بيضاء في تاريخ أمة حاول الضعفاء المتآمرون فيها أن يبقوا على صفحات النكبة والنكسة والهزيمة كي يستطيعوا السيطرة على العقول والقلوب، ولكن النصر دائما حليف المؤمنين الصادقين المدافعين عن أرضهم وعرضهم وممتلكاتهم".
 

  • شارك الخبر