hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

هل يزور جنبلاط "مانديلا معراب"؟

السبت ١٥ آب ٢٠١٤ - 09:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هل يلتقي النائب وليد جنبلاط رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع من ضمن شريط زياراته على القيادات السياسية والتي بدأت بزيارة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله ومن ثم النائب ميشال عون والنائب سليمان فرنجية؟

اذا كان اللقاء مع "السيّد" متوقعا، وجولة الأفق مع "الجنرال" فرض واجب، والحديث بلا قفازات مع "البيك" أمر مرغوب ومطلوب، فما الذي سيجعل زعيم المختارة يحدّد ساعة الصفر للصعود الى معراب التي قصدها آخر مرة في 28 ايلول 2008 ؟
يؤكّد المقرّبون من جنبلاط ان استشعار رئيس "جبهة النضال" حجم المخاطر المحيطة بالساحة الداخلية على ضوء التطوّرات الخطيرة في المنطقة دفعه الى فتح أبواب التواصل مع الجميع، وهذا يعني "القوات" من ضمن اللائحة، فيما يبقى التوقيت ملك جنبلاط وحده. هذا مع تسليم "وليد بيك" أنه لن يكون قادرا على إحداث أي خرق في مسار الأحداث ما لم يتلمّس من كافة الأفرقاء قدرا من الواقعية والمسؤولية حيال عناوين المرحلة.
وجنبلاط المتحسّب للكبيرة والصغيرة بعد دخول الارهاب الى الداخل من بوابة عرسال بات أكثر تيقّنا بضرورة كسر المسافات بين القوى السياسية، الى جانب مسعاه الصامت مع الرئيس نبيه بري لايجاد مفتاح الحل في الملف الرئاسي.
حتى الساعة "البيك" لم يطلب جنبلاط موعدا للقاء "مانديلا معراب"، كما وصفه من باب تعليقه على تدشين جعجع لمجسّم الزنزانة التي قضى فيها ايام الاعتقال في سجن وزارة الدفاع. وكان لافتا تهجّمه بشكل مباشر مؤخرا على الأصوات التي ساوت بين "داعش" و"حزب الله"، وللمفارقة فقد كان نائب "القوات" فادي كرم من ضمن المتهمين "بالهرطقة والغباء".
على مدى سنوات، ومنذ خروجه من الاعتقال مارس سمير جعجع سياسة النَفَس الطويل بوجه حليفه "اللدود" وليد جنبلاط، وفرض على طاقمه السياسيي والحزبي القيام بالمثل، بالرغم من تخطّي جنبلاط دائما الخطوط الحمر ومعايير التخاطب العلني بين سياسيّين جمعتهما "ثورة" ثم فرّقتهما الانقلابات الجنبلاطية المتكرّرة .
يعلم جعجع في قرارة نفسه بأن سيّد المختارة هو أكثر من يضعف أمام التهديدات. اغتيال كمال جنبلاط نموذج فاقع. السابع من أيار، نموذج لا يقلّ أهمية، وهو كان أول حبة، برأي جعجع، في عنقود استسلام "البيك" للغة السلاح، ثم جاءت أحداث المنطقة وسوريا لتضع "البيك" داخل أسوار "الحزب"!
يذكر القواتيون جيدا اتهام جنبلاط لـ "الحكيم" "بأنه يتحدث بلغة بشير الجميل"، مباشرة بعد زيارته الثانية الى دمشق التي كان بدأ يتردّد اليها بوتيرة متسارعة بعد انعطافته الحاسمة في الثاني من آب 2009. عمليا، وعلى مستوى القاعدة نَفَض القواتيون يدهم من زعيم المختارة، "كيف لنا ان نتفاهم مع زئبق؟!". برأيهم وسطية جنبلاط اليوم ليست سوى شكل من أشكال الارتماء في أحضان "حزب الله"، لكن للضرورة أحكام، ومنها عدم إدارة الظهر للمختارة.
في الجانب الجنبلاطي قناعة ثابتة بأن جعجع لا يريد ان يتعلّم من تجربة الماضي، ومواقفه منذ العام 2005 حتى "زمن داعش" تدلّ على ذلك. أما ترشّحه للرئاسة فلا يعني بالنسبة لـ "البيك" سوى مشروع حرب اهلية، تماما كترشيح ميشال عون المبطّن.
وبالتأكيد لم تأت رسالة النائبة ستريدا جعجع الى "الصديق" وليد جنبلاط إلا بعد أن فاض الكوب عن حدّه، فكان الردّ على مستوى آخر جولة من جولات الإستفزاز من جانب الزعيم الدرزي بتأكيده أن موقع الرئاسة الأولى ليس للمسيحيين فقط، وبأنه يعدّ لتسوية رئاسية مع الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله.
وتأتي هذه الرسالة بعد أشهر على توجيه سمير جعجع رسالة الى جنبلاط في 24 نيسان الماضي (بعد فشل أول جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية) تمنّى فيها "على "وليد بك" الذهاب للحل الفعلي باعتبار انه بالاستنزاف نخسر كل شيء وبخطوة واحدة نربح كل شيء."

 

  • شارك الخبر