hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

في ذكرى الامام الصدر.. ما احوجنا الى كلمة "سواء"

السبت ١٥ آب ٢٠١٤ - 01:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عذراً أيها الامام.. ان قرر الاعلام اللبناني.. أن يوفيك جزءاً من حقك.. بعد ستة وثلاثين عاماً على غيابك بنشرة موحدة...على الرغم ان فكرك يستحق ان يكون منارة يستناربها في الايام الحالكة..
عذراً ايها الامام فكثيرون سمعوا بك... لكن قلة قليلة هي من عرفت فكرك ونهجك العابرَين للطوائف والاديان والمذاهب…
نننظر الى حاضر لبنان ومسقبله، فنتيقّن اننا بأمس الحاجة الى كلمة سواء، الى رجل نسج من عباءته وعمامته، اشرعة لسفن الانفتاح على الآخر، فنادى بالوحدة من الكنائس كما المساجد..
من رحم الفقر والحرمان، اطلق مشروعه المؤمن بلبنان الواحد وطناً نهائيا لجميع اللبنانيين، مطالباً بالغاء التمييز الطائفي، واعلاء شأن المواطن، وكيف لا يكون وحدويا من اسس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في منطقة الحازمية، قافزاً فوق التقوقع المذهي والطائفي.
ما زال معاصروك والمطلعون على تلك الحقبة يذكرون جيداً، دورك ابان هيستيريا الاقتتال في العام 1975 في تقريب وجهات النظر، واعتصامك في مسجد الصفا في الكلية العاملية لوقف الاقتتال على الساحة اللبنانية، مناشداً بتشكيل حكومة وطنية تؤسس للمصالحة. ولا يزالون يتذكرون دورك في فك الحصار عن  قرية "القاع" (المسيحية)، في جو من الاحتضان والولاء الشعبي الكبيرين...
نتذكر السيد الصدر في ذكرى غيابه، وتخجل الكلمات منه. وتضيق المساحة امام انجازات هذا الرجل المجهول المصير. فما احوج البلاد والعالم العربي الى امثال هذا الرجل بينها لكسر هوة التباعد والانقسام، وزرع بذور التقارب والتلاقي..

 يا سيد
 لا عجب ان تكون مجهول المصير، فكلمة الاعتدال مرة، خصوصا في زمن يراد للطوائف فيه ان تكون نقمة لا نعمة كما قلت..
وصوت الحق يجب الا يرتفع في بلادنا، فوق صوت التطرف والانقسام، بما يخدم المشروع الاسرائيلي الذي انتفضت في وجهه، واسست دعائم المقاومة لمواجهته.

 قد يبقى اختطاف الامام المغيب قسرا لغزاً عصيا على الحل، انما قد فات الخاطف والمنفذ ان الصدر ترك نهج حياة، وسيّج لبنان بكوكبة من الأفكار التي تشكل ضمانة للتعايش المشترك، وتحصين لبنان ضد اي مشروع فتنوي خارجي، هذا في حال قرر اللبنانيون ان يستفيدوا من ماضيهم للحفاظ على حاضرهم ومستقبلهم.

 

 

 

  • شارك الخبر