hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

فضل الله: للوقوف صفا واحدا في وجه خطر يستهدف الجميع

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٤ - 13:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، فهي خير الزاد في الدنيا والآخرة. ولبلوغ التقوى، لا بد من أن نستهدي بهذه الكلمات: وإني لأعجب من هذا الإنسان الذي يأبى الخضوع لخالقه ورازقه والمنعم عليه بكل شيء، ثم يخضع لأي سلطة ظالمة، أو شهوة عارمة، أو إنسان شقي، أو شيطان غوي، ويأبى الانحناء بعز أمام عظمة الخالق القادر، لكنه ينحني بذل أمام مخلوق ضعيف، لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا. لقد أراد الله لنا أن نكون أعزاء، فدعانا إلى أن نكون عبيدا له وحده، وأحرارا أمام العالم، فلا نقلب الصورة، لنكون عبيدا للناس والشهوات والأطماع، وأحرارا أمام الله الخالق والرازق والمدبر، فنفقد أغلى شيء في حياتنا، وهو أن يكون الله معنا، فعندها، سنفقد السند والمعين الذي لا سند فوقه، ولا معين غيره، ونحن لا نستطيع أن نواجه التحديات إلا بسنده وتأييده، كما حصل في غزة، التي استطاعت، وبعد خمسين يوما من الحرب عليها، أن تصد العدوان، وأن تمنع العدو من تحقيق أهدافه، بثبات مجاهديها، وصبر أهلها وتضحياتهم؛ هؤلاء الذين رفعوا شعار "حسبنا الله ونعم الوكيل" طوال المعركة".

اضاف: "ونحن هنا لا نريد، كما يفعل البعض، أن نقلل من حجم الضحايا والدمار، فثمن النصر كان كبيرا وباهظا، وهذا ليس جديدا مع عدو بنى سياسته على القتل والتدمير وإثارة الرعب في النفوس، ليسلب الأرض، وتنحني له الهامات، وتقدم له التنازلات. ولكن درس غزة، كما هو درس لبنان، أثبت أن كل هذا الدمار، وكل هذه الآلام التي صنعها العدو، لم تعد قادرة على كسر إرادة شعب مقاوم، لا في الميدان ولا المفاوضات".

وبارك ل"المجاهدين نصرهم، ونحن على ثقة بأن الذين صنعوا الانتصار، سيكونون حريصين على حفظه، واستكمال النصر بالوحدة، وعدم السماح لشياطين الفتنة بالتسلل بينهم، وعدم الإصغاء إلى كلام أولئك المحبطين والمهزومين، الذين يقولون: ماذا أنتجت المقاومة سوى الآلام والدمار؟! قولوا لكل أولئك: لقد انتصرنا على ضعفنا، ولن نعود أسرى الذل والعبودية والخيبة، ولن نتسكع على أبواب العالم، ليمن علينا بفتات من حقوقنا المشروعة".

وقال: "إننا نعتقد أن المطالب المشروعة بفتح المعابر، وحرية التنقل، والإعمار، ستتحقق بالوحدة الراسخة بين أبناء الشعب الفلسطيني، وبالصبر والثبات. وتبقى الحاجة إلى الحذر من هذا العدو، الذي لن يكل ولن يمل حتى يثأر من المجاهدين والمقاومين، ومن هذا الشعب، وهو من عرف بغدره وبعدم التزامه بالمواثيق والعهود، عندما تكون مصلحته في ذلك".

ودعا "الدول والشعوب العربية والإسلامية، إلى تحمل مسؤوليتها في الوقوف مع هذا الشعب، وعدم تركه ليقلع أشواكه بأظافره في المفاوضات والإعمار، كما ترك وحيدا في الميدان، سوى من قلة قدمت وأعطت ولا تزال، وإن خلف الستار، وليس في الواجهة، رغم تنكر البعض لها".

واضاف: "نصل إلى العراق، الذي تستمر معاناته بفعل التفجيرات الوحشية التي طاولت الأسواق والشوارع، وحتى المساجد، والتي تهدف إلى زيادة الشرخ والانقسام بين أبناء البلد الواحد، وتعميق الفتنة مذهبيا وطائفيا وعرقيا".

وقال: "إننا في الوقت الذي نثني على كل الأصوات الواعية التي منعت أعداء العراق من تحقيق أهدافهم بإشعال الفتنة، وإيقاف العملية السياسية بعد التفجيرات الأخيرة، ندعو إلى الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية يلتقي فيها الجميع، وتساهم في علاج أزمات هذا البلد، وتخرجه من حالة الانقسام أو الفدرالية التي دعا إليها نائب الرئيس الأميركي، والتي لا نرى فيها إلا مشروع حرب دائمة بين الطوائف والمذاهب والعرقيات".

وتابع: "أما على صعيد العالم العربي والإسلامي، الذي بات بحاجة إلى جرعات كبيرة من الوحدة، في ظل الفتن التي تعبث بأكثر من بلد فيه، فإننا ننظر بإيجابية إلى اللقاء الذي حصل بين مساعد وزير خارجية إيران ووزير خارجية السعودية، والذي نأمل أن يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين، لما لها من أثر إيجابي في وحدة الساحة العربية والإسلامية، وفي كثير من ملفات المنطقة، وندعو إلى أن تستكمل هذه الخطوات بخطوات أخرى، تعيد إلى منطق الوحدة حضوره، رغم الاختلاف وتنوع وجهات النظر".

واضاف: "نصل إلى لبنان، الذي يستمر فيه التعطيل في موقع رئيس الجمهورية والمجلس النيابي، في الوقت الذي تستمر الأزمات الاجتماعية المتعلقة بالماء والكهرباء وقضية المياومين، وتزداد المخاطر على حدود لبنان الشرقية، في ظل وجود الآلاف من المسلحين، كما تحدث وزير الداخلية، الذين يشكلون تهديدا للجيش اللبناني وعرسال والقرى المجاورة. وما حصل بالأمس من عدوان على الجيش، هو دليل على رغبة المسلحين في فتح هذه الجبهة على مصراعيها، في ظل إصرارهم على عدم إطلاق مخطوفي الجيش اللبناني والقوى الأمنية، الذين بتنا نخشى على مصيرهم، وسط المعلومات التي نأمل أن لا تكون صحيحة". ومن هنا، ندعو إلى التحرك السريع والجدي، نظرا إلى خطورة هذا الأمر".

ورأى ان "كل هذا الواقع الذي يعانيه هذا البلد، لا يمكن أن يواجه بحالة الانقسام والترهل التي تعيشها الساحة السياسية، وحتى الشعبية. ولذلك، ندعو إلى مزيد من الوحدة وتراص الصفوف، لمنع هذا الخطر الداهم من بلوغ أهدافه في تأجيج فتنة مذهبية طائفية، واستباحة هذا البلد، كما حصل في العراق وغيره".

وأمل أن "تلاقي الأصوات التي دعت إلى التفاهم اللبناني - اللبناني، تجاوبا من الأطراف الأخرى، بعيدا عن الشروط والشروط المضادة، فالوقت ليس وقت تصفية حسابات، أو معالجة أخطاء سابقة ارتكبت. إن الوقت هو وقت الوقوف صفا واحدا في وجه خطر يستهدف الجميع، وبعد ذلك يأتي العتاب، ومعالجة ما يعتبر من الأخطاء".

وختم: "أخيرا، لا بد من أن نتوقف عند الذكرى السادسة والثلاثين لاختطاف الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه. إننا نعتبر هذه القضية جريمة العصر، نظرا إلى الدور الكبير للامام في الساحة الإسلامية والوطنية، وهو الذي حمل قضايا الأمة الكبرى، ومعاناة المحرومين والمستضعفين، فكان معلما من معالم الوحدة الإسلامية والوطنية والمقاومة ومواجهة الظلم الداخلي، وإذا كان خاطفوه قد أرادوا من تغييبه إخماد صوت الحق الذي أطلقه، فإن هذا الصوت تجذر في العقول والقلوب، وفي الساحات المختلفة التي عمل فيها. ويبقى منا الدعاء لأن تفضي الجهود التي تبذل إلى كشف ملابسات هذه القضية وأسرارها سريعا، إنه سميع مجيب الدعاء". 

  • شارك الخبر