hit counter script

أخبار محليّة

سليمان: بدأت التحضيرات لإنشاء جبهة إعلان بعبدا

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الرئيس ميشال سليمان وفي حديث الى "اللواء"، تخلى بإرادته التامة عن السلطة، ولم تغريه المناصب، والمواقع، لكنه بقي في قلب الحدث، ولم يخرج عن اللعبة السياسية أو يطلقها لأنه أطلق في عهده مبادئ وطنية وأرسى قواعدها خلال ولايته التي امتدت ست سنوات كاملة ورفض أن “يطولها” كما كان يفعل أو يحاول من سبقه في في سدة الرئاسة الأولى.

وأولى هذه المبادئ والقيم أو المسلّمات الوطنية التي أرساها الرئيس سليمان إعلان بعبدا الذي يحيّد لبنان عن الصراعات والنزاعات العربية والدولية، ولقي هذا الإعلان تأييد كافة اللبنانيين من دون استثناء، وها هو اليوم يعمل بكد للمحافظة على هذا الإعلان. كأساس لسياسة لبنان وذلك من خلال جبهة وطنية تضم كل المؤمنين بهذا الإعلان وبتحييد لبنان عن النزاعات، وله، كما أبلغ زواره اتصالات مع أكثر من جهة سياسية لبلورة الصيغة النهائية لهذه الجبهة، ويشير الرئيس سليمان أنه يعكف على دراسة هذا المشروع السياسي الهام، ولمن ستوجّه الدعوة للحضور والمشاركة العملية في المؤتمر الوطني أو الطاولة التي ستعقد لهذه الغاية.

ومبدئياً، فإن الدعوة ستشمل رؤساء المجالس النيابية السابقين والحاليين ورؤساء الحكومات السابقين والحاليين وطبعاً وفي المقدمة رؤساء الجمهورية السابقين والحاليين وقيادات من الذين أعلنوا موافقتهم على إعلان بعبدا.

ويذكر الرئيس ميشال سليمان في معرض إفاضة في الحديث عن أهمية إعلان بعبدا وما تضمنه هذا الإعلان، بأن الجميع وافق عليه بمن فيهم ميشال عون وممثل حزب الله ووقّع على محضر الاجتماع وبالتالي لا يستبعد أن يلبّي الدعوة الجميع للاشتراك في المؤتمر الذي سيدعو إليه بعد استكمال الاتصالات والمشاورات، إلا من انقلب عليه وورّط البلد في مشاكل وأزمات كان بغنى عنها.

والرئيس سليمان الذي يتابع بدقة ما يجري على صعيد الاستحقاق الرئاسي وملء الشغور في رئاسة الجمهورية، والذي كان يتمنى أن يشهد القصر الجمهوري حفل التسلّم والتسليم بينه وبين خلفه، لا يرى في الوقت الحاضر أي بارقة أمل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية “لأن الأبواب ما زالت موصدة أمام الاتفاق على هذا الرئيس”، وإن كان يرى كما قال لـ “اللواء” بأن هناك حركة للرئيس نبيه بري وللنائب وليد جنبلاط لكنه يشك في أن تكون هذه الحركة حققت تقدماً أو اخترقت جدار الأزمة الرئاسية المسدود.

وكما أن الرئيس سليمان يرى أن الأفق الداخلي مسدود أمام ملء الشغور الرئاسي فهو يرى أيضاً إنسداداً في الأفق الخارجي، ولا يوجد في نظره أية إشارات إيجابية لتقارب إيراني – سعودي ينعكس انفراجاً على الساحة اللبنانية الداخلية تحدث فجوة واسعة في الجدار المسدود، لكنه لا يسقط من حساباته تلك الأجواء والمناخات الإيجابية التي يمكن أن تمهّد لتسوية في المنطقة، بالرغم من المخاض الصعب الذي أوجدته ظاهرة “داعش”، والتي قد لا تكون الولايات المتحدة الأميركية التي ما زالت تخوض معركة السلاح النووي التي تسعى إيران الى امتلاكه.

وفي عودة سريعة الى ما يجري على الساحة اللبنانية الداخلية يشدد الرئيس سليمان على خطورة الوضع في عرسال وجرودها ويُعيد التذكير والتساؤل عن مغزى كلام السفير السوري علي عبد الكريم علي عن وجود إحياء العمل بالاتفاقات الأمنية بين سوريا ولبنان وهو العنوان نفسه الذي طرحه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون قبل فترة من انفجار الوضع في عرسال بين الجيش والمسلحين التابعين الى “داعش” وأخواتها، ويعبّر عن أسفه لهذا الطرح لأنه يعني أولاً وآخراً إعترافاً بنظام بشار الأسد وبما يرتكبه من جرائم ضد الشعب السوري.

وفي غمرة حديثه عن الأوضاع الداخلية المأزومة لا يعفي الرئيس سليمان الطبقة السياسية الحالية التي تشكل مجتمعة ما يسمى بالإقطاع السياسي، ليحمّل هذا الإقطاع الجزء الأكبر من المسؤولية السياسية والمعنوية عن الوضع المأزوم التي تمر به البلاد، ليختم بإعادة التأكيد على أهمية وضرورة قيام “جبهة إعلان بعبدا” لإنقاذ هذا البلد مما يتخبط فيه من مشاكل وأزمات، ذلك لأن تحييد لبنان عن نزاعات وتداعيات المنطقة من دون أن يؤدي ذلك الى التنصل من المسؤولية في النزاع العربي – الاسرائيلي هدفها وطني بامتياز من دون الدخول في تفاصيل الملفات الداخلية ومنها ملف سلاح المقاومة.

  • شارك الخبر