hit counter script

مقالات مختارة - يحيى دبوق

إسرائيل: ولّى زمن الانتصارات

الخميس ١٥ آب ٢٠١٤ - 07:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

«ولى زمن الهزائم، وجاء زمن الانتصارات». الشعار الشهير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أطلقه في أعقاب حرب عام 2006، عاد ليتردد في تل أبيب. في النشرة الإخبارية الرئيسية للقناة الثانية العبرية، أقرت القناة بالشعار، في خلاصة تقريرها حول معركة غزة ونتائجها: «ولى زمن الانتصارات، وعبارة دعوا الجيش ينتصر، لم تعد ذات قيمة».

خلال العدوان على قطاع غزة، قيل الكثير عن حزب الله: كيف يعاين قتال الجيش الإسرائيلي وتكتيكاته، وكيف يراقب الاختبار الحقيقي الميداني لأداء الجيش بعدما أكد جاهزيته واستعداده للحرب.
وكما كان متوقعاً، بدأت إسرائيل حملتها الدعائية ــــ الإعلامية، التي يتوقع أن تمتد لفترة من الزمن وأن تصاحبها مواقف لكبار المسؤولين الإسرائيليين، في محاولة لتغيير استنتاجات حزب الله عن جيشها وأدائه في غزة. وتهدف الحملة الى درء التداعيات السلبية لهذه الاستنتاجات على الحرب المقبلة، وعلى قرارات حزب الله. إلا أنه لم يكن متوقعاً أن تعمد إسرائيل إلى إعادة التأكيد على «الحسم السريع» في مواجهة حزب الله، فيما الجيش الإسرائيلي عجز طوال 50 يوماً عن الحسم في غزة.
أهم التعليقات العبرية الواردة من إسرائيل، حول معركة غزة، جاءت على لسان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء يائير غولان. إذ أكد أن المعركة مقابل حزب الله لن تكون شبيهة بالمعركة مقابل حماس، بل ستكون قاسية جداً: «ما لدى حزب الله من قدرة نارية سيتسبب بأضرار جسيمة وقاسية جداً لإسرائيل، وهو ما سيدفعنا إلى رد هجومي وقاس جداً، وإلى حسم المعركة بسرعة».


بدأت إسرائيل حملة
دعائية لتغيير استنتاجات حزب الله عن أداء جيشها

وإذا قمنا بإعادة صوغ كلام غولان، الموجّه أساساً الى الداخل الإسرائيلي وجاء للمفارقة خلال جلسة مع رؤساء بلديات المستوطنات الشمالية لطمأنتهم حول الجبهة وتهديداتها، فستكون العبارات أكثر وضوحاً. من ناحية عملية، لم يهدد غولان بإلحاق الدمار بلبنان لفرض شروطه وإملائها عليه وعلى حزب الله، بل إن الدمار الذي يهدد به سيأتي رداً، وفي حال استخدم حزب الله سلاحه وألحق دماراً هائلاً بإسرائيل. أي أنه نقل مكاني الفاعل والمفعول به، على نقيض مما اعتادت عليه إسرائيل، في حروبها مع العرب.
أهمية هذا الكلام، أنه على لسان أحد أعضاء هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وقائد المعركة المقبلة المفترضة مع حزب الله. ما الذي يعنيه ذلك؟ يعني أن سلاح المقاومة، حتى من دون استخدامه، لديه وظيفة أساسية في زمن اللاقتال، وفي تأجيل الحرب، وربما أيضاً في منعها من الأساس.
لكن ماذا عن «الحسم السريع»؟ كلام غولان عن الحسم يثير أكثر من سؤال: هل سيتغير الجيش الإسرائيلي وأداؤه وإمكاناته في حربه المقبلة مع حزب الله عما بدا عليه في غزة؟ هل ستتقلص قوة حزب الله ما يمكّن إسرائيل من الحسم؟ هل ستتقلص جغرافية لبنان ليصبح أقل حجماً وسهولة من جغرافية القطاع تمهيداً للغزو البري الساحق؟ هل سيكون أداء المستوطنين في تل أبيب مغايراً لأداء مستوطني غلاف غزة، وهل سيرفضون الفرار؟ علماً بأن لا مكان للفرار في الحرب المقبلة مع حزب الله... ولائحة الأسئلة تطول.
المؤكد أن إسرائيل ستسعى إلى إنهاء المعركة مع حزب الله، إن وقعت، بسرعة كبيرة جداً. لكن حسمها موضع شك، في أقل تقدير. لا قدرة لإسرائيل على حرب تلحق بها خسائر ودماراً هائلاً طوال 50 يوماً، بل ستسارع إلى وضع حد للمعركة سريعاً، هذا إن لم تمنع نشوبها من الأساس. أما الحسم السريع، بمعنى انتصار إسرائيل، فقد «ولى زمن الانتصارات».
 

  • شارك الخبر