hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - روبير فرنجيه

غسان صليبا يختزل مسيرة الاربعين سنة بحفلتين وبعشرين اغنية

الخميس ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليست حفلات غسان صليبا على مسرح كازينو لبنان بمناسبة مرور ربع قرن او نصفه على مسيرته الغنائية. وليست مناسبة لاطلاق اغاني البومه الجديد. لم يكن لها اية مناسبة ولكننا كجمهور استثمرنا المناسبة كثيراً.
لا ندري كيف خلط غسان صليبا "خوليو العرب" ب"سيف البحر" وكيف انتقى من ارشيفه الواسع هذه الباقة الغنائية التي استطاع فيها ان يثبت ان الجمهور تستهويه هذه الاغاني وهذه المناخات، وان الناس تقطع تذكرة لتسمع وتستمتع بالصوت والكلمة واللحن وليس لتذوق الطعام والتهام الاطايب.
لم يفقد نجم اكبر المسارح الغنائية حضور المطرب المستقل ولا الوسامة وقدرة التفاعل مع جمهوره برقي ودون اختراق المسافة، لكنه لم يخرج من عباءة المسرح، خصوصاً حين قدم بعضا من اغاني المسرحيات مع الكبير منصور الرحباني او مع الفنانين اسامة وغدي ومروان الرحباني الذين اعتبروا ما اختاره صليبا لفتة وفاء لمسرحهم.
اطل منشداً "على قدر العزم" ثم تنقل في ارشيفه مانحاً "صيف 840" الحصة الاكبر من الربرتوار، هي التي منحته اول هوية مسرحية فغنى منها لميرا حبيبة "سيف البحر" وكانت بين الحضور ميرا الفنانة هبة طوجي مع الفنان اسامة الرحباني تصفق له وتلتقط الصور. كذلك "زينوا الساحة" ثم "غريبين وليل" التي حركت الجمهور حباً وشغفاً لينتقل الى "لمعت ابواق الثورة" التي كانت الاغنية الاولى التي يهتف له الجمهور فيها "بيس" ويطالب باعادتها ورضخ لمشيئتهم بذوق كبير وقدم بعضاً منها. وهذه نقطة كانت لصالح غسان المطرب الذي لم يكن لوحاً خشبياً على المسرح او ممثلاً، بل كان غسان صليبا النجم الشامل والمتكامل يغني وكأنه يقدم لوحة دون زيادة او نقصان.
غنى الاغنية الرحبانية – الفيروزية "شالك رفرف" وغنى اغنيته القديمة منها واحدة لزكي ناصيف "عالساحة قومي نزلي" ثم "دق باب الحب وفوت شطب ع سنين الفرقة الحب الخالد ما بيموت متل التاريخ بيبقى" ثم "بعدك بتقوليلي روق" و"بجنينتنا في عصفور" ليعود الى النبع الرحباني ويروي عطشنا باغنية نالت تصفيقا "وطني بيعرفني وانا بعرف وطني" وفي كل مرة كان يعود غسان الى هذا المناخ كان الجمهور يرغب بالمزيد.كأنه يريد غسان من جديد على المسرح ولا يريد في الوقت نفسه ان يغادر المسرح "الغنائي". غسان في اختياراته نوع من التواقيع حيث انتقى "بجنينتنا في عصفور" من الحان نهاد طربيه و"بعدك بتقوليلي" من الحانه وكلمات ميشال جحا.
وكم كان التفاعل قوياً حين صدح صوته "اذا راح الملك بيجي ملك غيرو بس اذا راح الوطن ما في وطن غيرو". كذلك بدا ان غسان استطاع ان ينشر اغنيته الجديدة "بعيد الشر عن قلبك" التي كتبها منير ابو عساف ولحنها بلال الزين واخرج الفيديو كليب شربل رحمة. وقد رافق اداء صليبا لها بث مقاطع منها على الشاشة العملاقة مثلما بثت مقاطع له حين جسد دور الشيخ خليل وهبة حين ادى اغنية جنيريك مسلسل "واشرقت الشمس" من تأليف الاب فادي تابت.
مفاجئة كانت تقديمه "مرقو الحصادين". كأنه لا يزال يملك ذات الخامة الصوتية الاصيلة التي اكتشفها الجمهور باطلالته الاولى في استديو الفن عام 1974.
منذ 1974 قد تكون مرت 40 سنة زادت تالق هذا المطرب وهذا الممثل وراكمت نضوجه لكنها في طلته لم تستطع ان تبدل وتحور وتحرف. هو ذاته حين كان يغني "يا مجوزين" و"يا حلوة شعرك داري" في سهراته. هو ذاته لا يكثر من الكلام والخطابات في ظهوره على المسرح. اكتفى بعد اداء اول اغنية بتحية مقتضبة مشيراً الى ان اللقاء على اسم المحبة. معلقاً حين غنى "بجنينتنا في عصفور معلق قلبو بعصفورة بينطر تيفل الناطور بيتلاقوا بالزعرورة": "انشالله ما يقصوها". او حين ادى "كل شي تغير" للفنان ايلي شويري قال ان هذه الاغنية سجلت ووزعت وهو يصر على تقديمها. وهي تحكي عن جشع الحكام وشهوة السلطة والتسلط لديهم. كل ذلك وكرسي الرئاسة في بعبدا صورة لفراغها على الشاشة العملاقة.
20 اغنية قدم غسان صليبا في ساعة ونصف على خشبة مسرح كازينو لبنان مع فرقة موسيقية كثيرة الاحتراف والعازفين بقيادة جورج مرعب. والحفلة التي امتدت على فصلين اراد غسان صليبا ان يختمها ب"كل شي تغير" الا ان هتفات المحبين لصوته ولفنه من جزين وزحلة وزغرتا وبعلبك وبيروت وعكاراعادته الى المسرح مؤديا مقطعاً من "لمعت ابواق الثورة" ولتسدل الستارة على غسان صليبا يتسلم باقات الورود والزهر والاحلى بينها "كمشة غصون زيتون" من سيدة رافقته منذ 1974 في استديو الفن الى خشبة مسرح كازينو لبنان.

  • شارك الخبر