hit counter script
شريط الأحداث

أخبار إقليمية ودولية

بوتين وبوروشينكو بمينسك: هل تنتصر موسكو إذا هزمت كييف؟

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٤ - 13:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يلتقي، اليوم الثلاثاء، في عاصمة روسيا البيضاء، مينسك، الرئيسان الأوكراني بيوتر بوروشينكو والروسي فلاديمير بوتين. لقاء يعقد شكلياً من أجل مناقشة علاقات أوكرانيا مع الاتحاد الجمركي، بعد توقيع كييف اتفاق الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن الحرب الدائرة على الأرض، والسلام الذي يبتعد أكثر فأكثر، لا يمكن إلا أن يشغلا حيزاً مهماً من زمن اللقاء، وخصوصاً أن الأقاليم الانفصالية حققت نجاحات في ساحات القتال، أفضت إلى حصار حوالي سبعة آلاف جندي أوكراني، على ما تقول وسائل إعلامها، وقامت، في خطوة تؤكد الانفصال، بتشكيل جيش خاص بها، عشية لقاء مينسك.
ومما يدل على أهمية محادثات مينسك، الإعلان عن مشاركة وسطاء من مفوضية الاتحاد الأوروبي فيها. فمن المقرر أن تصل إلى مينسك مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كاترين أشتون، ومفوض شؤون الطاقة، غونتر أوتينغير، إضافة إلى مفوض شؤون التجارة، كارل دي غوشت. وقد نقلت "إيتار تاس" عن أشتون قولها: "لا أريد أن أتحدث كثيراً عن الاجتماع المقبل في مينسك، لكن هناك فرصة لا يجوز تفويتها". علماً أن تشاؤماً يسود أوساط المراقبين بشأن ما يمكن أن يفضي إليه لقاء مينسك، خصوصاً أن الأحداث على الأرض تسير نحو تقسيم أوكرانيا فعلياً، بصرف النظر عن الإقرار بذلك قانونياً أو الاعتراف به.
جبهات أوكرانيا وحدودها مفتوحة
مساء يوم الجمعة 22 آب الجاري، أعلن رئيس حرس الحدود الأوكراني، بافل شيشولين، خلال برنامج "شوستر لايف" على هواء القناة الأوكرانية الأولى أنّ "أكثر من 100 كيلومتر من الحدود الدولية الأوكرانية مع روسيا خارجة عن سيطرتنا، بما في ذلك في منطقة إيزفارينو (المعبر الحدودي)". ومن الجدير بالذكر أنّ قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 221 شاحنة، معدّة من أجل سكان منطقتي دونيتسك ولوغانسك عبرت في هذا اليوم نفسه الحدود الروسية الأوكرانية، وقد أثار ذلك ضجة في الأوساط الأميركية والأوروبية، وعدّت خطوة موسكو بمثابة تدخل في الشؤون الأوكرانية.
وعلى جبهات القتال، أقدمت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد على خطوة نوعية نحو مزيد من الانفصال عن كييف، بتحولها من الاعتماد على الميليشيات في الدفاع عن انفصالها، إلى تشكيل جيش نظامي. وفي هذا الشأن، نقلت وكالة "إيتار تاس" الخبر التالي: "اتخذت هيئة أركان جيش جمهورية دونيتسك الشعبية قراراً يقضي بالانتقال إلى مشاركة وحدات الجيش الذي تم تشكيله في الفترة الأخيرة من مقاتلي اللجان الشعبية وما غنمته من أسلحة، في العمليات القتالية". وكما جاء في الخبر، فإن "جيش دونيتسك الجديد يتألف من وحدات دعم نارية متكاملة، وقد أضيفت إليه في اليومين الأخيرين، كتائب تم تشكيلها من السلاح الذي استولى عليه، أثناء المعارك ضد جيش كييف، مقاتلو اللجان الشعبية، وهي: كتيبتا دبابات، و3 كتائب هاوتزر ذاتية الحركة، و3 كتائب مدفعية، و8 بطاريات مختلفة".
في المقابل، وبصورة معاكسة تماماً، تنتقل كييف من عمليات جيشها النظامي الذي يبدو أنه يعجز إلى الآن عن حسم المعركة، إلى تشكيل مجموعات فدائيين لقتال الأقاليم الانفصالية. فقد نقلت وكالة "ريا نوفوستي"، في 25 أغسطس/آب الجاري، أن قائد كتيبة "دونباس" في القوات الأوكرانية، سيميون سيمتشينكو، كتب على صفحته في موقع "فيسبوك" عن فتح باب التطوع في تشكيلات فدائيين. وكتب سيمتشينكو: "سيبدأ مركزنا في لجنة الحركة الفدائية بتلقي الاتصالات. أعتقد أننا في غضون بضعة أيام، سنصل إلى اجتماع عام لقادة المناطق المختلفة، وسأخصص لهذا الأمر مدربين ومعسكراً للتدريب".
وفي خبر لم يتم تأكيده بعد من مصادر مستقلة، نقلت وكالة "ريا نوفوستي"، في 25 أغسطس، عن نشرة المقاتلين اليومية من دونيتسك، أن القوات الشعبية تمكنت بعد معارك ضارية مديدة من الانتقال إلى الهجوم وأغلقت طوق الحصار على وحدتين من الجيش الأوكراني. في إحداهما خمسة آلاف جندي، وفي الثانية ألفان. وقد وقع في الحصار ما يزيد عن 40 دبابة، وحوالى 100 ناقلة جند مدرعة، وكذلك 50 بطارية (غراد) و(أوراغان)، وأكثر من 60 مدفعاً، الأمر الذي نفاه مجلس الأمن والدفاع الأوكراني.
وفي خطوة ذات دلالات تاريخية موجعة، تؤكد عدم القابلية للعودة إلى "العيش المشترك" في الأفق المنظور، بين شطري أوكرانيا، جرى في دونيتسك استعراض أسرى الحرب الأوكرانيين وإذلالهم بمعاملتهم معاملة الجنود النازيين. فقد كتب المدعو كولونيل كاساد في المدونة الخاصة في المجلة الحية (لايف جورنال): "في دونيتسك، جرى استعراض أسرى الحرب من الجيش الفاشي، على غرار ما جرى عام 1944، وقد سارت وراء الأسرى سيارات التنظيف لتغسل الشوارع من آثارهم". إضافة إلى ذلك، افتتح في دونيتسك معرض تحت السماء المفتوحة، عرضت فيه المعدات الحربية التي غنمها المقاتلون. في المقابل، وبمناسبة الذكرى 23 لاستقلال أوكرانيا، أجرت كييف استعراضاً لقوات عسكرية في ميدان الاستقلال، استمر حوالي 50 دقيقة، قبل أن يتجه الجنود بآلياتهم للقتال. فقد نقلت صحيفة "فزغلاد" عن مجلس الأمن والدفاع الأوكراني قوله إن القوات المشاركة في الاستعراض ستتوجه من ساحة الاستقلال إلى القتال في دونباس.
"العربي الجديد - منذر بدر حلوم"

  • شارك الخبر