hit counter script

الحدث - نادر حجاز

طيف محمد الدرّة بين حمزة الخطيب ونادر القنطار

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٤ - 06:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في 30 ايلول من العام 2000 هزّت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان مشاعر العالم أجمع. محمد الدرّة شهيداً برصاص الاحتلال الاسرائيلي في حضن والده في أحد شوارع غزة.
الا ان هذه العدسة لم تتمكن ذات يوم من نيسان 2011 في درعا، من التقاط آخر معاناة حمزة الخطيب ابن الـ 13 عاما، منكَلاً به في السجون السورية ومقتولا برصاصة لم تكترث لطفولته البريئة.
ولم تلتقط هذه العدسة ايضا،آخر تقاسيم الرجولة الطريّة في وجه نادر القنطار منذ ايام، ابن الـ 11 عاما في دير داما في جبل العرب، مدافعا بعينيه وصوته الطريّ عن امه واخوته، في وجه ضيوف قرعوا باب منزلهم على غفلة ليفرغوا حقدهم به.
فبمَ يختلف قتلة الخطيب والقنطار عن "اسرائيلي" لطالما نكّل بالشعب العربي وشق بطون الحوامل في دير ياسين؟ اي قضية قد تشفع لقاتل حمزة واي ثورة قد تغفر لقاتل نادر؟. فها طيف محمد الدرة يعانق كل ملائكة هذا الشرق المظلم، مرورا بقانا والغوطة.
انها الطفولة المذبوحة في هذا الشرق الحزين، حيث "تمرّ الخيول الحمر، ويرتوي الباشق من دم العصفور". يختلف القاتل والضحية واحدة، أمة تُسلَخ عن انسانيتها، تارة تغرق في بحور النفط وتارة في بحور الدم.
يستمر النزف فيما العرض الدولي متواصل للمؤتمرات الصحافية المنمقة، والتهديدات بالويل والثبور وعظائم الامور. ولو لم يُذبح جيمس فولي لما قطعوا إجازاتهم وشغلوا محطات التلفزة العالمية، رغم ان آلاف اقتلعوا من بيوتهم من مسيحيي الموصل والمئات دُفنوا احياء من الايزيديين وغيرهم كثر.
انه جدول هتلر لم يُمزّق بعد. فهذا الشرق لا تصنيف له في أولويات العالم، الا وفق تقارير "أوبك" حول صادرات النفط واسعار السوق العالمية.
واما نحن فتبقى لنا صورة لمحمد الدرة وحمزة الخطيب ونادر القنطار، شاهدة على ليلة خان فيها بروتس القيصر، وسلّم فيها يهوذا معلّمه، وذبح فيها قابيل شقيقه ونكر فيها أبناء يعقوب ذلك الصدّيق.

  • شارك الخبر