hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - حسين زلغوط

الأسباب الأمنية تلغي مهرجان الإمام الصدر للسنة الثانية

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اللواء 

اعتادت حركة «امل» ومعها غالبية الشعب اللبناني على مدى 34 سنة احياء ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في الحادي والثلاثين من آب من خلال مهرجان مركزي حاشد يقام مداورة بين بيروت والجنوب وبعلبك تلقى فيه كلمات لعدد من الشخصيات السياسية والروحية من مختلف القوى والمذاهب ، والتي عادة ما كانت تجمع على رمزية هذه المناسبة الوطنية، والالتقاء على ان خيار الوحدة والعيش المشترك والحفاظ على كيانية وعروبة لبنان كان احد ابرز اسباب اخفاء الامام الصدر.
غير ان ظروف هذه الذكرى قد تبددت بدءأً من العام الماضي مع وصول معلومات الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة الحركة مفادها ان هناك عملاً امنياً كبيراً يحضر للتنفيذ في هذه المناسبة، على يد مجموعات ارهابية بهدف ارباك الداخل اللبناني بالتوازي مع المتغيرات التي طرأت على المنطقة في ضوء ما سمي انذاك «الربيع العربي» والازمة التي اندلعت في سوريا، وانعكاس ذلك على الداخل اللبناني، وهو ما حدا بالرئيس بري بعد اجتماع للمكتب السياسي للحركة لإلغاء مهرجان العام الماضي والاستعاضة عنه بمؤتمر صحافي عقده الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، تحدث فيه عن المناسبة مخاطباً القيادة الجديدة في ليبيا بعد الاطاحة بمعمر القذافي للعمل على كشف ملابسات عملية الاختطاف واطلاق سراح الامام ورفيقيه، وقد شكلت لجنة لهذه الغاية زارت ليبيا عدة مرات والى الان لم تأت بنتيجة.
هذا المشهد سيتكرر في الذكرى السادسة والثلاثين حيث ان الامور الامنية والسياسية لم تتغير، وان المخاطر التي حالت العام الماضي دون احياء الذكرى بمهرجان مركزي ما تزال على حالها، ولذا فان الرئيس بري سيطل على اللبنانيين عبر شاشات التلفزة مباشرة عند الثامنة من مساء الاحد المقبل، ليتحدث عن المناسبة وعن الاوضاع بشكل عام في لبنان والمنطقة.
ووفق المعلومات فإن خطاب الرئيس بري سيكون مطولاً، وسيتضمن عناوين رئيسة ومهمة، وسيكون له مواقف تحاكي الوضع اللبناني وستقارب الملفات الخلافية من الاستحقاق الرئاسي الى الانتخابات النيابية وصولاً الى القضايا الاجتماعية والامنية، وسيتابع جمهور الامام الصدر خطاب رئيس المجلس عبر شاشات كبيرة ستوزع في العديد من المناطق من بيروت الى الجنوب والبقاع.
وكان المكتب السياسي للحركة اصدر بيانا في المناسبة دعا فيه» لجعل هذا اليوم يوما لبنانيا وعربيا ودوليا من اجل حرية الامام الصدر ورفيقيه وحرية المطرانين: يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، حرية جنودنا البواسل وعناصرنا الامنية المختطفة على يد الارهاب، حرية الذين تعرضوا للسبي في العراق وحرية المحتجزين في كل انحاء العالم، خصوصا اولئك الابطال المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وتأكيدا ان لبنان بالتالي يرفض العودة الى الوراء للوقوع في واقع التصدع والانقسام الجاري في المنطقة وانه سيكون قويا ومنيعا بوحدته الوطنية بمواجهة ما تحمله الاخطار العابرة للحدود من تهديدات، وسيبقى الانموذج العالمي والشرق الاوسطي والعربي الفريد في تعايشه.
كما دعا للتأكيد على مواقف الامام الصدر، من ان لبنان دولة مواجهة ودولة تحد لأنه امام اسرائيل ونتيجة لموقعه الجغرافي، ولا بد من ان نعيد الى اللبناني أفقه الواسع لكي ينتج ويساهم في صناعة المستقبل وتاريخه والتاريخ الانساني.
واكد البيان ان المقاومة والشهادة الحقيقية بمواجهة الارهاب والعدوانية الاسرائيلية على حدود الوطن الجنوبية موازية للمقاومة والشهادة على حدود الوطن الشرقية والشمالية بمواجهة الارهاب والعدوانية التكفيرية، انطلاقا من تأكيد الامام الصدر «ان الشهادة في الحقيقة لا تتجزأ وان الدم المهرق من جسم الوطن لا يقبل التفرقة، بل هو ينبوع خلاص وعربون الحياة الجديدة.
ولفت الى ان الحادي والثلاثين من آب هو يوم لتأكيد رفض الطائفية السياسية والانحياز الى لبنان الدولة المدنية المؤمنة التي تعتمد الكفاءات والعدالة وتكافؤ الفرص.
ودعا لان تكون الذكرى يوم خلاص للامام الصدر وللبنان بمواجهة الآلام الكبرى التي تعصف بالمنطقة، وبمواجهة الايدي نفسها التي تعود لزرع الشقاق والفتن، وبمواجهة غموض الاوضاع وقسوة الظروف.
وأقامت حركة «أمل» - المنطقة السادسة في اقليم البقاع، احتفالا في حسينية الامام الصادق في بلدة القصر - الهرمل، للمناسبة والقى نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ حسن المصري، كلمة قال فيها: «علينا ان نسعى دائما لان يبقى هذا المشرق وحدة وطنية وانسانية، وان المؤامرة على المسيحيين في العراق وفي سوريا وفي لبنان لا تزال قائمة من قبل الساسة الاميركيين والاسرائيليين من اجل توطين الفلسطينيين وليس محبة بالمسيحيين. واننا نقول للعالم العربي ان ما تقومون به من دعم لهذا الارهاب التكفيري سوف يرتد عليكم وان دول الخليج سوف تكون أول اهداف هذا الارهاب التكفيري».
واشار الى «ان من يدعو الى نزع سلاح المقاومة انما هو متآمر على قوة لبنان وعظمته وسيادته، وانه يريد ان يعيدنا الى حالة الضعف».
ودعا الى «الاسراع في التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية وتلبية دعوة الرئيس نبيه بري بأن الامر ما زال بأيدينا ولم يفت الاوان، وهناك فرصة تاريخية لصناعة رئيس صنع في لبنان ويكون لجميع اللبنانيين».
 

  • شارك الخبر