hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - جوزيف بو فاضل

الحريري مسؤول عن دماء الجيش ومقولة أنه رمز الاعتدال كذبة كبيرة

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٤ - 08:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ هناك سوء معالجة للوضع في عرسال، محمّلاً تيار المستقبل مسؤولية الدماء التي سقطت، رافضاً مقولة أنّ الرئيس سعد الحريري هو رمز الاعتدال، واصفاً إياها بالكذبة الكبيرة.
وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "حوار اليوم" أدارته الإعلامية جوزفين ديب، أثنى أبو فاضل على التضحيات التي بذلها الجيش اللبناني البطل في معركة عرسال، رافضاً الحملات التي تُشنّ على الجيش وقائده العماد جان قهوجي، مؤكداً أنه لا يزال متماسكاً.
وكشف أبو فاضل في المقابل عن معلومات تفيد بأنّ العسكريين المخطوفين سيعودون قريباً بموجب وساطة جديدة، واصفاً ما قامت به هيئة العلماء المسلمين، التي جدّد القول أنها تابعة لتركيا وقطر، بالتمثيلية.
من جهة ثانية، أعلن أبو فاضل عن تأييده لاقتراح تكتل التغيير والإصلاح انتخاب الرئيس من الشعب، معتبراً أنّ من يرفض ذلك لا يؤمن بالديمقراطية، معرباً عن أسفه لكون المسيحيين من يجهضون هذا المشروع، داعياً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لجمع القادة الموارنة والطلب منهم السير بانتخاب الرئيس من الشعب.

عرسال بأغلبيتها حاضنة لداعش والنصرة
أبو فاضل رأى أنّ هناك سوء معالجة للوضع في عرسال جراء تدخل تيار المستقبل عبر وزرائه وممثليه في السلطة لأنهم يعتبرون عرسال خزانًا لهم أو بيئة حاضنة لهم وهم يتقاتلون عليها مع داعش، مشيراً إلى أنّ البيئة الحاضنة الموجودة في عرسال هي بأغلبيتها بيئة حاضنة لداعش وجبهة النصرة، مشدّداً على أنّ الدماء التي سقطت هي مسؤولية تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري بالذات.
وفيما استغرب أبو فاضل إصرار البعض على تصوير البعض وكأنّ ظلمًا يلحق بأهل السنّة والجماعة في حين أنّ الواقع مختلف تمامًا، شدّد على أنّ مقولة أنّ الرئيس سعد الحريري هو رمز الاعتدال هي كذبة كبيرة، موضحًا أنّ كل ما حصل في عرسال مسؤولية تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار وكل من يريد وضع سلاح حزب الله على طاولة البحث بسبب قتاله في سوريا.
وإذ رفض أبو فاضل أن نختبئ بعد اليوم وراء إصبعنا، نبّه إلى أنّ الوضع في لبنان خطير جداً، مشيراً إلى أنّ الأميركيين يتجهون لقصف داعش في العراق فقط، ما سيدفع عناصر داعش للهرب إلى سوريا، ومن سوريا ستفتح الحرب الشاملة مع داعش والنصرة.

الحريري أجبِر على فتح بيت سلام
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ أغلبية أهل عرسال يفضّلون داعش على الجيش اللبناني، معتبراً أنّ الأمر مرتبط بالخلاف السني الشيعي بشكل أو بآخر، وحمّل في سياقٍ متصل تيار المستقبل مسؤولية مذهبة المؤسسات اللبنانية، وذكّر كيف أنّ الشيعة والسنة والدروز صادروا صلاحيات المسيحيين من خلال اتفاق الطائف، وقال: "نحن اليوم أمام قرف مسيحي تجاه كلّ هؤلاء الذين لا يريدون أن يعطوا المسيحيين حقوقهم".
واعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس سعد الحريري أجبِر على فتح بيت سلام بعدما سمّت المملكة العربية السعودية الرئيس تمام سلام كرئيس للحكومة اللبنانية خلفاً للرئيس نجيب ميقاتي، واستهجن أيضاً كيف أنّ الحريري الذي هو نائب حالي ورئيس حكومة سابق أن يشارك في اجتماع للقادة الأمنيين في السراي الحكومي دون أن تكون له أي صفة رسمية تخوّله حضور مثل هذا الاجتماع، متسائلاً: "هل هناك دولة أم لا؟"
وأشار أبو فاضل إلى أنه لا يمكن لسعد الحريري أن يحضر هكذا اجتماع وهو ليس ممثلاً للمملكة العربية السعودية صاحبة هبة المليار دولار طالما أنه ليس موظفاً في الديوان الملكي السعودي، كما رسم علامات استفهام واسعة حول هبة المليار دولار والقيمة الفعلية التي ستصل منها والشروط الموضوعية على كيفية صرفها وكذلك توزيعها على الأجهزة الأمنية المختلفة من الجيش وقوى الأمن والأمن العام وأمن الدولة.

الفراغ بدأ منذ عهد الرئيس سليمان
وشدّد أبو فاضل، ردًا على سؤال، على أنّ قرار عدم تسليح الجيش لا يزال ساريًا، ولفت إلى أنّ تيار المستقبل لا يؤمن بالدولة إلا إذا كان معه مفتاح الخزنة ومفتاح العدلية، مذكّراً كيف ضربوا الدولة عندما خرجوا من السلطة وهم الوحيدون الذين أطلقوا المولوتوف على الجيش بالإضافة إلى داعش، وذلك في ما سُمّي يوم الغضب، الذي سمّاه أبو فاضل بيوم العهر، ورأى أنّ الرئيس سعد الحريري أصبح مثل الملك السعودي غائباً عن الوعي في الكثير من المراحل لا يعرف عرسال من مرسال.
واستهجن أبو فاضل القول أنّ المعادلة تغيّرت وأنّ تيار المستقبل بات معتدلاً، لافتاً إلى المواقف والتصريحات اليومية التي تصدر عن وزير العدل اللواء أشرف ريفي على سبيل المثال ضدّ حزب الله وسوريا، متحدّثاً عن حقدٍ دفين لدى هؤلاء على الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنّ هذه المواقف ليست سياسية وهي تترجَم بالدم على الأرض.
ورأى أبو فاضل أنّ الخطة الأمنية لم تكن لتنجح لو لم يصل تيار المستقبل إلى السلطة ويستلم كلّ الحقائب الأمنية هو والرئيس السابق ميشال سليمان، مشدّداً على أنّ الفراغ بدأ منذ عهد الرئيس سليمان لا بعده، مشيراً إلى أنّ النائب وليد جنبلاط بخطئ عندما يشيد بالرئيس سليمان لأنه لم يكن حريصاً على مصلحة لبنان بل كان يخدمه فقط.

مطلوب للدولة يحظى باستقبال رسمي
واستهجن أبو فاضل كيف أنّ الرئيس سعد الحريري وقيادات تيار المستقبل يستقبلون رئيس بلدية عرسال علي الحجيري وهو المطلوب للدولة اللبنانية بموجب قرار اتهامي يدينه بجرائم قتل ضباط في عرسال، كما استنكر إخلاء سبيل بعض الموقوفين بتهم إرهابية وقادة المحاور بكفالات لا تزيد قيمتها على الخمسمئة ألف ليرة لبنانية.
وفيما أقرّ أبو فاضل بوجود بعض التقصير الذي ظهر في معركة عرسال، لفت إلى أنّ الجيش اللبناني سطر البطولات رغم ذلك، مؤكداً أنه لا يزال متماسكاً وقد استعاد زمام المبادرة، رافضاً في هذا السياق الحملة التي تُشَنّ على قائد الجيش العماد جان قهوجي، وأشار إلى أنّ مطلب المسلحين كان واحدًا وهو تأمين ممرّ آمن إلى شمال حمص، أي أنهم يريدون الفرار باتجاه دير الزور والرقة وهذه المناطق، وعندما اجتمعوا بهيئة علماء المسلمين بات لديهم شروط أخرى، متسائلاً من الذي أقنعهم بذلك.

العسكريون المخطوفون يعودون قريباً
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هيئة العلماء المسلمين قامت بما تريد القيام به ثمّ علّقت تحرّكها، مشيراً إلى أنّ ما أسماها هذه التمثيلية لا تنطلي على أحد، لافتاً إلى أنه كان ضدّ أن يستقبلهم قائد الجيش العماد جان قهوجي وكذلك أن تسلّمها الحكومة اللبنانية أمر العسكريين الرهائن، كاشفاً في المقابل عن معلوماتٍ بأنهم سيعودون قريباً بموجب وساطة جديدة، مستبعداً تكرار سيناريو مخطوفي أعزاز مع هؤلاء.
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ هيئة العلماء المسلمين مرجعيتها قطر وتركيا، أشار إلى أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم دخل على الخط وهو قام باستكشاف الأمر، كما أنه على اتصال دائم برؤساء الاستخبارات في قطر وتركيا وغيرهما، وأكد أن لديه معلومات شبه أكيدة أنّ المخطوفين عائدون قريباً، موضحاً أنّ الضغوطات التي يمارسها السوريون على المسلحين تريحنا أكثر مما تريح غيرنا، مشدّداً على أنّ السوريين لم يقصفوا بالطيران جرود عرسال حفاظاً على الجنود المخطوفين.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ قطر ليس لديها مشكلة أبداً بإطلاق الجنود اللبنانيين، متوقعاً أن يعودوا، لافتاً إلى أنّ المعلومات عن الجنود بالتفاصيل موجودة لدى رئيس الحكومة تمام سلام، ونفى من جهة ثانية أن يكون المسلحون خرجوا من عرسال، مشيراً إلى أنهم يريدونها بيئة حاضنة لهم.

جعجع مطالَب باعتذار عن مواقفه
وحذر أبو فاضل من أنّ الوضع في لبنان خطير جداً على المسيحيين والمؤسسات في لبنان، مشدّداً على أنّ الوقوف خلف المؤسسات هو واجبٌ على كلّ لبناني، ملاحظاً أنّ قدامى القوات والتيار الوطني الحر وفؤاد أبو ناضر وحنا عتيق يضعون إمكانياتهم برسم الجيش في حين أن نواب تيار المستقبل ليسوا حريصين على الجيش بل يذهب البعض لحدّ الشماتة به.
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ النائب سليمان فرنجية هو ابن الشمال وهو حريص على الجيش، اعتبر أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية مطالَبٌ باعتذار عن مواقفه، مستهجناً أقواله من أن داعش كذبة كبيرة أو جبهة النصرة غير موجودة في معلولا أو إطلاقه مقولة فليحكم الإخوان، كما جدّد دعمه للأب سليم مخلوف على خلفية مواقفه ضدّ داعش وجبهة النصرة التي كان محقاً فيها.
وشدّد أبو فاضل على وجوب أن يقتني المسيحيون السلاح، معتبراً أنهم يجب أن يكونوا موجوجين على الساحة مثلهم مثل غيرهم، لافتاً إلى أنّ الدولة مهترئة فاسدة فاسقة، مشيراً إلى أنّ المسيحيين يجب أن يقتنوا السلاح بسبب ذلك خلف الجيش وغيره أيضًا، مستشهداً بقول الإمام السيد موسى الصدر الذي قال أنّ السلاح زينة الرجال، معتبراً أنه على حق.

سليمان أفشل رئيس ولم يقدم شيئاً للمسيحيين
ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ الرهان على الغرب فشل، واتفاق الطائف إسلامي محض، وهناك فراغ في سدة الرئاسة منذ 24 أيار 2008، وأشار إلى أنه يلوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لأنه غادر لبنان في عز النقاش بقانون اللقاء الأرثوذكسي ليمضي ثمانية وأربعين يوماً في أميركا اللاتينية في حين كان يجب أن يقف وقفة ويمرّر القانون، لافتاً إلى أنهم اتفقوا على هذا القانون بحضوره قبل أن ينقلبوا على ذلك في وقتٍ لاحق.
وشدّد أبو فاضل على وجوب تأمين قانون انتخابي يُنصف المسيحيين ويُشعرهم أنهم شركاء حقيقيون في البلد وليسوا مواطنين درجة ثانية أو ثالثة، ورأى أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أخطأ عندما ذهب أو زحف باتجاه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، مشيراً إلى أنّ شخصية بحجم الجنرال عون لا تذهب باتجاه أحد.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس السابق ميشال سليمان لم يقدّم شيئاً للمسيحيين، وهو لم يكتف بأنّ الصلاحيات صودرت منه بل تنازل عن الصلاحيات التي كانت بيده، وذهب في النهاية ليجنّس بالكيلو، على حدّ تعبيره، وقال أنه كان أفشل رئيس ولم يعرف أن يفعل شيئاً، مستغرباً كيف يريد البعض تكريمه رغم كلّ ذلك.

المسيحيون أجهضوا مبادرة تكتل التغيير والإصلاح
وفيما حذر أبو فاضل من وجود خطر جدي وحقيقي تمثله داعش، رأى أنّ الكثير من الأطراف اللبنانية يرحب بداعش ضمنياً، وانتقد مواقف بعض الأفرقاء الذين يصرّون على القول أنّ قتال حزب الله في سوريا استجلب داعش، مشيراً إلى أنّ حزب الله يقاتل عن الكلّ ويدافع عن لبنان بقتاله في سوريا هو والقوميين والبعثيين وغيرهم.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنه يؤيد اقتراح القانون الذي تقدّم به تكتل التغيير والإصلاح لانتخاب رئيس من الشعب مئة بالمئة، مقللاً من شأن مواقف الأفرقاء المسيحيين الذين رفضوا هذه المبادرة، ولفت إلى أنه مع تعديل المادة التاسعة والأربعين وفتح الانتخابات الرئاسية أمام الجميع، واعتبر أنّ من يرفض هذه الصيغة لا يؤمن بالديمقراطية.
واعتبر أبو فاضل أنّ المسيحيين وتيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار هم من يتحمّل مسؤولية إجهاض هذه المبادرة، مستغرباً قول البعض أنّ الوقت ليس مناسباً لاقتراح تعديل من هذا النوع أو أنّ المنطقة تمرّ بظرف حساس في هذه المرحلة، متسائلاً متى لم تكن الظروف حساسة.

انتخاب الرئيس من الشعب ضمانة لنا
ورأى أبو فاضل أنّ تيار المستقبل لا يريد رئيساً وهو مرتاح لكون كلّ الصلاحيات بيد رئاسة الحكومة، واعتبر، رداً على سؤال، أنهم رأس الفساد في الدولة.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ لا رئيس جمهورية في ظلّ الواقع، وأعرب عن اعتقاده بأنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بذاته يجب أن يجمع المسيحيين ويقول لهم أننا يجب أن نسير بانتخاب رئيس من الشعب، معتبراً ذلك ضمانة للمسيحيين، خصوصاً أنّ المرشحين اللذين يتأهلان للدورة الثانية بحسب الاقتراح هما قويان بأصوات المسيحيين.
ورفض أبو فاضل التكهّن بأسماء المرشحين اللذين يمكن أن يحوزا على النسبة الأعلى من الأصوات في مثل هذه الحال، وتساءل لماذا لا يوافق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الاقتراح إذا كان مؤمنًا بالديمقراطية، وقال أنه مع ترشح الجميع، بمن فيهم قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
 

  • شارك الخبر