hit counter script
شريط الأحداث

المهندس القاضي يروي في منزله قصة خطفه "أبو مالك الأمير" حـاوره و"أبو طقية" أعاده بسيارته

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٤ - 06:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحداث سوريا وانعكاسها على الداخل اللبناني في ظل الحدود الملتهبة بالحوادث الأمنية بين البلدين، هاجس لكل لبناني، إلا أن وقعها كان مختلفا على المخطوف المفرج عنه المهندس ماجد عيسى القاضي من بلدة العين في البقاع الشمالي.

وكان مسلحون خطفوا القاضي في 17 تموز االماضي عند مدخل بلدة عرسال ليفرج عنه مساء الجمعة الفائت، اي بعد 35 يوماً على خطفه، بمسعى من فاعليات عرسالية من دون دفع فدية.
وتوافد مهنئون الى منزل القاضي في بلدة العين، وهو أب لولدين ويعرف في البلدة بـ"ابو اسكندر" الذي جلس الى جانب والدته المسنّة، في حديقة منزله المتواضع.
والقاضي متخصص في هندسة التكييف والتبريد ومعظم عمله في القرى البقاعية، ومنها عرسال جارة العين، ولا يمر يوم من دون ان يقصدها، وقد تتلمذ له اكثر من مئة طالب وتعهد التدفئة في ورش بناء كان آخرها لمواطن من آل الفليطي.
وروى القاضي لـ"النهار" حادث خطفه، فقال إن مسلحين ملثمين يستقلون سيارتي "جيب" خطفوه من داخل الورشة التي يشرف عليها بعد التعرض له بالضرب، واقتادوه في اتجاه الجرود المحيطة للبلدة. وقال: "استمرت رحلة الخطف نحو 4 ساعات وصولا الى الداخل السوري عبر جرود القلمون في طريق ترابية وعرة، ليتبيّن لاحقا اننا في منطقة سورية تعرف بوادي ميرا حيث تكثر بساتين الكرز. ولدى وصولنا عصبوا عيني وضمدوا جروحاً اصبت بها نتيجة تعرضي للضرب على طول الطريق، ثم بدأت التحقيقات معي واستمرت خمسة أيام. وتركزت التحقيقات على معرفتي بـ"حزب الله" وحركة "أمل" وعلى التحركات العسكرية للحزب واماكن وجوده واسماء عناصره، واشرف على هذه التحقيقات اكثر من شخص جميعهم يتحدثون بلكنة سورية. وكنت انام تحت جذع احدى الاشجار مكبلاً قبل ان انقل معصوباً إلى غرفة زراعية صغيرة يستخدمونها لوضع المواد الغذائية. وكنت اتعرض للضرب بين الحين والآخر. وبعد عشرة ايام نقلوني الى مكان آخر يبعد نحو ساعتين سيراً، وهو نقطة اقرب الى الحدود اللبنانية حيث سلمت الى مجموعة اخرى ووضعت داخل مغارة كبيرة، ليعاد التحقيق معي بالأسئلة نفسها، وكنت أسمع دوي قصف واشتباكات بعيدة. وبعد مطالبتي المتكررة بلقاء المسؤول أكدوا ان لهم اميراً يدعى "أبو مالك التلة" وهو امير القلمون في "جبهة النصرة"، وقد يرفعون طلبي اليه ولكن تنقله المستمر يجعل لقائي به متعذراً".
وأضاف: "في احدى الليالي بعد عشرين يوماً من خطفي نقلت الى غرفة كان فيها رجل ذو لحية تصل الى 10سنتيمترات، يرتدي لباسا شرعياً وعرف عن نفسه بـ"أبو مالك الامير"، وكان الرجل الأول الذي سمح لي بالتحدث اليه بحرية وبعيدا من الحرس، إذ طلب ان نكون وحدنا".
واكد القاضي ان "ابو مالك" أجابه عن الأسئلة التي طرحها وأن قرارالافراج لم يحدّد بعد، وقال "هو قرارنا وليس قرار الخاطفين، ومن هنا ستكون ضيفا ولن تتعرض للاهانة مرة اخرى"، وان حياته اكثر امانا لديهم وخصوصا ان الخاطفين يطالبون باسترجاعه لتجديد طلب الفدية، إلا أن الافراج عنه "يتطلب ترضية مع الجهة الخاطفة".
بعد فترة قصيرة من لقائه "ابو مالك" حضر الشيخ مصطفى الحجيري "ابو طقية" وابلغه ان قرار الافراج صدر وسيكون العاشرة من يوم الاربعاء 20 آب، ولكن الإفراج عنه تعذر بسبب الظروف الامنية، ليحدد يوم الجمعة 22 منه، وقد اتت سيارتان في احداها مسلحون والاخرى "ابو طقية"، ونقل القاضي الى عرسال. وفور وصوله قال له "ابو طقية": "خروجك كان معجزة. أنت الآن في امان والحمد الله على سلامتك، ويعود الفضل إلى فاعليات البلدة".

وسام اسماعيل- النهار

  • شارك الخبر