hit counter script

مقالات مختارة - جمانة حداد

انتخِبوا واحداً من هؤلاء رئيساً!

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٤ - 06:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

أتريدون رئيساً للجمهورية، لا يكون موضع خلافٍ مع أحد، ويجيء نتيجة تسوية "سياسية"، لا غالباً ولا مغلوباً، غير منتمٍ إلى هذا الفريق، ولا إلى ذاك؟

عال. لكن، بشرطٍ واحد: ألاّ تنطوي هذه التسوية على أيّ وصمةٍ تنال من الشرط الأخلاقي لشخص الرئيس؛ بكل ما تعنيه كلمة أخلاق من دلالات، شخصية ووطنية، وظيفية ونظرية، وجدانية وعقلية، ثقافية وسياسية على السواء.
شرطي الوحيد أن لا تكون أخلاقيات الرئيس موضع مساومة وتسوية. أكرّر: الأخلاق، ليس بالمعنى الضيق للكلمة، بل بمعناها الشمولي، بدءاً من الأخلاقيات الشخصية، وليس انتهاءً بالأخلاقيات المهنية والثقافية والسياسية والوطنية.
فليفهم جميع السياسيين، من الموارنة وغير الموارنة، أنهم إذا أرادوا حقاً، لا رياءً، المحافظة على الجمهورية اللبنانية، فإن سبيل المحافظة الوحيد عليها، الآن وفوراً، يكمن في هذه الخطوة الرمزية: انتخاب الرئيس فوراً على أساس هذا الشرط الوحيد. لا مساومة في موضوع الأخلاقيات الرئاسية.
لا ضير في أن يتنازل الأفرقاء الموارنة، ومن يؤيدهم هنا وهناك وهنالك، عن كلّ شيء. بل يجب أن يتنازلوا عن كلّ شيء ( أو "حقّ") يخصّ كلاًّ منهم كفريق. باستثناء هذا المعيار: الأخلاقيات، وفق التفسير الصارم والمتزمت المشار إليه أعلاه.
أنا المرأة العلمانية، أطالب بهذا الشرط، ليس من أجل منصب الرئاسة، وليس من أجل الموارنة والمسيحيين فحسب، بل أيضاً وخصوصاً من أجل اللبنانيين مطلقاً، بهدف المحافظة على كينونتهم الوطنية، بما تنطوي عليه من رمزيةٍ وجودية غير قابلة للانتقاص. أعرف أن منطق السياسة في لبنان يخضع عموماً للرياء والمكر والنصب والاحتيال والصفقات والمساومات. لكن الوقت لم يعد يسمح لأهل الطبقة السياسية بمثل هذا الترف الماجن، لا في مسألة انتخاب الرئيس، ولا في مسألة انتخاب مجلس جديد للنواب، ولا في معالجة القضايا العالقة، المعيشية والاقتصادية والمجتمعية والأمنية والوطنية على السواء.
لن أسمح لنفسي بإغراق مطالبتي هذه في التنظير، ولا في "الوعظ"، بالمعنى الأخلاقي الضيق، لذا أجدني "أرشّح" أسماء من خارج الوظيفة السياسية المباشرة، على سبيل المثال لا الحصر: رينيه أسمر، أنطوان خير، جون قزي، وهنري العويط. هؤلاء من خارج الوظيفة السياسية، أما من داخلها فواحد: زياد بارود. لقد رأيتُ في ممارسات هؤلاء الأخلاقية للوظيفة الخاصة والعامة ما يُرتجى من أمثالهم خيراً لقيادة البلاد.
انتخِبوا من مثل هؤلاء الموارنة رئيساً للجمهورية!
ملاحظة: للذين لا يعرفون الكثير عن هؤلاء، فليقرأوا سيرهم ومآثرهم الوظيفية على "غوغل"!
 

  • شارك الخبر