hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

عون: لن أتراجع

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لن يتوقع ميشال عون أقل من هجوم صاعق على مبادرته الانقاذية التي سبق أن مهّد لها قبل نحو شهرين بالدعوة الى تعديل دستوري يتيح انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب. تصبح الأمور أكثر تشويقا حين ينبري نائب في البرلمان، اسمه فادي كرم من حصة "القوات اللبنانية"، قائلا بأن عون و"داعش" هما وجهان لعملة واحدة! كيف ولماذا؟ لا أحد يعرف. يسوق النائب القواتي، ومن خلفه سمير جعجع، معادلة مفادها ان "داعش" تفرّغ الموصل من الوجود الجسدي للمسيحيين، وفي لبنان عون يفرّغ الجمهورية من الوجود السياسي للمسيحيين!!
كل ما فعله ويفعله ميشال عون، برأي مسيحيّي الطرف الاخر، يصبّ في إطار إضعاف دور المسيحيين و"تهجيرهم" من السلطة. هنا يصبح تحرير بعض المقاعد المسيحية من هيمنة الحلفاء والخصوم تهمة، وفرض المسيحي شريكا أول في القرار وليس تابعا، فعل خيانة!!
بالتأكيد، كافة خصوم ميشال عون من دون استثناء يشاركون فادي كرم رأيه "الداعشي" ويشدّون على يديه. حلفاء "الجنرال" لم يعطوا بركتهم الصريحة لاقتراح يُخرِج انتخاب الرئيس من خرم أبرة التسويات الاقليمية والطبخات الداخلية وتوافقات اللحظة الاخيرة، التي واستنادا الى التجارب، تأتي دائما خلافا للدستور، وعكس ما يريده الشعب صراحة.
لنفترض ان تسوية سقطت بالباراشوت وأتت بهنري حلو رئيسا للجمهورية. ليس في الأمر أي مخالفة دستورية لكن كل المسألة أنها تنسف رغبة 99,99% من المسيحيين بالاتيان برئيس يحمل الحد الأدنى من القدرة التمثيلية، ويطيح تقريبا بميول وتوجهات نحو 90% من اللبنانيين الذين، بأكثريتهم العظمى، يعرّفون عن حلو بأنه "نائب جنبلاط"!!
منذ الطائف حتى اليوم لم تكن سوى التسويات، الفاقعة أحيانا، المدخل الطبيعي لدخول "فخامته" الى قصر بعبدا. بعد انتهاء عهد ميشال سليمان ليس متوقعا سوى لجمّ الشغور الرئاسي المتمادي برئيس نتاج تسوية في المنطقة. هذا ما يرفضه "جنرال الرابية" الذي يرى ان من عاش فراغا رئاسيا عمره 24 عاما (أي من عمر الطائف) يمكنه أن ينتظر بعض الوقت كي تتحرّر كرسيّ بعبدا من منطق التسويات.
خصومه يأخذون عليه أمرين أساسيين: الاول الاعلان عن اقتراح التعديل الدستوري بعد أن ثبت لديه بالدليل القاطع أن لا حظوظ لديه لانتخابه رئيسا. الثاني هو على شكل سؤال مفاده هل كان سيبقى متمسّكا بهذا الاقتراح لو رست التسوية الخارجية عليه؟!
عمليا، لم ينكر ميشال عون بأي بلحظة واقع كونه الأحق بالرئاسة الأولى، بالاستناد الى قدرته التمثيلية. سبق له أن وعد المسيحيين بأنهم لن يبكوا على موقع الرئاسة بعد الان، في معرض طمأنتهم بأن الكلمة الاولى ستكون لهم في هذا الاستحقاق.
المقرّبون منه يقولون أن همّه في هذه المرحلة ينحصر بمتابعة اقتراب الخطر الداعشي من لبنان وكيفية مواجهته، وهمّ رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات والاستحقاق النيابي. وهو عمليا لا يتأثر بهذا الكمّ من الانتقاد الذي طال مبادرته الاخيرة ويطمئن من يسأل "لن أتراجع أمام أي ضغط، والرئاسة، كما الانتخابات النيابية، لن تكون بعد الان كيفما كان".

 

  • شارك الخبر